شارك العشرات من الصحافيين في العاصمة الرباط ، مساء اليوم الاثنين، في وقفة احتجاجية أمام البرلمان، من أجل التنديد بالعدوان المتواصل على غزة من طرف الاحتلال الإسرائيلي، واستمرار استهداف الصحفيين الفلسطينيين، داعين إلى الوقوف في وجه تلك الجرائم و”التصدي بحزم لكل محاولات الاختراق الصهيوني للفضاء الإعلامي والرقمي المغربي”.
ودان الصحافيون، خلال الوقفة التي دعا إليها “إعلاميون مغاربة ضد التطبيع مع الاحتلال الصهيوني ومن أجل فلسطين”، تحت شعار “قتل الصحافيين إعدام للحقيقة”، “الاعتداءات المتواصلة والهجمة الشرسة التي تشنها مليشيات الاحتلال الصهيوني من تطهير عرقي في غزة ومن استهداف للصحافيين والصحافيات، بل تعدت ذلك إلى استهداف عائلاتهم، كما جرى بحق أسرة الزميل وائل الدحدوح، مراسل الجزيرة بغزة، في وقت لم يندمل فيه جرح الشهداء الذين استرخصوا دماءهم لإيصال المعلومة وإظهار حقيقة الاحتلال”.
وتجمّع المتظاهرون في الساحة المقابلة للبرلمان المغربي حاملين الأعلام الفلسطينية ولافتات عليها صور الصحافيين الذين قُتلوا في الغارات الجوية الإسرائيلية، وأخرى كُتب عليها “من الرباط إلى غزة.. كل التضامن مع الصحافيين الفلسطينيين”.
وردد العشرات من المشاركين في الوقفة شعارات تدين جرائم إسرائيل في حق الصحافيين الفلسطينيين، وأخرى تندد بالتطبيع، مثل “كتبنا في المقدمة إسرائيل مجرمة”، “عاجل عاجل.. الصهيوني قاتل”، “مراسلون على الهواء شهداء مجاهدون”، “أميركا عدوة الشعوب بكفينا يكفنا من الحروب”، “اسمع يا صهيون الحقيقة في العيون”، و”المغاربة قالوا الصهيوني يمشي في حالو”.
وفي تصريحات إعلامية قال الصحافي صلاح الدين لمعيزي، قال موقع لـ”العربي الجديد”، إن الوقفة الاحتجاجية تأتي في سياق دينامية أطلقت منذ سنة بعد إصدار نداء “صحافيون مغاربة ضد التطبيع مع الاحتلال الصهيوني”، وقّع عليه أكثر من 120 صحافياً، عبّروا فيه عن رفضهم التطبيع الإعلامي والاختراق الصهيوني للمجتمع المغربي على المستوى الإعلامي والثقافي.
وأوضح لمعيزي أن وقفة اليوم تروم بعث رسالتين، أولاهما التنديد بالأوضاع في غزة وبالاغتيالات والجرائم التي ترتكب في حق الفلسطينيين، خاصة الصحافيين، من قبل جيش الاحتلال، معتبراً أن “ارتفاع عدد الاغتيالات في صفوفهم منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الحالي إلى ما يربو عن 21 صحافياً يظهر أن هناك استهدافاً للصحافيين ولوسائل الإعلام. كما أن قطع الإنترنت والاتصالات يومي الجمعة والسبت الماضيين دليل على الرغبة الأكيدة للكيان الصهيوني في إخفاء جرائمه”.
أما الرسالة الثانية للوقفة، بحسب لمعيزي، فموجهة إلى الحقل الإعلامي المغربي و”ما يعرفه من تطبيع إعلامي من قبل فئة قليلة جداً من الإعلاميين والمحسوبين على الإعلام، والذين يتحركون بأجندات أخرى”، مشيراً إلى أن مواجهة تلك الفئة تجرى في ظل دعم المجتمع المغربي بجميع فئاته وأطيافه الثقافية والسياسية، والرافض لكل أشكال التطبيع.
ويشدد لمعيزي على ضرورة العمل على “تفكيك الأكاذيب الصهيونية التي تحاول اختراق الفضاء الرقمي المغربي”، موضحاً أن “هناك حملات رقمية عدة للصهاينة من أجل اختراق الفضاء الرقمي في المغرب من خلال خلق حسابات تروج للسردية الإسرائيلية، والاختراق الإعلامي بوجود عدد من المنابر التي تروّج لتلك السردية”.
ومنذ بدء عملية “طوفان الأقصى” في السابع من الشهر الحالي، تتواصل في مختلف المدن المغربية، وبشكل يومي، الوقفات والمسيرات التضامنية مع فلسطين، خاصة قطاع غزة، الذي يتعرض لحصار شديد وعدوان إسرائيلي مستمرين منذ 3 أسابيع، أسفرت عن استشهاد أكثر من 8 آلاف فلسطيني.