أعلن خوان سيرخيو ريدوندو “زعيم حزب فوكس اليميني في سبتة المحتلة”، أن ما أقدم عليه المغرب بـ”تسهيل” عبور أكثر من 5 آلاف شاب إلى سبتة (الخاضعة تحت الإدارة الإسبانية) خلال يوم واحد، هو بمثابة “مسيرة خضراء ثانية”، في إشارة إلى المسيرة الخضراء التي قام بها الراحل الملك الحسن الثاني سنة 1975 من القرن الماضي، وشارك فيها 350 ألف مغربي وأجنبي، واستعادت بها المملكة المغربية جزء كبير من أقاليمه الجنوبية التي كانت تحت الاستعمار الإسباني.
ووثق فيديو مدته دقيقتين على قناة ” المغرب الآن” تأكيد زعيم الحزبي اليميني، المسيرة التي قام بها المغرب اتجاه بلده يتعبر “مساومة”، و”مسيرة تحرير لجيب سبتة الأووربي ” وهي خطورة للرباط من أجل استعادة المدينة الإسبانية، حيث طالب السلطات الإسبانية بالتدخل الحازم لوقف هذا التدقف الهائل للمهاجرين.
وكانت وزيرة الخارجية الاسبانية قد أعلنت في وقت سابق أنها استدعت السفيرة المغربية في مدريد للإعراب لها عن “استياء” السلطات الاسبانية و”رفضها” بعد “الدخول الكثيف لمهاجرين مغاربة إلى سبتة”.
وأكدت وزيرة الخارجية الاسبانية، أرانشا غونزاليس، اليوم الثلاثاء، أن “إسبانيا ستدافع عن حدودها وستعيد إلى المغرب كل من وصل بشكل غير نظامي باتباع البروتوكولات الموضوعة مسبقا مع المغرب “.
و قالت الوزيرة ارانتشا غونزاليس لايا “لقد ذكرتها بأن مراقبة الحدود كانت ويجب أن تظل مسؤولية مشتركة بين اسبانيا والمغرب”.
وتأتي هذه التطورات في خضم توتر بين الرباط ومدريد تفجر منذ أشهر بعد أن تكتمت اسبانيا على استقبالها زعيم البوليساريو بدعوى تلقيه العلاج من إصابته بفيروس كورونا.
وجاء موقف اسبانيا باستدعاء السفيرة المغربية للاستياء من تدفق آلاف المهاجرين على جيب سبتة المحتلة ليفاقم التوتر القائم أصلا، بينما لم يتلق المغرب بعد تفسيرا مقنعا من الجانب الاسباني لاستقباله كبير الانفصاليين في الوقت الذي تحاول فيه مدريد الإيحاء بأنها طرف محايد في نزاع الصحراء.
وسلطت أزمة تدفق آلاف المهاجرين على جيب سبتة المحتل الضوء على خلل في التعاطي الاسباني مع الجانب المغربي وعدم التنسيق مع الرباط والاستهانة بحساسيات مغربية هي معلومة لدى الحكومة الاسبانية ومنها ملف سيادة المغرب على صحرائه وهي قضية سيادة وطنية غير قابلة للمساومة أو الابتزاز.
ويبدي المغرب حزما في التعاطي مع كل ما يتعلق بحماية أمنه الوطني وأظهر كفاءة عالية في مكافحة الإرهاب والجريمة وفي مكافحة الهجرة غير الشرعية بشهادة الشركاء الغربيين والأفارقة.
وتأتي هذه التطورات في خضم توتر بين الرباط ومدريد منذ أشهر بعد أن تكتمت اسبانيا على استقبالها زعيم البوليساريو بدعوى تلقيه العلاج من إصابته بفيروس كورونا.
وجاء موقف اسبانيا باستدعاء السفيرة المغربية للاستياء من تدفق آلاف المهاجرين على جيب سبتة المحتلة ليفاقم التوتر القائم أصلا، بينما لم يتلق المغرب بعد تفسيرا مقنعا من الجانب الاسباني لاستقباله كبير الانفصاليين في الوقت الذي تحاول فيه مدريد الإيحاء بأنها طرف محايد في نزاع الصحراء.
وانعكس قرار مدريد استقبال زعيم جبهة بوليساريو على العلاقات بين إسبانيا والمغرب لا سيما على صعيد مكافحة الهجرة غير القانونية، وفق ما يقول محللون في وقت يُسجل تدفق آلاف المهاجرين إلى جيب سبتة المغربي المحتل.
وتجنبت الحكومة الإسبانية، الربط بين استضافتها لابراهيم غالي للعلاج في أحد مستشفياتها، وبين حركة الهجرة المكثفة التي دخل على إثرها أمس الاثنين، وآلاف المغاربة بينهم قاصرين.
وأعرب المغرب عن استيائه حين تسرب خبر وجود إبراهيم غالي في اسبانيا. وأكدت جبهة البوليساريو يومها أنه يتلقى العلاج من كوفيد-19، لافتة إلى أن وضعه الصحي “لا يثير القلق”.
ورغم أن وزيرة الخارجية الاسبانية أرانتشا غونزاليس لايا أكدت أن اسبانيا وافقت على استقبال غالي “لأسباب بحت إنسانية”، أبلغت الرباط إلى مدريد “عدم تفهمها وانزعاجها” مطالبة بـ”توضيحات”.
ولا يزال وصول غالي (71 عاما) إلى اسبانيا لغزا كبيرا رغم مرور نحو شهر على ذلك.
وذكرت صحيفة إل باييس أنه وصل في 18 ابريل/نيسان في طائرة طبية تابعة للرئاسة الجزائرية هبطت في قاعدة جوية في شمال البلاد. ويبدو أنه وصل باسمه الحقيقي ولكن مع جواز سفر دبلوماسي. ولا ريب أن الجزائر هي التي أصدرت هذا الجواز رغم عدم تأكيد ذلك.
ومنذ ذلك الحين يرقد غالي في مستشفى في لوغرونيو (شمال) باسم مستعار بوصفه مواطنا جزائريا، لكن قرار مدريد استقبال غالي لم يمر مرور الكرام بالنسبة إلى الرباط وخصوصا أن البوليساريو تطالب بانفصال الصحراء المستعمرة الاسبانية السابقة التي استعاد المغرب سيادته عليها.
ويذكر اينياسيو سيمبريرو الصحافي الاسباني المتخصص في الملف بأن لاسبانيا “تقليد عريق في استقبال شخصيات أو عائلاتها” تأتي من دول تعاني نظاما صحيا متقادما بهدف تلقي العلاج، معتبرا أيضا أن مدريد قد تكون اعتقدت أنها قادرة على إبقاء وجود غالي على أراضيها طي الكتمان.
وبوصفها قوة استعمارية سابقة، بذلت مدريد ما في وسعها لتبدو في موقف محايد، متجنبة خصوصا دعم قرار الولايات المتحدة في ديسمبر/كانون الأول، فيما كان دونالد ترامب لا يزال في البيت الأبيض، الاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه.
ويوضح سيمبريرو أن “اسبانيا تدعم المغرب بمقدار كبير من الحذر”، لكن “ما يزعج السلطات المغربية” أنها لا تقوم بذلك علنا، لافتا إلى أن وصول غالي إلى إسبانيا فاقم أزمة بين البلدين كانت أشبه بنار تحت الرماد.
وفي رأيه أن غاية الرباط هي استخدام هذه القضية لإجبار اسبانيا على تغيير موقفها في شكل يحاكي المصالح المغربية.
ويبدي برنابيه لوبيز أستاذ التاريخ العربي المعاصر في جامعة مدريد المستقلة الرأي نفسه، واصفا وجود الزعيم الانفصالي على الأراضي الاسبانية بأنه “هدية مثالية إلى المغرب” لممارسة ضغوط دبلوماسية على مدريد.
ويرى العديد من المحللين أن التعاون بين الرباط ومدريد في عدة مجالات حيوية بالنسبة إلى اسبانيا، من مثل مكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات أو الهجرة غير القانونية، يمكن أن يتأثر بهذا الخلاف.
ويقول ايساياس بارينيادا أستاذ العلاقات الدولية في جامعة كومبلوتنسي في مدريد أنه في كل مرة يقع خلاف حول الصحراء المغربية “يزداد فورا عدد المهاجرين الوافدين”.
لكن الرباط أبلغت الخارجية الاسبانية بأن تدفق آلاف المهاجرين لجيبي سبتة ومليلة المغربيتين المحتلتين لا علاقة له بالخلاف مع مدريد حول استقبالها إبراهيم غالي كبير الانفصاليين.