قال محمد أبو القاسم الزوي، آخر أمين لمؤتمر الشعب العام الليبي، والسفير الليبي الأسبق(في عهد معمر القذافي) لدى المغرب محمد أبو القاسم الزوي (كان وزيرا مفوضا فوق العادة بالرباط)، في حوار له مع في حوار مع قناة “العربية”، إن “الجمهورية الصحراوية (الوهمية) صنعها القذافي وليس البوليساريو، وحتى الجزائريون لم يكونوا موافقين في البداية، وكان الهدف هو إحراج ملك المغرب” مشيرا إلى أن “الهدف الأول بالأساس كان استخباراتيا وأتى للرد على دعم الرباط للمعارضة الليبية، وتابع “الرئيس الجزائري الراحل، هواري بومدين، قال للقذافي ولدت المولود ووضعته لنا نحن أول ما ازداد”.
وذكر الزوي خلال مشاركته في برنامج “الذاكرة السياسية” عل قناة العربية”، أن القذافي اعترف له مباشرة بهذا، بحضور أمين الاتحاد العربي الإفريقي الراحل عبد الواحد الراضي.
وأوضح المتحدث ذاته، أن القذافي هو من صنع “البوليساريو” وليس الجزائر، مشيرا إلى أن الملك الراجل الحسن الثاني، ذكر في مذكراته،استطاع تحييد القدافي عبر اتفاق الاتحاد العربي الإفريقي.
وبخصوص إنهاء معاهدة الوحدة المغربية الليبية الموقعة عام 1984، ابرز محمد أبو القاسم الزوي أن “الأمر كان بسبب خديعة انطلت على الراحل معمر القذافي من طرف رئيس وزرائه الأسبق عبد السلام جلود، والذي صاغ بيانا يهاجم المغرب إثر استقبال الملك الراحل الحسين الثاني، لرئيس الوزراء الإسرائيلي شمعون بيريز”، مضيفا أن “الرئيس الجزائري الأسبق هواري بومدين اشتكى من البوليساريو”.
وحسب الزوي الذي تقلد منصب أمين مؤتمر الشعب العام في ليبيا (رئيس البرلمان) فإنه خلال لقاء جمعه مع القذافي بالرئيس الأسبق لمجلس النواب المغربي وأول أمين عام للاتحاد العربي الإفريقي الراحل عبد الواحد الراضي،عدد القذافي الأخطاء التي وقع فيها”، وأضاف “زعيم البوليساريو الأسبق ومؤسسها الوالي مصطفى السيد، لم يكن انفصاليا، وأن تأسيس الجمهورية الصحراوية لم يكن حتى في خياله، لكن القذافي هو صاحب الفكرة”
وأورد الزوي، أنه بعد استقبال الملك الحسن الثاني لرئيس الوزراء الإسرائيلي يوم 21 يوليو/تموز من عام 1986 بمدينة إفران المغربية، اعتبر القذافي أن الأمر لا يتعلق بقضية ثنائية، بل بموقف عربي، حيث قرر أن يمضي مع الإجماع العربي بخصوص المغرب سواء كان بالسكوت أو المقاطعة أو حتى مُحاربة المغرب.
وقال الزوي إن “القذافي لم يقم بأي رد فعل بعد زيارة بيريز للمغرب، لكن بعد فترة من ذلك زار الرئيس السوري حافظ الأسد ليبيا، والتقى الاثنان في مدينة سرت، وحينها رفض القذافي إصدار بيان مشترك لكون الأمر يتعلق باجتماع بين قائدي بلدين عربيين، لكن عبد السلام جلود دخل على الخط وأقنع حافظ الأسد بالانتقال معه إلى طرابلس للمبيت هناك” وتابع “في العاصمة الليبية صاغ جلود والأسد بيانا مشتركا، في الوقت الذي كان فيه القذافي بعيدا في سرت”، وحمل البيان “شتيمة سيئة للغاية تجاه ملك المغرب، الأمر الذذي دفع الحسن الثاني إلى إعلان تجميد الاتحاد بين ليبيا والمغرب”، مشددا على أن “الأمر تصرف شخصي من جلود ومعاكس لرغبة معمر القذافي حينها”
وكشف محمد أبو القاسم الزوين أن رئيس الوزراء الليبي السابق عبد السلام جلود “لا يحب المغرب، ويحب الجزائر ودائما كان ميّال لها”، مضيفا أنه “منذ البداية كان ضد إقامة اتحاد بين ليبيا والمغرب، مفسرا تغاضي القذافي عما فعله بسياسة إعطاء هامش”، علما أن القذافي التزم حينها بوقف دعم جبهة البوليساريو بشكل نهائي، ثم اعترف بعد ذلك متأخرا بأنه ارتكب أخطاء، ومنها دعم البوليساريو”