أفتى علماء المسلمين بأنه”يتعين شرعاً على الأنظمة الحاكمة والجيوش الرسمية التدخل العاجل لإنقاذ غزة من الإبادة الجماعية والتدمير الشامل
فمع استمرار المجازر اليومية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق أهالي قطاع غزة منذ أكثر من 25 يوماً، أصدر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين فتوى بشأن “واجب الحكومات الإسلامية تجاه الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة”.
وأعلنت لجنة الاجتهاد والفتوى في «الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين»، في بيان، أنه «يتعيّن شرعاً على الأنظمة الحاكمة والجيوش الرسمية التدخل العاجل لإنقاذ غزة من الإبادة الجماعية والتدمير الشامل (…) بمقتضى ولايتهم الشرعية على الشعوب».
كما أعلنت في فتواه التي نشرها على موقعه الإلكتروني الرسمي، أنه “يتعين شرعًا على الأنظمة الحاكمة والجيوش الرسمية التدخل العاجل لإنقاذ غزة من الإبادة الجماعية والتدمير الشامل”، وفقاً لما يلي:
أ- أولاً على الداخل الفلسطيني على مستوى السلطة الفلسطينية وكلّ الفصائل المقاومة في الضفة و48.
ب- على دول الطوق الأربع بدءاً بمصر ثمّ الأردن وسوريا ولبنان.
ت- على كلّ الدول العربية والإسلامية بالتنسيق مع الداخل الفلسطيني ودول الطوق الأربع، ضمن تحالف عاجل».
العاهل الأردني يستدعي سفير بلاده لدى إسرائيل احتجاجا على الحرب على غزة التي دخلت يومها السادس والعشرين
ووفق البيان، فإن «الواجب الشرعي على العلماء والنخب والهيئات بأنواعها التحرك العاجل للقيام بواجبهم؛ من الضغط على الأنظمة الحاكمة والجيوش الرسمية والمؤسسات السياسية التشريعية والبرلمانية والقضائية للتدخل العاجل والتحرك السريع، وعلى أن تتحمل مسؤولياتها الدينية والتاريخية والدستورية والإستراتيجية».
وأكّد الاتحاد أن «الجهاد والإمداد في فلسطين واجب شرعي ومسؤولية إسلامية وإنسانية، ويُحرّم شرعاً السكوت عن العدوان وعدم صدّه وردّه بتحرك الأنظمة الحاكمة والجيوش الرسمية الأقرب فالأقرب، والأولى فالأولى، وأن ترك غزة والأقصى والقدس وفلسطين للإبادة والتدمير خيانة لله ورسوله والمؤمنين، ومن أكبر الكبائر وأعظم الذنوب عند الله تعالى».
وشدد بيان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين على أن الدعم الغربي الشامل عسكريًا وماليًا وإعلاميًا ودبلوماسيًا لإسرائيل، يحتم على الدول العربية والإسلامية المعاملة بالمثل عسكريًا وماليًا وإعلاميًا ودبلوماسيًا لفلسطين.
واستدرك بنبرة تساؤل: “لا يعقل أن تظل الجيوش الرسمية التي بلغ عددها أربعة ملايين، والتي ينفق عليها سنويًا 170 مليار دولار، أن تظل حبيسة ثكناتها وأن تصدأ أسلحتها”.
جيش الاحتلال يرتكب مجزرة مروعة في مربع سكني في جباليا
كما لفتت لجنة الاجتهاد والفتوى بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إلى أنها “في اجتماع دائم ومستمر لمتابعة هذا العدوان الغاشم من الصهاينة المجرمين على أهل غزة؛ وذلك للصدع بالحق وبيان الواجب على الأمة تجاه ما يحصل لأهلنا في غزة.”
ودعا “علماء المسلمين” كافة الدول العربية والإسلامية بالتنسيق مع الداخل الفلسطيني ودول الطوق الأربع، لتدشين تحالف عاجل يتجاوز حالة التردد والضعف التي استمرت لعقود، والتي أدت إلى إمعان المحتل في جرائمه غير المحصورة، والتي أصبحت تنذر بمحرقة عامة وشاملة، وانهيار شامل للمنطقة والمحيط.”
الضغط على الأنظمة الحاكمة والجيوش الرسمية
وتابع البيان “الواجب شرعاً على العلماء والنخب والهيئات بأنواعها التحرك العاجل للقيام بواجبها؛ من الضغط على الأنظمة الحاكمة والجيوش الرسمية والمؤسسات السياسية التشريعية والبرلمانية والقضائية للتدخل العاجل والتحرك السريع، وعلى أن تتحمل مسؤولياتها الدينية والتاريخية والدستورية والاستراتيجية.”
وكان “الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين”، قد أجرى خلال “اجتماع غزة الطارئ” مشاورات حول ما يمكن فعله لوقف العدوان والإبادة الجماعية التي يرتكبها نظام الاحتلال ضد غزة والفلسطينيين، بمشاركة أكثر من 200 شخص من 92 دولة، بينهم رؤساء إدارات دينية ووزراء وعلماء إسلاميين.
ولليوم السادس والعشرين على التوالي واصل الاحتلال الإسرائيلي، سلسلة اعتداءاته على المدنيين في قطاع غزة.
والثلاثاء، استهدف قصف إسرائيلي منطقة سكنية مكتظة بالنازحين والمدنيين في وسط مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة، مخلفًا مجزرة جديد راح ضحيتها أكثر من 400 قتيل وجريح، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.