“سيول طاطا تكشف عن هشاشة البنية التحتية: قرى معزولة، منازل مهدمة ونداءات عاجلة للتدخل بالمروحيات”

0
143

شهدت مناطق قروية عديدة في إقليم طاطا كارثة طبيعية خطيرة، حيث تسببت السيول الجارفة التي اجتاحت المنطقة ليلة الجمعة-السبت في تهدم المنازل، عزل القرى، وفقدان العديد من الأرواح.

ويعكس هذا الحادث الطبيعة المتكررة للأزمات في البنية التحتية في المناطق النائية، حيث أصبحت العديد من القرى معزولة بشكل كامل بسبب انقطاع الطرق وتضرر الجسور، ما يزيد من تفاقم الوضع الإنساني.

الوضع الميداني: قرى مدمرة ونداءات استغاثة

مع شروق شمس يوم السبت، بدأت آثار السيول في الظهور بشكل جلي، خاصة في دواوير مثل تيكسيلت وتيغرمت. السكان يروون كيف تهدمت منازلهم بالكامل تحت ضغط المياه المتدفقة. إبراهيم المودن، أحد سكان دوار تيكسيلت، أكد تهدم منزل عائلته بالكامل، كما أشار إلى أن غالبية السكان اضطروا لمغادرة منازلهم بحثًا عن مأوى آمن. الطريق المؤدية إلى الدوار أصبحت مقطوعة تمامًا بفعل ارتفاع منسوب المياه، مما جعل المنطقة معزولة عن باقي العالم الخارجي.

“إهمال البنية التحتية يُفاقم الكارثة: سيول طاطا تودي بحياة ركاب و14 مفقودًا وتكشف هشاشة الطرقات”

على الجانب الآخر، أورد عبد الرحيم مخلوفي، أحد سكان دوار تيغرمت، انهيار خمسة منازل جراء السيول دون تسجيل خسائر بشرية في الوقت الحالي، ولكنه أعرب عن قلقه البالغ من استمرار الأمطار وما قد ينجم عنها من دمار إضافي.

التحديات والمخاطر المستقبلية

تعيش العديد من القرى في طاطا حالة من الترقب والخوف من تفاقم الوضع، إذ تشير توقعات الأرصاد الجوية إلى احتمالية هطول أمطار جديدة. هذا الواقع يزيد من تعقيد جهود الإنقاذ ويعمق الأزمة الإنسانية في هذه المناطق. كما يعبر السكان عن تخوفهم من انهيار المزيد من المنازل، خاصة في ظل غياب التدخلات العاجلة من السلطات.

التدخلات المطلوبة: نداء بالمروحيات والإمدادات

وسط هذه الكارثة، أطلق العديد من الفاعلين المدنيين، مثل محمد الهلالي، نداءات عاجلة للحكومة والسلطات المختصة بتخصيص مروحيات لإنقاذ المتضررين وتقديم الإمدادات الغذائية والطبية للقرى المعزولة. ومع انقطاع سبل التواصل وقطع الطرق الرئيسية المؤدية إلى هذه القرى، تصبح هذه التدخلات ضرورية لإنقاذ الأرواح وتقديم المساعدات الفورية.

خسائر بشرية: حصيلة مؤقتة

بحسب البيانات الرسمية التي نشرتها وكالة المغرب العربي للأنباء، فإن السيول الجارفة أدت إلى وفاة شخصين في حادثة انجراف حافلة للركاب بوادي طاطا، في حين تم إنقاذ 13 آخرين. ومع ذلك، لا يزال 14 راكبًا في عداد المفقودين، إضافة إلى تسجيل حالة امرأة مفقودة في دوار إيغورتن.

مآلات الكارثة: هل تتكرر نفس الأخطاء؟

مرة أخرى، تطرح هذه الكارثة تساؤلات جدية حول مدى استعداد الحكومة والبنية التحتية لمواجهة التغيرات المناخية والكوارث الطبيعية في المناطق الريفية والنائية. على الرغم من الجهود المبذولة، تبرز هشاشة الطرقات والجسور وضعف شبكات الإنقاذ، مما يزيد من حجم الخسائر. الأمر الذي يدعو إلى إعادة تقييم سياسات التنمية القروية والاستثمار في تحسين البنية التحتية لتفادي تكرار هذه الكوارث في المستقبل.

في ظل هذه الأحداث المأساوية، ينتظر سكان طاطا والمناطق المجاورة التحرك السريع من الحكومة لتقديم الدعم العاجل والتخفيف من معاناتهم، وسط مخاوف من تفاقم الأزمة إذا ما استمرت الأمطار في الهطول خلال الأيام القادمة.