رحّلت السلطات الجزائرية أكثر من 60 مهاجراً غير شرعي إلى الحدود الصحراوية المحايدة مع النيجر، غالبيتهم من الكورد السوريين، حيث بقيوا عالقين هناك دون التمكن من العودة إلى سوريا أو حتى للجزائر بسبب فقدانهم المال ومنع القوات الجزائرية دخولهم، إضافة إلى عدم استجابة السفارة السورية في الجزائر لمناشداتهم.
مسعود قادر، كوردي سوري بين أولئك المرحّلين على الحدود النيجرية الجزائرية، قال لشبكة رووداو الإعلامية، الأحد (30 تشرين الأول 2022)، “نحن حالياً متواجدون على حدود النيجر، بيننا فلسطينيون ويمنيون”، مشيراً إلى أن عددهم كسوريين يبلغ “62 شخصاً، 50 منهم من كوباني بينهم نساء وأطفال”.
وأضاف: “السلطات الجزائرية ضغطت علينا، ونقلونا عقب اعتقالنا في مدينة مستغنام إلى وهران، ومن هناك تم ترحيلنا إلى صحراء النيجر، وهي منطقة محايدة بين الطرفين، وبقينا عدة أيام في الطريق داخل السيارات”.
وذكر أنهم طالبوا السلطات الجزائرية بتصنيفهم كلاجئين، إلا أنها لم تقبل بذلك، وبهذا الصدد، ناشد المهاجرون السوريون في ذاك المنفى السفارة السورية في الجزائر لمعالجة أوضاعهم، لكنها “لم تتدخل”، حسب قادر.
وأردف، “ذهبنا إلى المحكمة من أجل دفع الغرامة المترتبة علينا، كي يسمحوا لنا بالتحرك، حيث تقدر الغرامة بـ250 يورو، لكنهم رفضوا ذلك أيضاً”، مبيناً أن القوات الجزائرية ستقوم بإعادتهم مجدداً إلى تلك المنطقة المحايدة إذا ما عاد أحدهم إلى الجزائر وقبض عليه.
“يوجد بعضٌ من المهاجرين معنا، قامت القوات الجزائرية بأخذ مبلغ 1200 يورو في وهران منهم، كما أن المهربين يطالبون بذات المبلغ لقاء قيامهم بتهريبنا مجدداً من النيجر إلى الجزائر”، وفقاً لقادر.
وبشأن كيفية تدبير أمور الطعام والشراب وسط تلك الصحراء القاحلة، أوضح قادر أنهم عادوا إلى الحدود الجزائرية بحدود 3 كيلو مترات سيراً على الأقدام، لأن البقاء في تلك الصحراء لمدة يومين دون ماء يؤدي إلى الهلاك حتماً، بسبب العطش والطقس المتقلب، إذ أن الجو يكون حاراً في النهار وشديد البرودة في الليل”، لافتاً إلى أنهم يقيمون حالياً في قرية حدودية.
وتابع “نتواصل مع المهربين من أجل إرسال أموالنا المودعة لديهم، لكنهم لا يستجيبون لنا، وهم مهربون كورد من مدينة كوباني، أخذوا مبلغ 1200 يورو لقاء إدخالنا إلى الجزائر فقط”.
وأوضح جانباً من عملية الاتفاق بينهم وبين المهربين، قائلاً “المهاجرون أودعوا مبالغهم لدى كفيل (شخص ثالث)، بشرط إيصالهم إلى أوروبا، حيث نيّم كل شخص مبلغ 8 آلاف يورو لقاء الوصول إلى إسبانيا”.
في ذات السياق، لا يزال 55 شخصاً من المهاجرين معتقلين في وهران الجزائرية، ومن المقرر أن يتم ترحيلهم إلى صحراء النيجر الحدودية في غضون أيام، طبقاً لحديث المهاجر مسعود قادر، الذي أفاد بأن غالبية المعتقلين من الكورد.
وكشف قادر أن مهربيهم يهددونهم بالقتل إذا أفصحوا عن أسمائهم أمام الرأي العام، في وقت يرغب فيه أولئك المهاجرون باسترجاع أموالهم من أجل القدرة على العودة بشكل رسمي من الجزائر إلى سوريا، إذ أنهم وصلوا مرحلة الإفلاس حالياً.
وتضم هذه المجموعة من المهاجرين السوريين، المكونة من الكورد والعرب، عوائل مؤلفة من النساء والأطفال، لم يتسنى لهم إحصاؤها بالعدد، بسبب التفريق بينهم وترحيل البعض وإبقاء آخرين قيد الاعتقال.