سكينة بويبلا: رحلة فنية من الكمان إلى الألوان… معرض “المرأة بين التقليد والحداثة” في وجدة

0
50

في خطوة فنية تعكس تطور مسيرتها الإبداعية، تستعد الفنانة التشكيلية المغربية سكينة بويبلا لإطلاق أول معرض فردي لها تحت عنوان “المرأة بين التقليد والحداثة”، وذلك في مسرح محمد السادس بمدينة وجدة، خلال الفترة من 1 إلى 3 فبراير 2025.

هذا الحدث، الذي تنظمه المديرية الجهوية للثقافة بجهة الشرق، يُعد محطة فارقة في مسيرة بويبلا الفنية، حيث تسعى من خلاله إلى تقديم رؤية تشكيلية عميقة حول المرأة المغربية، وتجسيد التفاعل بين الأصالة والحداثة في لوحاتها.

من الكمان إلى الألوان: رحلة اكتشاف الذات

بدأت سكينة بويبلا مشوارها الفني كعازفة كمان، حيث كانت الموسيقى أولى محطات تعبيرها الإبداعي. لكن شغفها بالألوان والخطوط قادها إلى عالم الفن التشكيلي، لتبدأ رحلتها الفعلية في هذا المجال عام 2016. كانت العائلة والأصدقاء أول من اكتشف موهبتها وشجعها على تطويرها، لتصبح تلك الموهبة رسالة تعبيرية تعكس رؤى عميقة عن الجمال، المرأة، التراث، والطبيعة.

 

المرأة المغربية: بين الأصالة والحداثة

تستوحي سكينة أعمالها من الطبيعة، التي تراها مرآة للروح الإنسانية. في لوحاتها، تبرز التفاعل بين الإنسان وبيئته، مع تركيز خاص على المرأة المغربية بكل أبعادها الثقافية والاجتماعية. من خلال تفاصيل الأزياء التقليدية وملامح الوجوه، تعكس الفنانة ثراء الثقافة المحلية، سواء الأمازيغية أو الصحراوية، مع إبراز صورة المرأة المغربية الحديثة التي تجمع بين القوة والجمال، في توازن دقيق بين التراث والمعاصرة.

البورتريه: وجه يعكس الأعماق

اختارت سكينة فن البورتريه كوسيلة أساسية للتعبير عن ذاتها، مؤمنة بأن الوجه يعكس أعماق الشخصية. تعتمد في أعمالها على الألوان المحايدة مثل الأبيض، الأسود، والرمادي، إلى جانب أقلام الفحم والرصاص، لإبراز التفاصيل الدقيقة وإضفاء طابع درامي يعكس مشاعر وأحاسيس أبطال لوحاتها. هذا الأسلوب الفريد يجعل أعمالها تحمل بعدًا إنسانيًا عميقًا، يتجاوز الشكل ليلامس الجوهر.

طموح يتجاوز الحدود

من خلال معرضها الأول، تطمح سكينة بويبلا إلى إيصال فنها إلى جمهور أوسع، وطنيًا ودوليًا، وتسعى لأن تكون سفيرة للفن المغربي في الساحة العالمية. طموحها لا يقتصر على عرض أعمالها فقط، بل يمتد إلى تطوير أسلوبها الفني ومواصلة البحث في القضايا الجمالية والثقافية والإنسانية.

معرض يستحق الاكتشاف

يُعد معرض “المرأة بين التقليد والحداثة” فرصة لعشاق الفن التشكيلي لاكتشاف تجربة فريدة تجمع بين الإحساس العميق والمهارة التقنية. في رحلة بصرية مليئة بالإبداع والتأمل، تقدم سكينة بويبلا لوحات تحكي قصصًا عن المرأة المغربية، بكل ما تحمله من ثراء ثقافي وتناقضات بين الماضي والحاضر.

هذا المعرض ليس فقط احتفاءً بموهبة فنانة تشكيلية واعدة، بل أيضًا إضاءة على دور الفن في تسليط الضوء على القضايا الإنسانية والثقافية، مما يجعل منه حدثًا فنيًا يستحق المتابعة والاهتمام.