اعتبر مقال للصحيفة الإسبانية “إلبيريوديكو”، أن قرار قرار مجلس الأمن الدولي بتمديد مهمة بعثة المينورسو والدعوة لاستئناف التفاوض من أجل حل دائم ومقبول لنزاع الصحراء، انتصار للمغرب إذ يضرب في العمق أطروحة البوليساريو، وداعمتها الجزائر، يجسد الدعم الدولي المتزايد والمؤثر لمبادرة الحكم الذاتي تحت سيادة الرباط.
اشارت الصحف الإسبانية ، إلى أن من النقاط التي تضمنها القرار، وأصابت البوليساريو والجزائر في مقتل، عدم تطرق المجلس نهائيا للاستفتاء على تقرير المصير، مما ساهم في امتناع كينيا عن التصويت، حيث نددت عبر سفيرها عن “الانحراف الواضح للبعثة عن المهمة التي أنشئت من أجلها”.
وأضافت الصحيفة، أن القرار يجعل من الجزائر وموريتانيا طرفين في النزاع، إذ يشير إليهما كعنصرين رئيسيين ويشجعهما “بشكل عاجل” على المشاركة في العملية، وهو ما يتوافق مع الموقف المغربي.
والجمعة الماضية، سلط تقرير مجلس الأمن الدولي بتمديد ولاية بعثة المينورسو إلى الصحراء المغربية لغاية نهاية أكتوبر/تشرين الأول من العام القادم الضوء على نجاح الدبلوماسية التي أرسى قواعدها العاهل المغربي الملك محمد السادس ضمن جهود حل النزاع المفتعل سلميا وعبر القنوات الأممية وعلى أساس ثابت وطني غير قابل للتفاوض أو المساومات لا يخرج عن مقترح الحكم الذاتي تحت سيادة المملكة.
ويضاف القرار الدولي إلى رصيد النجاحات التي تحققها الدبلوماسية المغربية بعيدا عن الضجيج الإعلامي والمزايدات السياسية وبما يتناسب مع الحفاظ على الثوابت الوطنية ومنها مغربية الصحراء التي قال العاهل المغربي إن المملكة تنظر لعلاقاتها الخارجية من خلالها.
وثمن المغرب موقف مجلس الأمن المتعلق بتمديد ولاية بعثة المينورسو وذلك في إطار القرار عدد 2654. وكان المجلس قد دعا الخميس إلى “استئناف المفاوضات” حول نزاع الصحراء للتوصل إلى حلّ “دائم ومقبول للطرفين”، ومدد مهمة بعثة الأمم المتحدة في المنطقة لعام.
وأفادت الخارجية المغربية في بيانها الخميس بأن تبني مجلس الامن للقرار ياتي “في سياق يتسم بالإنجازات الهامة التي تحققت تحت قيادة الملك محمد السادس، في الملف خلال السنوات الماضية”.
واضافت الخارجية “أن القرار يجسد الدعم الدولي المتزايد من قبل بلدان مهمة ومؤثرة للمبادرة المغربية للحكم الذاتي، وفتح أكثر من 30 قنصلية عامة في مدينتي العيون والداخلة” موضحة ان “التمديد يؤكد عدم اعتراف أكثر من 84 في المائة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بالكيان الوهمي، إضافة إلى التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تعرفها الأقاليم الجنوبية، هذه الدينامية الإيجابية”.
وأفادت الخارجية المغربية ان التمديد “جاء ليكرس المكتسبات السابقة للمغرب خاصة فيما يتعلق بصيغة “الموائد المستديرة” كاطار وحيد للنقاش بهدف التوصل إلى حل نهائي للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية”.
وأوضحت الخارجية المغربية ” ان القرار هو تأكيد للفاعلين في المسلسل السياسي، الذين يتحملون مسؤولية قانونية وسياسية وأخلاقية في إيجاد الحل” وهو ما اعتبرته ” دعوة للمغرب والجزائر وموريتانيا و(البوليساريو) إلى مواصلة الالتزام بهذا المسلسل طيلة مدته، بروح من الواقعية والتوافق، بهدف تسويته”.