شهدت زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى موريتانيا صدى متباينًا، حيث وُصفت من قبل مراقبين بـ”الزيارة الباردة”، في ضوء غياب مظاهر الاحتفاء الدبلوماسي المعتادة واستقبال يليق برئيس دولة لأول زيارة من نوعها منذ أكثر من ثلاثة عقود.
تأتي هذه الزيارة في سياق إقليمي متوتر، ومحاولات الجزائر التأثير على مواقف جيرانها، لا سيما فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية.
سياسة الحياد الإيجابي لموريتانيا
تؤكد موريتانيا مرة أخرى التزامها بسياسة الحياد الإيجابي في الملفات الإقليمية الحساسة، وخصوصًا ملف الصحراء. حيث يحرص قادة نواكشوط على الابتعاد عن الانحياز إلى محاور أو تحالفات قد تُضر بمصالحهم الاستراتيجية، في وقت تُبدي فيه الجزائر إصرارًا على استمالة موريتانيا لدعم توجهاتها الإقليمية.
-
ما هي دلالات استقبال تبون الباهت؟
المراقبون يرون في هذا الاستقبال رسالة واضحة من القيادة الموريتانية برفض الانصياع للضغوط الجزائرية. لكن، هل يمكن اعتبار هذا الموقف مقدمة لتحولات جوهرية في سياسات نواكشوط تجاه الملف الصحراوي؟
محاولات جزائرية لإعادة تشكيل التكتل المغاربي
بحسب الصحافي الجزائري المعارض وليد كبير، فإن زيارة تبون سبقتها زيارة رئيس أركان الجيش الجزائري، السعيد شنقريحة، في محاولة للضغط على نواكشوط لدعم مشروع التكتل المغاربي الذي يستثني المغرب.
-
هل يمكن أن تؤثر هذه الضغوط على التوازن السياسي لموريتانيا؟
تبدو القيادة الموريتانية متمسكة باستقلال قرارها السياسي، إلا أن تزايد الضغوط قد يضعها في اختبار جديد، خاصة مع ارتباطها بمبادرات مغربية لتعزيز التعاون في منطقة الساحل.
مخاوف جزائرية من تحول الموقف الموريتاني
يشير مراقبون إلى قلق الجزائر من احتمالية حدوث تحول جوهري في موقف موريتانيا تجاه قضية الصحراء. الدعم الدولي المتزايد لموقف المغرب، إلى جانب التقارب الفرنسي مع الطرح المغربي، يثير مخاوف النظام الجزائري من انضمام نواكشوط إلى هذا التوجه.
-
كيف ستتعامل الجزائر مع هذا التحدي؟
محاولات الجزائر للحفاظ على حلفاء إقليميين تبدو محدودة التأثير، في ظل التغيرات الدولية والتحولات في مواقف عدد من الدول.
نواكشوط بين الضغوط والفرص
موريتانيا تُدرك أهمية موقعها الاستراتيجي، لكنها تجد نفسها بين مطرقة الضغوط الجزائرية وسندان الحاجة للحفاظ على علاقات متوازنة مع المغرب ودول أخرى.
-
هل يمكن أن تصبح نواكشوط وسيطًا إقليميًا فعالًا؟
مع استمرار تمسكها بسياسة الحياد، قد تلعب موريتانيا دورًا محوريًا في تهدئة التوترات الإقليمية، إذا ما تمكنت من استثمار استقلالها الدبلوماسي كرافعة لحل الخلافات بدلاً من أن تكون طرفًا فيها.