زعيم من الطوارق يؤكد لموقع “إسرائيلي ” أنه “لا أستبعد رفع السلاح بوجه دولة الجزائر”

0
325

تواجه أكبر قبائل الصحراء الكبرى، وهي قبيلة «الطوارق» التي تنتشر عبر حدود خمس دول بأفريقيا، مصيرا مأساويا بسبب سيطرة المتطرفين على غالبية دروب «القبيلة» التجارية، خاصة في ليبيا والجزائر ومالي والنيجر، وتغيير النشاط فيها إلى تهريب السلاح والمقاتلين. وتحاول جماعات موالية لكل من تنظيم القاعدة وتنظيم داعش مد نفوذها من البحر المتوسط شمالا حتى حدود نيجيريا التي ينشط فيها تنظيم «بوكو حرام» جنوب الصحراء.

فبسبب مواصلة إهمال مطالبهم بتطوير التنمية في المناطق الشاسعة التي تسيطرة عليها الطوارق و التي تعاني من الاهمال الشديد والفقر ،قال القيادي من الطوارق أكلي شكا (كاتب ومحلل سياسي وأحد أشهر شخصيات الطوارق) في مقابلة خاصة مع موقع i24NEWS الإسرائيلي إنه “لا يستبعد أن يرفع الطوارق في ليبيا وجنوب الجزائر السلاح خلال السنوات المقبلة بسبب تعنت هذه الدول” بتلبية مطالبهم وتوفير الحقوق الأساسية لهم ومواصلة تعاملها معهم بطريقة لا تعتبرهم بها مواطنين.




وشدد أكلي شكا على أنه :”رغم كل الثورات التي قامت بالسنوات الأخيرة ، إلا أن طوارق الجزائر وطوارق ليبيا لم يرفعوا ولا مرة السلاح أمام الأنظمة ، لكنني لا أستبعد أن يرفع الطوارق خصوصا في جنوب الجزائر السلاح لأن هذه الأنظمة وهذه الدول ما زالت متعنته وتشجع بأننا لسنا مواطنين على هذه الأرض ، وتوهم العالم بنفس الوقت بأننا خطر عليها ولا تعترف بحقوقنا، وبالتأكيد اذا استمر هذا الوضع فإن الطوارق في الجزائر وليبيا سيرفعون السلاح”. وأضاف :” لا تتوفر فرص عمل للشباب في هذه المناطق ما يضطر الكثير منهم احيانا للانضمام للجماعات المتطرفة او الجماعات التي تقوم بتهريب البشر ، فهم لا يتمتعون بالحقوق ولا الوظائف وظروفهم الصعبة تضظرهم للقيام بذلك لعدم توفر فرص العمل”.

الجدير بالذكر هنا، هو أن دول الشمال الأفريقي على الشواطئ الجنوبية للمتوسط (ليبيا والجزائر تحديدا) تهيمن عليها منذ تأسيسها أيدولوجيات وأنظمة عنصرية تنتهج سياسية عدوانية أقل ما توصف به أنها سياسية جوفاء وغير مدروسة تجاه أشقاءهم الطوارق الذين شكلوا على مدى القرون الماضية جدارا بشريا عازلا وحاميا عمل دائما على فصل الجزء  الشمالي من الصحراء عن جنوبه.

والغريب حقا، أن هذه الدول وفي مقدمتها الجزائر، عملت على إضعاف وتدمير ما بات نطلق عليه اليوم “الجدار العازل” (الطوارق) مما أدى تدريجيا إلى تمدد الخطر نحو مناطق الشمال، وإذا لم تدرك هذه الدول المسألة وتسرع في تصحيح سياستها العدائية مع إخوانهم في العرق وجيرانهم التاريخيين الطوارق فستجد نفسها وفي وقت غير بعيد على خط المواجهة، بل ستكون ساحة لحروب أهلية مدمرة مع أقوام جنوب الصحراء الذين يعدون أنفسهم لهذه المعركة المصيرية.

وقد تبدو للبعض هذه القراءة مجرد تكهنات أو حتى ضرب من الخيال خصوصا لمن ليس لديه إطلاع جيد على تاريخ المنطقة وعلى دور الطوارق فيها بدءا بالعصور القديمة ومرورا بنشر الإسلام وتعاليمه السمحة وحمايتهم للشمال من أقوام إفريقيا المختلفة القادمين من جنوب الصحراء.

ولقد عاشت الصحراء قبل الترسيم المشؤوم للحدود في ستينيات القرن الماضي، تحت رحمة وحراسة محكمة من قبل الطوارق، وكان كل من يتحرك فيها ابتداء من قلاع مرزق شرقا ومرورا بواحات الحمادة الحمراء وغداميس شمالا إلى حافة نهر النيجر غربا حيث مدينة (تين بكتو) وجبال آير-ازواغ جنوبا، إما تحت حمايتهم أو تحت رحمة سيوفهم الحادة.

وتخبرنا الروايات والسجلات التاريخية، أن أول مغامرة وتمرد على أسياد الصحراء في العصر الحديث، تلك التي قادها الكومندان الفرنسي المشهور فلاترس في عام 1881 حيث انتهى به مصيره هو وكافة أفراد فرقته المكونة من 400  مقاتل إلى إبادة جماعية على يد فرسان منطقة الهقار (جنوب الجزائر)، هذه الحادثة تسببت في تأخير تقدم الفرنسيين في دخولهم إلى إفريقيا قرابة 45 عاما إضافية كما أجبرت في نهاية المطاف الرئيس الفرنسي شارل ديجول إلى عرضه على الطوارق استقلال صحراءهم كأول منطقة تنال الاعتراف والاستقلال في إفريقيا، ولكن هذا العرض قوبل برفض تام من قبل الطوارق الذين فضلوا مواصلة القتال بجانب شعوب المنطقة الثائرة ضد فرنسا.