من شغف الطفولة إلى لوحات تحكي قصة المغرب
لم يكن الرسم بالنسبة للفنانة التشكيلية سارة بنكروم مجرد هواية عابرة، بل نافذة واسعة تطل منها على عالم غني بالألوان والتفاصيل المستوحاة من التراث المغربي. بدأت رحلتها الفنية في سن مبكرة، حين اكتشفت أستاذة الفنون التشكيلية موهبتها في الصف الثالث الإعدادي، ووجهتها لاختيار شعبة الفنون التشكيلية، وهو القرار الذي شكّل نقطة تحول كبرى في مسيرتها.
من سطات إلى الرباط: بداية رحلة التحديات
بعد انتقالها من مسقط رأسها في مدينة سطات إلى العاصمة الرباط، حصلت سارة على شهادة البكالوريا في الفنون التشكيلية. ورغم طموحها الكبير، حالت الظروف دون التحاقها بمدرسة الفنون التشكيلية بسبب بعدها الجغرافي وصغر سنها. لكن تلك العقبات لم توقف شغفها، بل زادتها إصرارًا على المضي قدمًا، لتجعل من الرسم جزءًا لا يتجزأ من حياتها اليومية.
مدرسة الواقعية: هوية مغربية تنبض بالألوان
اختارت سارة المدرسة الواقعية كأسلوب فني تُبرز فيه شغفها بالتفاصيل الدقيقة. تسلط الضوء في أعمالها على تناسق الألوان، الظلال، والضوء، مع إبراز الهوية المغربية التي تُعد مصدر إلهامها الأساسي. من الأحياء العتيقة إلى الزخارف المغربية والأزياء التقليدية، تقدم لوحاتها لمسات فريدة تجمع بين الفن والثقافة، وتجعل من كل عمل نافذة تُطل على عراقة التراث المغربي.
تألق في الدار البيضاء: خطوة نحو العالمية
شاركت سارة مؤخرًا في معرض جماعي بالمركب الثقافي عبد الله كنون في الدار البيضاء، حيث عرضت لوحاتها التي حازت إعجاب الحضور بفضل تفاصيلها الدقيقة وعمقها الفني. هذه المشاركة لم تكن مجرد عرض للوحات، بل محطة مهمة أكدت مكانتها كفنانة واعدة تمتلك رؤية خاصة ومميزة.
شغف متجدد ودعم مستمر
الرسم بالنسبة لسارة هو إحساس وشغف يتجدد مع كل لوحة. تبدأ يومها بحماس كبير، تتأمل أعمالها وتسعى دائمًا لتطوير تقنياتها. والدها الراحل كان أكبر داعم لها، حيث وفر لها الأدوات والمساحة اللازمة للإبداع، ولا تزال تستمد من ذكراه قوةً وإصرارًا لتحقيق أحلامها.
طموح بلا حدود
تطمح سارة إلى أن تصبح لوحاتها سفيرة للثقافة المغربية في المعارض الدولية. تأمل أن تعكس أعمالها تجاربها الشخصية ورؤيتها الخاصة، وتسعى لتقديم الفن المغربي بأسلوب عالمي يربط بين الأصالة والتجديد.
سارة بنكروم: حكاية فنانة ملهمة
قصة سارة هي نموذج مُلهم للشباب الطموح، حيث جمعت بين الشغف والإصرار لتصنع لنفسها مكانة في عالم الفن التشكيلي المغربي. بألوانها وروحها الفنية، تخطو بثبات نحو أن تكون اسمًا بارزًا يعكس الهوية المغربية وثراءها الثقافي.
أسئلة مفتوحة للنقاش:
-
كيف يمكن للفنانين الشباب استخدام الفن التشكيلي للترويج للتراث الثقافي؟
-
ما الدور الذي يلعبه الدعم الأسري في مسيرة الفنانين؟
-
كيف يمكن للمغرب تعزيز حضور فنانيه التشكيليين على الساحة الدولية؟