ولفتت، في تقرير إلى أن الخطة التي يقوم بصياغتها الوزير المنتمي إلى الليكود، لم يطلع عليها معظم أعضاء “الكابينيت”، ولم تطرح للنقاش في المؤسسات والمحافل الرسمية؛ بسبب حساسيتها، وقالت الصحيفة إنها تتوقع أن تواجه مقاومة من جانب الرئيس الأمريكي جو بايدن، ورفضا واسعا باعتبارها “أمرا غير واقعي وخيالا”.
لكنها أوضحت أن الخطة قد تحظى بدعم وزراء الليكود، وحزب القوة اليهودية الذي يتزعمه الوزير المتطرف إيتمار بن غفير، وحركة الصهيونية الدينية التي يتزعمها الوزير المتطرف بتسلائيل سموتريتش.
ورغم أن الخطة ستواجه برفض دولي، وربما عسكري إسرائيلي، بحسب الصحيفة، فإن نتنياهو يرى تطبيقها هدفا استراتيجيا لحكومته.
وقالت الصحيفة، إن نتنياهو يسعى لتطبيق خطة تقليص السكان، بالالتفاف دون الاضطرار إلى خوض مواجهة مع واشنطن والمجتمع الدولي، ومصر التي ترفض بشكل قاطع التهجير، لكن المقربين من نتنياهو يبررون أنها لا تسعى لطرد الفلسطينيين، بل محاولة تخفيف الكثافة السكانية في القطاع.
وأشارت إلى أن الاحتلال قد يلجأ لحل مشكلة الرفض المصري للتهجير، إلى دفع الفلسطينيين نحو البحر، من أجل مغادرة القطاع إلى دول أوروبية وأفريقية.
وتستهدف الخطة تقليص سكان غزة فيما ترى القيادة الأمنية الإسرائيلية أنها ضرب من الخيال الذي لا يمكن أن يتحقق، لكن نتنياهو يصر عليها متحدياً كافة المواقف الأمريكية والمصرية التي حسب متابعين “قابلة للتغيير في حال مساومتها وتقديم الرشاوى للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مقابل تثبيته في الحكم ودعم اقتصاده المتهالك المتهاوي.”
وحرص وزراء الحرب الإسرائيلية على غزة طوال فترة الهدوء على أن ما جرى كان مؤقتاً لكن نتنياهو يسعى لتنفيذه خطته وكلف السفير الإسرائيلي رون ديرمر بصياغتها.
“إيكونوميست” البريطانية تحذر من “ربيع عربي” وحددت شرارته!
وفق الصحيفة تتجاوز الخطة المقاومة الأمريكية والرفض المصري وتسعى لتجمع الفلسطينيين وإدخال أعداد كبيرة منهم إلى الأراضي المصرية، عبر شريط حدودي ضيق داخل القطاع يدعى “محور صلاح الدين أو محور فيلادفيا” كما يسميه الاحتلال.
ويعتقد نتنياهو أن القوات المصرية لن تطلق النار على هؤلاء الذي بقي أمامهم هذا المنفذ الوحيد، لكن تلك أحلام خيالية لن تتحقق وفق الصحيفة لعوامل عديدة مختلفة.
وعلى الرغم أن الصحيفة ذكرت كل الأسباب الأخرى الثانوية إلا أنها غفلت عن السبب الرئيسي النابع من تمسك أبناء فلسطين بأرضهم حتى آخر نفس لهم، وعلى أن المقاومة الفلسطينية تنبع من أبناء المنطقة لا من مستوطنين ومرتزقة قدموا لدعم الاحتلال من كافة أنحاء العالم كما تفعل إسرائيل.
وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة قد تستغل حاجة القطاع للمساعدات الإنسانية لتمرير خطط أخرى بإشراف من الرئيس الأمريكي جو بايدن، وقد تكون هناك العديد من السيناريوهات التي قد تطبق عوضاً عن خطة نتنياهو الخيالية.
وتزعم “إسرائيل هيوم” أنه بعد عملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول/أكتوبر، لن تتوقف إسرائيل عن حربها وسيواصل الاحتلال محاولة السيطرة على قطاع غزة، عسكريا ومدنيا، على الأقل في المستقبل المنظور.