زيلينسكي يستخدم يهوديته لحشد الدعم العالم عبر إسرائيل.. حان الوقت لأن تتخذ إسرائيل “خيارها” وتدعم أوكرانيا

0
227

سعى بينيت إلى لعب دور الوساطة فأجرى محادثات هاتفية منتظمة مع رئيسي البلدين، محاولة إنهاء الحرب”، لا فتا إلى أن “الروس أثاروا في السابق موضوع استبدال زيلينسكي”.

وشبّه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا بألمانيا النازية، وذلك في رسالة فيديو إلى إسرائيل، متهما الكرملين بالدفع بخطة للقضاء على أوكرانيا. لكن مقاربة زيلينسكي لم ترق لبعض المسؤولين الإسرائيليين.

طلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكيالأحد (20 مارس/ آذار 2022) خلال خطاب وجهه للبرلمان الإسرائيلي (الكنيست) أن تتخذ الدولة العبرية “خيارها” وتتخلى عن الحياد وتدعم أوكرانيا في مواجهة روسيا.

وقال زيلينسكي الذي لطالما شدد على انتمائه إلى الديانة اليهودية “لقد اتخذت أوكرانيا خيارها قبل 80 عاما بإنقاذ اليهود”، مشبّهًا في عدة نقاط أتى على ذكرها، الغزو الروسي لبلاده بالمحرقة النازية. وأضاف زيلينسكي الذي يحاول حشد دعم اليهود وإسرائيل لبلاده “حان الوقت الآن لتتخذ إسرائيل خيارها”، معتبرًا أن “اللامبالاة تقتل”.

ومنذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/ شباط، خاطب زيلينسكي عبر الفيديو العديد من الهيئات التشريعية الأجنبية من بينها النواب الأوروبيون والكونغرس الأمريكي ومجلس العموم البريطاني والبرلمان الألماني. وحاولت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي اليميني نفتالي بينيت الحفاظ على الحياد في النزاع الروسي الأوكراني في ظل دفء علاقاتها مع الطرفين.

وسعى بينيت إلى لعب دور الوساطة فأجرى محادثات هاتفية منتظمة مع رئيسي البلدين، وفي 5 مارس/ آذار اجتمع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الكرملين لثلاث ساعات. وانتقد بعض المسؤولين الأوكرانيين موقف إسرائيل المحايد. وفي إشارة إلى جهود بينيت الدبلوماسية التي اعتبرها خطوة في الاتجاه الخاطئ، قال زيلينسكي الأحد “يمكننا التوسط بين الدول ولكن ليس بين الخير والشر”. 

جاءت تصريحات بينيت في مؤتمر نظمه موقع “واي نت” الإسرائيلي، اليوم الإثنين، إن الطريق لا يزال طويلا، لأن هناك قضايا خلافية، بعضها أساسي.

وكان بينيت التقى مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتحادث معه هاتفيا عدة مرات بالتوازي مع اتصالاته مع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي.

وردا على الانتقادات التي وجهها زيلينسكي إلى إسرائيل بشأن تعاملها مع الأزمة خلال كلمة له لأعضاء بالكنيست الإسرائيلي، قال بينيت: “إسرائيل تدير الأزمة بطريقة حساسة ومسؤولة”.وأشار بينيت إلى أن إسرائيل أرسلت طائرات محملة بالمساعدات الإنسانية وفتحت أبوابها أمام المهاجرين اليهود الأوكرانيين وبعض اللاجئين غير اليهود.

وتابع قائلا: “أريد أن أقول هذا بأوضح طريقة ممكنة: يجب أن يفخر شعب إسرائيل بالمساعدة والمساعدات التي تقدمها إسرائيل لأوكرانيا”.وانتقد بينيت ضمنا الرئيس الأوكراني لتكرار استخدامه “الهولوكوست” للتشبيه بما يجري في أوكرانيا. لكنه قال إنه “زعيم يقاتل من أجل حياة بلاده”.في تغريذ للصحافي والإعلامي بقناة الجزيرة القطرية ، أحمد منصور ، على موقع التواصل “تويتر” ، قال فيها” زيلينسكي يستجدي دولة الاحتلال الاسرائيلي أن تنقذه من الدب الروسي ويذكرهم بدعم اوكرانيا لهم حينما سعوا لتأسيس الكيان الاسرائيلي قبل 80 عاما زيلينسكي من الأقلية اليهودية التي تحكم اوكرانيا.

وأمس الأحد قال الرئيس الأوكراني في كلمة افتراضية للكنيست الإسرائيلي إن “إسرائيل تبذل جهودا كثيرة لترتيب عقد محادثات سلام رفيعة المستوى بين بلاده وروسيا”، وذكر زيلنسكي أن رئيس الوزراء نفتالي بينيت يحاول العمل كوسيط بين كييف وموسكو.

وأوضح أن “بينيت يحاول إيجاد طريقة لإجراء المحادثات. ونحن ممتنون لجهوده، ولذلك سنبدأ عاجلا أو آجلا محادثات مع روسيا، ربما في القدس. هذا هو المكان المناسب لإيجاد السلام. إذا كان ذلك ممكنا”. 

ورأى الرئيس الأوكراني الذي فقدت عائلته أقارب لها خلال المحرقة النازية أن الكرملين استخدم “المصطلحات النازية” أثناء تحديد أهدافه في أوكرانيا. وقال “تحدث النازيون” عن حل نهائي “للمسألة اليهودية… تتحدث موسكو الآن عن حل نهائي للأوكرانيين”. لكن مقاربة زيلينسكي لم ترق لبعض المسؤولين الإسرائيليين بينهم وزير الاتصالات يوعاز هاندل من حزب “الأمل الجديد” اليميني”. وقال هاندل “لا يمكننا إعادة كتابة التاريخ المروع للمحرقة”.

وأضاف “ارتكبت إبادة جماعية على الأراضي الأوكرانية، الحرب رهيبة لكن المقارنة مع أهوال الهولوكوست والحل النهائي شائنة”. وأكد زيلينسكي أنه لم ينشأ في جو من التدين ولم يضع انتماءه لليهودية في مقدمة حملته الرئاسية. لكنه لم يتوان عن استخدام إيمانه اليهودي لحشد الدعم لبلاده بين اليهود وداخل إسرائيل حتى أنه استخدم اللغة العبرية في بعض منشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي. ولم تنضم إسرائيل إلى العقوبات الغربية ضد موسكو. 

ويقول المنشق البارز من الحقبة السوفياتية ناثان شارانسكي الذي يعرف الرئيس الأوكراني شخصيًا، إن “يهودية زيلينسكي مهمة بالنسبة له”، وإن ما يقوم به ليس مجرد تكتيك.

ويضيف شارانسكي الذي أمضى سنوات في “معتقل سيبيريا” السوفييتي بعد اتهامه بالخيانة بسبب طلبه إذنا للانتقال للعيش في إسرائيل، إن الرئيس الأوكراني “ليس يهوديا يخفي يهوديته وليس يهوديا يبحث عن هوية أخرى”، مشيرا الى أنه لم يتحدث إلى زيلينسكي منذ بدء الغزو الروسي، لكنه تحدث مع رئيس ديوان الرئاسة في الأيام الأخيرة.

وشارنسكي مولود في أوكرانيا، أطلق سراحه عام 1986، وهاجر بعدها إلى إسرائيل حيث تقلد مواقع عديدة في الدولة منها وزير الاستيعاب والهجرة ووزير مكافحة معاداة السامية.

ويشير شارانسكي إلى أن “فولودمير زيلينسكي جزء من تقليد طويل لليهود الذين واجهوا الموت في تاريخ أوروبا الشرقية لوقوفهم في وجه الاستبداد”.

ويتابع “الدور الفريد الذي يلعبه زيلينسكي في توحيد الأمة الأوكرانية، دون إخفاء هويته اليهودية، يمكن أن يساعد بالتأكيد في التغلب على العديد من الأفكار المسبقة”، لا سيما أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان أعلن أن الهدف من هجومه على أوكرانيا تنظيفها من “النازيين”.

‘داوود وجالوت’

وترى ليزا موريس، الأستاذة المحاضرة في قسم الدراسات الكلاسيكية في جامعة بار إيلان بالقرب من تل أبيب، أن موقف زيلينسكي يندرج أيضا في إطار تقليد يهودي آخر.

وتقول “لدينا تقليد ديفيد وجالوت: نحن دائما هذا الرجل الصغير في مواجهة الرجل الضخم”، مضيفة “كل أبطالنا حتى أبطال الجيش، يقاتلون ليس لأنهم يريدون القتال، ليس لأنهم عدوانيون، ولكن لأن هذا هو الشيء الصحيح الذي يجب القيام به. وهذا تقليد قوي حقًا في اليهودية”.

وذكرت وكالة “تلغراف” الإخبارية اليهودية التي أنشئت قبل مئة عام لتغطي الشؤون اليهودية، هذا الأسبوع، أن “قيادة زيلينسكي تجد صدى… لدى اليهود في جميع أنحاء العالم”، مستشهدة بمجموعة متنوعة من الكتّاب اليهود الذين يحييون تحديه الجيش الروسي.

وكتبت الكاتبة والفنانة البارزة مولي كرابابل في تغريدة على حسابها على “تويتر”، “كيهودية من المستحيل ألا أشعر بالفخر بشجاعة وكرامة وصلابة زيلينسكي في هذا الوقت”.