استمع لهذا المقال
تعاني الشركات في المغرب وخاصة الصغيرة من حالة إفلاس بسبب التضخم في البلاد، وتقرير متخصص بالإفلاس يتحدث عن ارتفاع النسبة إلى ما يقارب الـ28% هذا العام مقارنةً مع العام الماضي، إضافةً إلى تضرر قطاعات أخرى.
في السياق، حذّر رئيس الكونفدرالية المغربية للمقاولات الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة، مما وصفه بـ”الكوكتيل المتفجر” الذي يهدد هذه المقاولات، داعيا السلطات المغربية إلى التحرك لوضع “تدابير عاجلة” لدعم المقاولين الصغار.
في تصريح سابق، كشف عبد الله الفركي، رئيس الكونفدرالية، عن نتائج دراسة أنجزها مكتب “إنفوريسك” (Inforisk) المغربي، بداية العام الجاري عن ارتفاع نسبة إفلاس المقاولات الصغرى والمتوسطة في المغرب إذ تجاوز عدد المقاولات المفلسة 12 ألفا في 2022، في حين تؤكد الكونفدرالية أن عدد المقاولات الصغيرة التي أعلنت إفلاسها تجاوز ضعف ذلك الرقم.
وسُجلت أغلب حالات الإفلاس في الشركات الصغيرة جدا بنسبة 99.2%، فيما تمثل الشركات الصغرى والمتوسطة نسبة 0.7%.
ويرى رئيس الكونفدرالية المغربية للمقاولات الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة عبد الله الفركي أن هذا الرقم لا يعكس سوى الشركات ذات الشخصية المعنوية التي أعلنت إفلاسها رسميا لدى المحاكم، أما العدد الحقيقي فقد تجاوز 20 ألف شركة.
ويوضح الفركي أن أغلب الشركات الصغيرة جدا هي شركات أفراد، وهي الأكثر تضررا ومعاناة بسبب أزمة كورونا والارتفاع العالمي للأسعار وغياب الدعم الحكومي، مضيفا أن هذه الشركات لا يتم إحصاؤها كونها لا تقوم بالتصريح بالإفلاس لدى الجهات المختصة.
تحدث عبد الله الفركي، رئيس الكونفدرالية في تصريحات إعلامية ، عن الأسباب التي دفعت بآلاف المقاولات المغربية إلى الإفلاس وعن مختلف التحديات التي تواجه المقاولات الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة والتي أشار إلى أنها تمثل أكثر من 97 في المائة من مجموع المقاولات في البلاد.
فمن الأسباب الرئيسية، صعوبة ولوج هذه المقاولات إلى التمويل واستمرار إقصائها من الصفقات العمومية، وطبعا الزيادات الأخيرة في أسعار المحروقات.
من الأسباب القاضية، هي الزيادة في الضريبة المفروضة على المقاولات الصغرى التي تقل أرباحها عن 300 ألف درهم من 10 إلى 20 في المائة والزيادة الأخيرة في الحد الأدنى للأجور بنسبة 10 في المائة، هو إذن كوكتيل متفجر يهدد هذه المقاولات التي تمثل أكثر من 97 في المائة من المقاولات المغربية.
على صعيد آخر، تواجه هذه المقاولات منافسة غير شريفة من القطاع غير المهيكل والذي بات يكتسح الساحة الاقتصادية المغربية ويشغل لوحده أكثر من 77 في المائة من اليد العاملة، أي أنه بين كل 3 عمال بالمغرب 2 منهما يشتغلان في هذا القطاع.
وأيضاً استمرار إقصاء قطاع المقاولات الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة من الحوار الاجتماعي، حيث تتخذ قرارات غالبا ما لا تكون في صالح المقاولات الصغيرة، وهنا أشير إلى الزيادة الأخيرة في الحد الأدنى للأجور حيث استفادت الباطرونا (الاتحاد العام لمقاولات المغرب) من امتيازات لإقرار الزيادة بينما تم إقصاء المقاولات الصغرى من أي امتيازات أو حوافز.
ووفقاً للتقرير الذي أصدره مكتب “إنفوريسك”، المتخصص في المعلومات المالية والقانونية للشركات، فقد تسارعت وتيرة إفلاس الشركات في المغرب لتسجل ارتفاعاً عن العام الماضي بنسبة 28%.
وجاء في التقرير: “تمّ تسجيل 3830 حالة إفلاس في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري، بزيادة 28% مقارنةً بالفترة ذاتها من العام الماضي”.
وأوضح أنّ أكثر المتضررين هي الشركات الصغيرة جداً، حيث ناهزت نحو 98.8%، في حين سجلت الشركات المتوسطة 1.1%، أما الشركات الكبيرة فقد سجلت نسبة إفلاس بلغت 0.1%”.
وأوضح المصدر ذاته، أن الحصة الأكبر من الافلاس في النصف الأول من السنة الجارية
سُجلت على مستوى المقاولات الصغرى بنسبة 98,8 في المائة، مقابل 1,1 في المائة لدى المقاولات المتوسطة.
بنية الشركات في المغرب
تنقسم الشركات في المغرب إلى شركات صغيرة جدا وصغرى ومتوسطة وكبرى.
-
الشركات الصغيرة جدا: لا يتعدى رقم معاملاتها 3 ملايين درهم (حوالي 300 ألف دولار)، وعدد العمال فيها أقل من 10 أشخاص.
-
الشركات الصغرى: يتراوح رقم معاملاتها بين 3 ملايين و50 مليون درهم (بين 300 ألف و5 ملايين دولار).
-
الشركات المتوسطة: يتراوح رقم معاملاتها بين 50 مليونا و75 مليون درهم (بين 5 ملايين و7.5 ملايين دولار).
-
الشركات الكبرى: يتجاوز رقم معاملاتها 75 مليون درهم (7.5 ملايين دولار) أو تشغل أكثر من 200 عامل.