“فمع حلول فصل الشتاء، وأمام موجات البرد القارسة والتساقطات الثلجية التي تضرب مناطق الحوز، يواجه سكان المناطق المتضررة من الزلزال أوضاعًا مأساوية.
هذا الوضع يأتي في وقت حساس، حيث أعلنت وزيرة إعداد التراب الوطني، فاطمة الزهراء المنصوري، عن اقتراب استكمال بناء 60 ألف منزل في غضون ستة أشهر. لكن، هل يمكن اعتبار هذا التفاؤل مؤشرًا على تقدم ملموس أم مجرد محاولة لتغطية أزمة تتفاقم يومًا بعد يوم؟ في الوقت الذي تعيش فيه هذه المناطق حالة من الفوضى جراء التأخير المستمر، وتحت وطأة الظروف المناخية القاسية التي تهدد حياة الآلاف، تتساءل الأوساط السياسية والشعبية: هل ستكون الوزيرة قادرة على مواجهة هذه الأزمة؟ أم أن الفشل في تنفيذ الوعود سيضعها أمام ضغوطات قد تفضي إلى اتخاذ قرارات صعبة، مثل الاستقالة؟”
الأزمة الإنسانية: أين مصير 120 مليار درهم؟
بعد زلزال الحوز الذي ضرب المغرب في سبتمبر 2023، تم تخصيص مبلغ 120 مليار درهم من قبل الملك محمد السادس لإعادة إعمار المناطق المتضررة خلال خمس سنوات. ومع ذلك، يشير تقرير لجنة المالية في البرلمان إلى أن الحكومة صرفت فقط 9 مليارات درهم حتى أكتوبر 2024، مما يطرح تساؤلات مشروعة عن سبب التأخير في تنفيذ هذا المشروع الضخم. حيث أن الفارق بين الميزانية المخصصة والمبالغ المنفذة يعكس تدهورًا واضحًا في مستوى التقدم، في وقت تحتاج فيه الأسر إلى حلول فورية.
وضع المواطنين في الخيام مع تزايد الصقيع والتساقطات الثلجية بات يشكل تهديدًا حقيقيًا على حياتهم. في ظل هذا السياق، تساءل رئيس فريق التقدم والاشتراكية في البرلمان، رشيد الحموني، عن تأخر إعادة الإعمار، وطالب بمهمة استطلاعية لتشخيص المشاكل الحقيقية التي تعيق هذه العملية.
تحديات الإعمار: هل تكمن المشكلة في التخطيط أم التنفيذ؟
في تصريحها، أكدت الوزيرة المنصوري أن “الأمور تسير بوتيرة جد مهمة”، ولكن لم توضح كيف سيتم التغلب على الإكراهات، مثل نقص المواد الأولية والموارد البشرية. بينما تظهر التوقعات الرسمية بأنها ستتمكن من إنجاز 60 ألف منزل في الأشهر الستة القادمة، فإن العديد من الخبراء يرون أن هذا الهدف الطموح قد يكون بعيد المنال في ظل الصعوبات اللوجستية والمناخية.
إحدى المشاكل الرئيسية التي تواجه الحكومة هي غياب حلول فورية للسكان المتضررين، الذين لا يزالون في الخيام وسط الطقس القاسي. تأكيد الحكومة على استمرارية تقديم الدعم المالي للأسر قد لا يكون كافيًا إذا لم يتم توفير حلول أكثر فاعلية مثل الإيواء المؤقت أو توفير البنية التحتية الأساسية.
الأسئلة الملحة: هل فشلنا في مواجهة هذه الكارثة؟
-
هل تقدم الحكومة تفسيرًا مقنعًا للتأخير؟ – رغم حديث الحكومة عن التحديات اللوجستية، يبقى السؤال: لماذا لم تُتخذ خطوات أسرع لتوفير مسكن آمن للمواطنين المتضررين في ظل تلك الظروف المناخية القاسية؟
-
أين تكمن الفجوة بين الميزانية المخصصة والتطبيق الفعلي؟ – ما هي الأسباب الحقيقية لهذا الفارق الكبير بين 25 مليار درهم سنويًا و9 مليارات تم صرفها فقط؟
-
كيف يمكن ضمان عدم تكرار هذا الفشل في المستقبل؟ – هل من الممكن أن تكون إعادة النظر في آليات الإعمار جزءًا من الحل؟