ثمة انفجار لظاهرة الهجرة مجدداً نحو أوروبا في المغرب، سواءً أكان الدافع هو اليأس من الاقتصاد أم القمع. ومع أن المغرب ليس من البلدان التي انهارت فيها الدولة إلا أنه أصبح بمثابة ليبيا جديدة فيما يتعلق بالهجرة.
قالت السلطات الإسبانية بمدينة سبة (المحتلة) إن أكثر من 3000 مواطن مغربي دخلوا مدينة سبة منذ أمس الأحد خارج الأطر القانونية، في إشارة إلى الهروب الجماعي للمواطنين المغاربة إلى هذا البلد سيراً « كان البحر في حالة مد بحيث كان من الممكن، في بعض الأماكن، الوصول سيراً » ، وفق ما ذكرت السلطات الإسبانية.
وإذا كان وباء كورونا بمختلف القيود والمخاطر التي يفرضها منذ بداية العام الماضي لم يردع الراغبين في الهجرة السرية، إلا أن أرقام وزارة الداخلية الإسبانية تشير، مع ذلك، إلى تقلص مداها، مقارنة بالعام الماضي، بنسبة 50 بالمائة فيما يتعلق بالهجرة على متن قوارب الموت عبر البحر، وبـ 75 بالمائة برا.
وقال موقع “إلفارو دي سوتا” الإخباري المحلي، أن عدد الداخلين إلى سبتة منذ أمس الأحد إلى غاية مساء اليوم الإثنين، اقترب من 3 آلاف شخص، بينهم الأطفال والنساء والشباب والرجال.
وقال متحدث باسم الحرس المدني الإسباني في سبتة إن المهاجرين غادروا ليلا من الشواطئ التي تبعد بضعة كيلومترات عن جنوب سبتة وتم توقيفهم لدى دخولهم المدينة عن طريق البحر.
واوضح متحدث باسم قسم شرطة سبتة أن المجموعة كانت تضم شبانا وأطفالا ونساء. استخدم البعض عوامات قابلة للنفخ بينما وصل آخرون إلى الجيب المحتل على متن قوارب مطاطية.
وأضاف المتحدث « كان البحر في حالة مد بحيث كان من الممكن، في بعض الأماكن، الوصول سيراً ».
في نهاية أبريل، حاول حوالى مئة مهاجر العبور سباحة إلى سبتة من المغرب في عطلة نهاية الأسبوع، ضمن مجموعات تضم من 20 إلى 30 شخصا. ثم إعادة معظمهم إلى المغرب.
ويأتي عبور المهاجرين من المغرب إلى سبتة في سياق توتر دبلوماسي بين مدريد والرباط.
وكانت الرباط، الحليف الرئيسي لمدريد في مكافحة الهجرة غير الشرعية، قد استدعت، في نهاية أبريل، السفير الإسباني المعتمد لديها للتعبير عن « سخطها » بسبب استضافة بلاده إبراهيم غالي، زعيم جبهة بوليساريو الانفصالية، لتلقّي العلاج على أراضيها.
ويحاول مهاجرون قادمون من المغرب ومن بلدان إفريقيا جنوب الصحراء من حين لآخر العبور إلى جيبي سبتة ومليلية شمال المملكة، عبر تسلق السياج الحديد المحيط بهما.
في شهر مايو الماضي، نشرت صحيفة “دياريو دي سيبيا” الإشبيلية أرقاما رسمية عن الهجرة السرية إلى إسبانيا بين الأول من يناير و19 مايو 2020. تبيّن هذه الأرقام أن الجزائريين كانوا يتصدرون خلال هذه الفترة القائمة بـ 1699 مهاجرا غير نظامي، يليهم المغاربة بـ 984 ، ثم رعايا دول من إفريقيا جنوب الصحراء، فيما لم يتجاوز عدد التونسيين 240، والمصريين 100 مهاجر غير نظامي.