على إثر الدعوة التي وجهها عمر هلال سفير المغرب الدائم لدى الأمم المتحدة خلال اجتماع دول عدم الانحياز يومي 13 و14 يوليو الجاري، إلى “استقلال شعب القبائل” في الجزائر، والتي طالب فيها باسم المغرب بحق تقرير مصير شعب القبايل وحصوله على استقلاله.
تكشِفُ هذه الدعوة التي أقبل عليها المغرب للعالم أجمع ما تقوم به النخبة الحاكمة في الجزائر، منذ ما يقارب الخمسين سنة، بالترويج لما تسميه حق تقرير مصير الشعب الصحراوي، لإنشاء دولته المستقلة، عما تعتبره استعمارا مغربيا للأقاليم الصحراوية، وبات هذا المسعى هو شغلها الشاغل على طول هذه المدة الزمنية المديدة.
لا ينبغي الاستهانة بالدعوة التي وجهها سفير المغرب الدائم في هيئة الأمم المتحدة حول استقلال القبايل وتقرير مصير شعبها المحتل، والتقليل من شأنها، فهذه الدعوة قد لقيت صدى لذا الشعب القبايلي الأمازيغي، ولها أفق كبير، وقد تجاوب معها شعب القبايل، ولقفيت ترحيبا مغاربيا ودوليا، وخير دليل على ما نحن فيه هو ن بدء “تعيين سفراء الجمهورية القبائل الديموقراطية الشعبية الأمازيغية، بحضور فخامة الرئيس مهني فرحات”.
وتطالب حركة “حركة استقلال منطقة القبائل” المعروفة اختصارا بـ”ماك” بقيادة فرحات مهني، بانفصال منطقة القبائل (شرق) عن الجزائر.
https://www.youtube.com/watch?v=WKNmuHny7h0
والغريب أن النخبة الجزائرية الحاكمة، تتصرّف وكأن الصحراء موجودة في المغرب لوحده دون الجزائر، ودون ليبيا، ودون موريتانيا، متجاهلة أن تقرير مصير الشعب الصحراوي وحصوله على استقلاله في الصحراء المغربية، كما تخطِّطُ لذلك الجزائر، سيجُرُّ معه تلقائيا العمل من أجل تقرير نفس المصير لذات الشعب الصحراوي في كلٍّ من الصحراء الجزائرية، والليبية، والموريتانية، وربما حتى في الأرض التونسية..
وفرحات مهني المدعو فرحات إيمازيغن، المولود في 5 مارس (آذار) 1951، هو مغن وسياسي ومعارض جزائري، ينحدر من منطقة القبائل، ولد في «إيلولة أمالو» بدائرة «بوزغن» ولاية تيزي وزو عاصمة الأمازيغ، عرف في بداياته كمناضل في الحركة الثقافية الأمازيغية، وكان وجها رئيسيا فيها، فكان دائم الظهور في الصفوف الأولى في المظاهرات والاحتجاجات، كما كانت أغانيه السياسية مفعمة بالرسائل الموجهة والمنتقدة للنظام الجزائري الذي مارس آنذاك سياسة عزل ممنهجة لكل ما له علاقة بالهوية والثقافة الأمازيغية.
مهني استطاع التغلب عن حالة اليأس والإحباط التي طالت شعب القبائل ، بفعل سياسات النظام القمعية تجاه مطالبهم المتعلقة بالهوية، ليؤسس عام2002 «الحركة من أجل تقرير المصير في منطقة القبائل» بفرنسا المعروفة اختصارا بحركة «الماك»، أي بعد مرور عام واحد على مقتل الشاب ماسينيسا قرماح في مقر للدرك الوطني، إثر اندلاع مظاهرات سميت آنذاك «الربيع الأمازيغي الثاني»، عقدت الحركة مؤتمرها التأسيسي في أغسطس (آب)2007 ببلدة «إيغيل علي» بتيزي وزو.