في خطوة غير تقليدية، أعلن الممثل والمخرج المغربي سعيد الناصري عن عرض فيلمه الجديد “نايضة” على قناته الرسمية بموقع “يوتيوب”، متجاوزًا العرض التلفزيوني التقليدي عبر القنوات الوطنية. يأتي هذا القرار ليعكس توجهًا جديدًا لدى صناع المحتوى السينمائي المغربي، الذين باتوا يفضلون المنصات الرقمية للوصول مباشرة إلى جمهورهم.
لماذا “يوتيوب” وليس التلفزيون؟
بعد أكثر من عام من عرض فيلم “نايضة” في القاعات السينمائية المغربية منذ أكتوبر الماضي، قرر الناصري التخلي عن بيع حقوق العرض التلفزيوني للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة. وأوضح في تصريحاته أن الفيلم يعالج قضايا اجتماعية حساسة، مثل أوضاع الطبقة الفقيرة وأطفال “الكاريان” الذين يواجهون صعوبات يومية، وهي قضايا قد تكون خارج إطار المحتوى المعتاد للقنوات الوطنية.
تصريح الناصري:
“لن أحرم الجمهور من مشاهدة هذا الإبداع، الفيلم تم إنتاجه بعيدًا عن أي دعم رسمي ولم ينل إعجاب المسؤولين لأنه يلامس قضايا المجتمع الفقير”.
أسئلة تطرح نفسها:
-
هل يعكس هذا القرار تحوّلاً في استراتيجيات توزيع الأفلام في المغرب؟
-
هل يشير إلى تحديات أكبر يواجهها صناع السينما في التعامل مع المؤسسات الإعلامية الوطنية؟
رسالة مباشرة للجمهور
في إطار قراره بالاعتماد على المنصات الرقمية، دعا سعيد الناصري جمهوره إلى دعم فيلمه ومشاركته على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي. يعكس هذا التوجه ثقة الفنان في قدرة الجمهور على تحقيق الانتشار، خاصة من خلال متابعيه على “إنستغرام” ومنصاته الأخرى.
“أطلب منكم مساندتي ومشاركة الفيلم مع الأصدقاء داخل المغرب وخارجه. هدفي أن يصل الفيلم إلى كل من يهتم بقضايا مجتمعنا”.
إطلاق قناة فضائية: مشروع طموح جديد
لم يتوقف طموح الناصري عند حدود العرض الرقمي، بل كشف عن نيته إطلاق قناة فضائية عبر الأقمار الصناعية. ستكون هذه القناة مخصصة لبث أعماله الفنية وبرامج متنوعة، مما يجعل الناصري أول فنان مغربي إفريقي يخوض هذه التجربة الإعلامية المستقلة.
-
ما الذي يجعل هذه الخطوة مميزة؟
-
تعزيز استقلالية الفنانين في عرض أعمالهم.
-
توفير منصة تعرض محتوى محلي يعبر عن قضايا المجتمع المغربي.
-
“ليلة نجوم الشاشة”: الحدث المنتظر
إلى جانب مشاريعه الجديدة، يستعد سعيد الناصري لتنظيم دورة جديدة من “ليلة نجوم الشاشة” في شهر ديسمبر المقبل. تعتبر هذه الليلة الفنية مناسبة للاحتفاء بالأعمال السينمائية والفنية، وتعكس الأدوار الاجتماعية التي يحرص الناصري على لعبها من خلال أعماله وأنشطته.
التحديات والآفاق
يشير قرار الناصري إلى عدة جوانب تثير النقاش حول مستقبل السينما في المغرب:
-
التوزيع الرقمي مقابل التلفزيون التقليدي: هل ستصبح المنصات الرقمية الخيار الأول لصناع السينما؟
-
استقلالية الفنانين: كيف يمكن للمبادرات الفردية مثل إطلاق القنوات الفضائية أن تغير ملامح الصناعة الفنية؟
-
تمويل الإنتاج المستقل: يعكس إنتاج “نايضة” بدون دعم رسمي التحديات التي يواجهها الفنانون في المغرب، لكنه في الوقت نفسه يعكس إصرارهم على تقديم محتوى يعبر عن الواقع.