يستعد نادي دبي للإبحار الشراعي لاستضافة النسخة الثانية والثلاثين من سباق “أرامكس دبي مسقط”، الحدث الأبرز في عالم الإبحار الشراعي في منطقة الخليج. يُتوقع أن تحقق هذه النسخة رقمًا قياسيًا في عدد المشاركين، مما يعكس النمو المتسارع لرياضة الإبحار في الإمارات، التي أصبحت وجهة عالمية لهذه الرياضة.
التفاصيل: تحدي التحمل والاستراتيجية
سباق “أرامكس دبي مسقط” ليس مجرد منافسة بحرية عادية، بل هو اختبار حقيقي للتحمل والمهارة والاستراتيجية. ينطلق المشاركون من شاطئ جميرا في دبي، ليعبروا مياه الخليج العربي مرورًا بشبه جزيرة مسندم، وصولًا إلى مرسى بندر الروضة في مسقط، عُمان. هذه الرحلة التي تتجاوز 360 ميلًا بحريًا تُعتبر واحدة من أطول وأصعب السباقات في المنطقة، وتستقطب نخبة من البحارة المخضرمين والمواهب الصاعدة.
يشارك في السباق ما يصل إلى 30 فريقًا، يتنافسون على متن قوارب شراعية تتراوح أطوالها بين 27 و100 قدم. ومن اللافت هذا العام مشاركة فريق شبابي استثنائي، يتكون من بحارة تقل أعمارهم عن 20 عامًا، باستثناء الربان، مما يعكس التزام الإمارات برعاية الجيل القادم من المواهب في رياضة الإبحار.
الإمارات: من الإرث البحري إلى الصدارة العالمية
لطالما كان الإبحار جزءًا أصيلًا من التراث الثقافي للإمارات، لكنه اليوم يشهد تحولًا كبيرًا من كونه تقليدًا بحريًا عريقًا إلى رياضة تنافسية تحظى باهتمام عالمي. نادي دبي للإبحار الشراعي (DOSC) يُعد اليوم عاشر أكبر أسطول حاصل على شهادة التصنيف الدولية (IRC) على مستوى العالم، مما يعكس النمو السريع لمجتمع الإبحار في المنطقة.
وتأتي مشاركة الإمارات في فعاليات عالمية مثل SailGP، التي تعود إلى دبي للعام الثالث على التوالي، لتؤكد مكانتها كمركز عالمي للإبحار. هذه الفعاليات الدولية، إلى جانب المبادرات المحلية، تخلق زخمًا غير مسبوق، مما يعزز من مكانة الإمارات كوجهة رائدة في عالم الإبحار الشراعي.
رعاية استراتيجية وشراكات عالمية
يُقام السباق هذا العام برعاية “أرامكس”، الشركة العالمية الرائدة في مجال النقل والخدمات اللوجستية، والتي تلتزم بضمان حركة آمنة وسلسة للقوارب والبحارة طوال فترة الحدث. كما يشارك في الرعاية “أوليس ناردين” كراعي مشارك والراعي الرسمي للوقت، بالإضافة إلى “مونتغراپا”، “بينيتي”، “إلكوم”، و”مرسى بندر الروضة والخدمات البحرية”.
مايك ريتش، الرئيس التنفيذي لقسم التسويق في “أرامكس”، صرح قائلًا: “تفخر أرامكس برعاية هذا الحدث البارز، الذي يعكس التزامنا بالابتكار والتواصل والدقة. دعمنا لسباق “أرامكس دبي مسقط” يؤكد التزامنا بتمكين التنفيذ السريع وتعزيز الروابط العالمية.”
تصريحات القادة: رؤية نحو المستقبل
ديفيد وورال، رئيس لجنة سباق أرامكس دبي مسقط، علق على الحدث قائلًا: “نحن سعداء برؤية هذا السباق يواصل نموه، مما يعكس الدور المتنامي للإمارات في ساحة الإبحار العالمية. مع تحقيق رقم قياسي في عدد المشاركات هذا العام، أصبح من الواضح أن سباقات الإبحار في المنطقة أصبحت أكثر حيوية وتنافسية من أي وقت مضى.”
من جهته، قال إدوارد شيفنر، نائب مدير نادي دبي للإبحار الشراعي: “نفخر بشراكتنا مع رعاتنا الموقرين، الذين يساهم دعمهم في ضمان نجاح تنظيم هذا السباق. مع استمرار الحدث في التوسع والنمو، فإنه يعزز مكانة الإمارات كمركز رائد للإبحار الشراعي والتميز البحري.”
الخاتمة: الإمارات تُرسخ مكانتها كقوة بحرية عالمية
سباق “أرامكس دبي مسقط” ليس مجرد حدث رياضي، بل هو احتفاء بالإرث البحري للإمارات ومنصة انطلاق نحو مستقبل مشرق لرياضة الإبحار في الشرق الأوسط. مع استمرار النمو في عدد المشاركين وزيادة الاهتمام العالمي، تُثبت الإمارات مرة أخرى أنها قادرة على استضافة الفعاليات العالمية الكبرى، وتعزيز مكانتها كمركز عالمي للإبحار الشراعي.
في نسخة هذا العام، يُتوقع أن يكون السباق أكثر إثارة وتحديًا من أي وقت مضى، مما يعكس التزام الإمارات بريادة هذه الرياضة وترسيخ مكانتها على الخريطة العالمية.