“زيارة دي ميستورا لتندوف: هل يقترب نزاع الصحراء من الحل في ظل التغيرات الإقليمية والدولية؟”

0
182

تأتي زيارة ستافان دي ميستورا، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، إلى مخيمات تندوف بعد لقائه بوزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة في إطار جولة جديدة تهدف إلى جمع وجهات النظر حول نزاع الصحراء المغربية، وذلك قبل تقديم تقريره المنتظر أمام مجلس الأمن.

هذا التقرير يكتسب أهمية كبيرة، إذ يأتي في ظل التطورات الدبلوماسية المتسارعة والنجاحات التي حققتها المملكة المغربية في حشد دعم دولي لمبادرة الحكم الذاتي كحل دائم للنزاع.

زيارة تندوف: جمع الآراء أم تعزيز المواقف؟

خلال زيارته لتندوف، التقى دي ميستورا بقيادات جبهة البوليساريو، بما فيهم زعيمها إبراهيم غالي، في إطار الاستماع إلى وجهات نظرهم. ورغم ذلك، تظل التساؤلات حول مدى تأثير هذه اللقاءات في تغيير مسار النزاع، خصوصاً في ظل استمرار دعم الجزائر للجبهة الانفصالية رغم تأكيداتها المتكررة بأنها ليست طرفاً مباشراً.

الجزائر لطالما اتخذت موقفاً معقداً تجاه النزاع، مدعية أنها “طرف مراقب”، غير أن الضغوط الدولية المتزايدة تدفع نحو دور أكبر لها في الحلول السياسية.

الجزائر وتناقض المواقف

بينما تواصل الجزائر الدفاع عن جبهة البوليساريو، فإن تقارير الأمم المتحدة تؤكد بشكل متزايد على دورها كطرف مباشر في النزاع. آخر هذه التقارير جاء من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي دعا الجزائر إلى الانخراط الفعلي في المفاوضات.

ورغم تلك الدعوات، لا يزال موقف الجزائر متناقضاً؛ فهل ستشهد الجولة المقبلة من المفاوضات تغييراً في موقفها، أم ستظل ترفض صيغة “الموائد المستديرة” التي تعكس التعاون الدولي؟

موريتانيا: حياد مهدد بالتغيير؟

على الجانب الآخر، تظل موريتانيا تلتزم بموقف “الحياد الإيجابي”، غير أن الأحداث الأخيرة تشير إلى تحول محتمل. الخطاب الأخير للرئيس الموريتاني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أعطى إشارات عن تأييد ضمني لمغربية الصحراء، وهو ما أغضب الجزائر وجبهة البوليساريو. هل سيستمر هذا التحول، وما تأثيره على توازن القوى الإقليمي؟

المغرب: دبلوماسية هادئة أم استراتيجية الحسم؟

المغرب من جانبه، يواصل سياسته القائمة على الحوار والحلول السلمية، مؤكداً أن مبادرة الحكم الذاتي هي الحل الواقعي والمستدام للنزاع. وقد عزز المغرب موقفه الدبلوماسي بدعم قوي من دول كبرى مثل الولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا، بالإضافة إلى العديد من الدول الأفريقية والآسيوية التي أصبحت ترى في الحكم الذاتي حلاً مناسباً.

مع هذا الزخم الدبلوماسي، يطرح السؤال: هل سيتمكن المغرب من تحويل النزاع نحو نهاية سلمية، أم أن الطريق لا يزال طويلاً أمام الأطراف للوصول إلى حل؟

الخاتمة: هل النزاع في طريقه للحل؟

يبقى السؤال الأهم في نهاية المطاف: هل نحن على مشارف إنهاء نزاع استمر لعقود، أم أن هذه الجولة ستضاف إلى قائمة المحاولات السابقة التي لم تحقق التقدم المنشود؟ التقرير الأممي القادم قد يحمل إجابات، لكنه يعتمد على مدى التزام الأطراف، وخاصة الجزائر وجبهة البوليساريو، بروح التوافق والشرعية الدولية.

الأسئلة المفتوحة

إلى أي مدى يمكن أن يسهم التقرير الأممي المرتقب في حسم النزاع؟ وهل ستكون الجزائر وجبهة البوليساريو مستعدتين للالتزام بتوافق دولي نحو حل نهائي ومستدام للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية؟