أثارت تصريحات المقرئ المغربي أبو زيد الإدريسي، تفاعلا وجدلا واسعا في مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن قال إن “سبب اختفاء بعض طوائف النحل من المغرب هو التطبيع مع إسرائيل”.
يُعد النحل حشرات اجتماعية تعيش في مجموعات منظمة، تعمل كوحدة واحدة للحفاظ على نوعها، وخدمة الأنظمة البيئية التي تعيش فيها. وتكمن أهمية النحل البري بمختلِف أنواعه في قدرته على تلقيح الأزهار، مما يشكل حجر الزاوية في تكاثر النباتات، ومن ثم الحفاظ على النظم البيئية الطبيعية وإنتاج الثمار المهمة لغذاء الإنسان والحيوان.
وفي تصريحات له عبر مقطع فيديو، قال المقرئ أبو زيد الإدريسي، وهو برلماني سابق باسم حزب “العدالة والتنمية” إن “سبب اختفاء النحل بطريقة غامضة من المغرب سببه التطبيع مع إسرائيل، على غرار ما حدث لمصر في اليوم الأول من التطبيع..لأنه الأكثر هشاشة في كل مجالات الفلاحة هو النحل، وأن أول رشة مبيد حشري مسموم، وإسرائيل متخصصة في هذا المجال، يمكنها قتل النحل”.
وأضاف أن الأكثر هشاشة في كل مجالات الفلاحة هو النحل، لذلك فأول رشة مبيد حشري مسموم، يمكنها قتله، وإسرائيل حسبه متخصصة في هذا المجال.
https://twitter.com/Doliprane010409/status/1487160249962438656
وفي أول تعليق على الموضوع رد أعلنت وزارة الفلاحة المغربية عن إعداد برنامج خاص لدعم المربين المتضررين من اختفاء النحل أو ما يُعرف بـ”ظاهرة انهيار طوائف النحل” التي شهدتها بعض المناطق في الفترة الأخيرة، مشيرة إلى تخصيص مبلغ 130 مليون درهم في هذا الإطار.
وقالت الوزارة في بلاغ لها، أمس الأحد، إن رئيس الحكومة عقد، أول أمس السبت، جلسة عمل مع وزير الفلاحة، والمدير العام للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (أونسا)، والمدير المركزي لسلاسل الإنتاج، خُصصت لتدارس “الحالة الراهنة لهذه الظاهرة والأسباب المساعدة لظهورها وكذا السبل الكفيلة بمواجهتها والتقليل من آثارها على سلسة تربية النحل”.
وأضاف البلاغ موضحا أنه تم “إعداد برنامج خاص لدعم المربين المتضررين”، وذلك بـ”تخصيص مبلغ 130 مليون درهم لاتخاذ إجراءات آنية من بينها دعم المربين لإعادة إعمار خلايا النحل المصابة عبر توزيع طوائف نحل جديدة، والقيام بحملة وطنية لمعالجة خلايا النحل ضد داء الفارواز، والقيام بحملات تحسيسية لفائدة مربي النحل خاصة ما يتعلق بالممارسات الجيدة لتربية النحل”.
وتداول نشطاء فيديو الإدريسي على نطاق واسع، متسائلين عن صحة ما جاء فيه، ومطالبين بتوضيحات أكثر لأن اختفاء النحل من الظواهر الغريبة التي شهدتها عدة مناحل مغربية مؤخرا.
وعلق البعض بالقول إن كلام البرلماني لا يستند لأي حجج علمية وأنه مجرد تخمين بعيد كل البعد عن المنطق، ومنهم من طلب تفسيرا ومنهم من نفى صحة هذا الكلام.
على #الحكومة_المغربية وخاصة وزارة الزراعة التي طبعت مع #الاحتلال_الصهيوني ان تعطي جواب للمغاربة اين اختفى النحل؟وهل له علاقة مع التطبيع؟لان اول ماحدث في مصر لما طبعت مع هولاءالمجرمين هو اختفاء النحل جلبتم الخراب الى المغرب اختفاء النحل هو اختفاء المحاصيل الزراعية #التطبيع_خيانة
— Layla Bensassi (@LaylaBe4) January 28, 2022
https://twitter.com/ayssarabdellah/status/1486824391942062080
حتى الآن لا يوجد سبب محدد لظاهرة اختفاء خلايا النحل وما يصحبها من فقد فى الإنتاج وخسارة لخلايا كانت منذ أيام تعج بعدد وفير من النحل في حالة صحية جيدة. وأوضح المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية بالمغرب في وقت سابق أن “اختفاء النحل من المناحل ببعض المناطق هو ظاهرة جديدة، وأن التحريات الأولية استبعدت أن يكون سببها مرض ما”.
وأظهر التشخيص الذي أجرته النقابة الوطنية لمحترفي تربية النحل عدة أعراض ترتبط بهذه الظاهرة الجديدة، من بينها احتضان خلية النحل للملكة وبضع نحلات فقط، والاختفاء الكلي للشغالات المتخصصات في كل المهام داخل وخارج الخلية.
وقد استبعدت نتائج الاختبارات الأولية التي قام بها المكتب الوطني للسلامة الصحية، المعروف اختصارا بـ”أونسا”، فرضية أن يكون مرض يصيب النحل هو السبب في اختفائه من بعض المناطق.
ويشكل قطاع تربية النحل في المغرب مصدر دخل لأكثر من 36 ألف شخص حسب أرقام رسمية، يتوزع نشاطهم في مناطق مختلفة من المملكة، منها الغابات والصحاري والمزارع.
وأكد أن “النتائج الأولية للزيارات الميدانية المكثفة التي قامت بها الفرق التابعة للمصالح البيطرية الإقليمية لحوالي 23.000 خلية نحل بمختلف العمالات والأقاليم، خلصت إلى أن اختفاء النحل من المناحل ظاهرة جديدة تشمل بعض المناطق بدرجات متفاوتة”، مشيرا إلى إن هذه الظاهرة تعرف” بانهيار خلايا النحل، وقد لوحظت أيضا بدول أخرى بأوروبا وأمريكا وإفريقيا”.