انتقد صاحب الجلالة الملك المفدى محمد السادس حفظه الله “عدم استفادة كل المغاربة من ثروة المغرب” من خلال “مشاهداته في جولاته عبر المغرب” لـ”بعض مظاهر الفقر والهشاشة”، وما أسماها “الفوارق الاجتماعية بين المغاربة”.
ووصف الملك البلاد خطاب عيد الجلوس بـ”مناسبة سنوية للوقوف على أحوال الأمة” وبـ”وقفة تأمل وتساؤل مع الذات، بكل صراحة وصدق وموضوعية”، مضيفا أنه “لا يريد أن يجعل الأمر مناسبة لاستعراض حصيلة المنجزات، لأنها مهما بلغت، ستظل دون ما يرتضيه” للشعب المغربي، وفق تعبيره.
يعد المغرب ثالث منتج للفوسفات في العالم إذ يختزن 75 بالمائة من الاحتياطي العالمي من الفوسفات المهم في صناعة الأسمدة. وتساعد صادراته من الأسمدة في تخفيف أزمة الغذاء في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء.
أفاد مكتب الصرف بأن قطاع الفوسفاط ومشتقاته أصبح القطاع الأول على مستوى التصدير خلال سنة 2022، بمجموع يصل إلى 115,5 مليار درهم، ما يفوق 11.5 ألف مليار سنتيم، أي بزيادة بنسبة 43,9 % مقارنة بسنة 2021.
وأوضح المكتب، في تقريره السنوي حول التجارة الخارجية للمغرب، أن هذه الصادرات أسهمت بالثلث (زائد 35,5 %) في ارتفاع إجمالي الصادرات.
وأكد المصدر ذاته أن المبيعات نحو الخارج لقطاع السيارات، عرفت ارتفاعا بنسبة 33 % سنة 2022، مقارنة بسنة 2021. ويعزى هذا النمو لصادرات منظومة البناء (زائد 15,7 مليار درهم)، ومنظومة الأسلاك الكهربائية (زائد 7,3 ملايير درهم).
كشفت“جريدة «نورثيرن مينر» الأمريكية المتخصّصة،العام الماضي أن مداخيل المغرب من الفوسفاط، فقط في 6 أشهر، تفُوقُ 2,5 مليار دولار، و ما تُقدّمهُ الإدارةُ من معلوماتٍ للمغاربة عن أرباحِها قد يكونُ غيرَ صحيح، بسببِ تهرُّبِ المسؤولين المغاربة من إدراج ” الشركة الشريفة للفوسفاط ” بالبورصة، لتبقى الأرقامُ سرّية.”
وعلى غرار تتبع الظرفية الاقتصادية، ومكن هذا التقرير من تلبية الحاجة إلى المعلومة التي عبرت عنها السلطات العمومية، والهيئات الدولية، والفاعلين الاقتصاديين الوطنيين والأجانب.
ويندرج إصدار هذا التقرير في إطار الإجراءات التي يقوم بها مكتب الصرف الرامية إلى إغناء قاعدة المعلومات المتعلقة بإحصائيات المبادلات الخارجية.
في المقابل، يعد المغرب ثالث منتج للفوسفات في العالم إذ يختزن 75 بالمائة من الاحتياطي العالمي من صخور الفوسفات المستخدم في صناعة الأسمدة إذ بلغت احتياطات الفوسفات في المغرب والصحراء الغربية المتنازع عليها والتي يسيطر المغرب على 80 بالمائة من مساحتها، قرابة 50 مليار طن.
ومنذ عقود، قرر المغرب بدلا من الاكتفاء بتصدير المواد الخام من الفوسفات أن يصبح أحد أكبر منتجي الأسمدة في العالم فيما قررت مجموعة الفوسفات المغربية المملوكة للدولة (OCP) عام 2020 الاستحواذ على 54٪ من الحصة السوقية من صادرات الأسمدة إلى أفريقيا.
في تقرير لها حول تطور الفوارق الاجتماعية في سياق آثار كوفيد وارتفاع الأسعار، خلصت المندوبية السامية للتخطيط الحكومية، إلى تعرّض 3.2 ملايين شخص للفقر، حيث فقد المغرب ما يقرب من سبع سنوات من التقدم المحرز في القضاء على الفقر والهشاشة، مؤكدة أن وضعية الفقر والهشاشة، تراجعت في المغرب حاليا إلى مستويات سنة 2014.
وعلى مدى عشرين عاما، عرف النمو الاقتصادي في المغرب ديناميكية ملحوظة. فقد بلغ النمو في المتوسط بين 2000 و2017 حوالي 4.4 في المائة، بينما زاد الدخل الفردي بنسبة 3.1 في المائة، حسب بيانات رسمية. وتجلى حسب البحوث التي تنجزها المندوبية السامية للتخطيط، أن معدل الفقر انتقل من 15.3 في المائة في 2001 إلى 8.9 في المائة في 2007 و4.8 في المائة في 2014 قبل أن يعاود الارتفاع بعد ذلك.
غير أن بحوث المندوبية مبنية على مقاربة تستحضر الفقر النقدي وليس الفقر متعدد الأبعاد والذي شهد زيادة واضحة خلال الفترة الأخيرة.
وقد لاحظت المندوبية في تقريرها حول تطور الفوارق الاجتماعية ارتفاع معدل الفقر المطلق من 3 في المائة سنة 2021 إلى 4.9 في المائة سنة 2022 على الصعيد الوطني.
غير أنه يتجلى أن ذلك المعدل قفز من 1 في المائة إلى 1.7 في المائة في المدن، ومن 6.8 في المائة إلى 10.7 في المائة في الأرياف.
وسجلت المندوبية أن معدل الهشاشة الاقتصادية قفز من 10 في المائة في 2021 إلى 12.7 في المائة في 2022 على المستوى الوطني، ذلك المعدل انتقل من 5.9 في المائة إلى 7.9 في المائة في المدن، ومن 17.4 في المائة إلى 21.4 في المائة في الأرياف.
وينتظر أن يفضي الإحصاء الخاص بالسكان في العام المقبل، إلى توضيح الخريطة الجديدة للفقر، علما أن الإحصاء الذي أجري قبل عشرة أعوام خلص إلى أن الفقر متعدد الأبعاد أصاب حوالي ثلاثة ملايين شخص، إذ تجلى أن أعلى النسب سجلت في جهة بني ملال خنيفرة وجهة مراكش- آسفي وجهة درعة- تافيلالت، ثم فاس – مكناس.
تشيكيطو: ألف درهم لكل مغربي ومغربية شهريا من عائدات الفوسفاط
كشف البرلماني الاستقلالي السابق، عادل تشيكيطو، حقائق مثيرة عن عائدات المكتب الشريف للفوسفاط، والمداخيل التي يربحها موظفوه (الكبار) وفق ما أسماهم تشيكيطو، والتي تقدر بالملايين شهريا، بالإضافة إلى الامتيازات.
واختار تشيكيطو في مقال له بعنوان “ألف درهم لكل مغربي ومغربية شهريا”، نشره على حسابه بـ”فيسبوك”، أن يسلط الضوء على مكاسب المغرب من الفوسفاط، ونصيب المغاربة من هذه المداخيل.
وفي ما يلي تدوينة البرلماني الاستقلالي السابق:
“تكاد تكون نادرة، تلك التقارير الرسمية و الصحافية التي استطاعت بصيغة محتشمة أن تفتحص شؤون المكتب الشريف للفوسفاط وتنقل لنا صورة مختصرة عن إدارة شؤون هذه المؤسسة المكلفة بالمتاجرة في خيرات البلاد الباطنية.
ما تؤكده نقرة واحدة في محركات البحث على الأنترنيت، هو أن مداخيل هذه المؤسسة “المقدسة “، و التي وضع على مسافة منها خط أحمر لا يمكن لأي كان الاقتراب منه، كفيلة بضمان “السترة” لفقراء المغرب .
فهذه المؤسسة المحمية بقرار رسمي غير معلن، تعد من أكثر شركات الدولة تكديسا للعملة ، وموظفوها (الكبار أقصد) يتقاضون أجورا و علاوات تصل في بعض الأحيان إلى 500 ألف درهم شهريا، ناهيك عن الامتيازات التي لا تعد و لا تحصى..
طبعا، إن الرقم الذي ذكرته يبدو مهولا و صادما لكن إدارة المكتب لم تكلف نفسها يوما عناء تكذيب أو تصحيح هذه المعلومة التي تم تداولها على أوسع نطاق بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي.
ثم إنه مع ما يلف موضوع مداخيل المكتب من غموض، و بالنظر الى القيمة التي تحظى بها مادة الفوسفاط عالميا فمن البديهي أن يخصص كبار المكتب لأنفسهم هذه المبالغ المبالغ فيها.
و لكي نستوعب هذه الحقيقة الصادمة علينا أن ننقب من جهتنا عن قيمة الفوسفاط بين دول العالم ليتأكد لنا أن شركة المغاربة تجني سنويا الأموال الباهضة مقابل تصديره .
و للاضطلاع على أهمية المنتوج الذي تنقب عليه ال (ocp) تعالو معي في هذه الجولة المختصرة جدا لنتعرف على قيمته و على ما يكمن أن يضمنه للمغرب من أمن غذائي و استقرار نفسي وتموقع ديبلوماسي ضاغط على المستوى الدولي.
فالمغرب هو أول مُنتِجٍ للفوسفاط، وثالث دولة مُصدّرة في العالم، متبوعا بالصّين.
ومن الفوسفاط، تستخرج أسمِدة الفوسفور الأساسية في التّغذية العالمية..