متابعة: غزالدين العلمي
ما من طريق نسير فيه الا نرى المخلفات وقد رميت على قارعة الطريق، منها هده اللوحات المعبر عن نفسها، فرغم مظاهر الحضارة الزائفة التي نتغنى بها لكننا لازلنا نحمل الكثير من التخلف والرجعية، وانعدام الذوق العام في الكثير من سلوكياتنا، والدليل على ذلك هو هاته المناظر الإعتيادية التي تعيشها ساكنة بين المدن التابعة لتراب عمالة مقاطعة عين الشق، ظاهرة رمي المخلفات في الاماكن العامة والطرقات والشوارع تفشت في الآونة الاخيرة بشكل يبعث على الحسرة سيما مع ملاحظة تفاقمها، واتساع دائرتها يوم بعد اخر، والغريب في الأمر أن من بين أبطالها اناس من ساكنة حي بين المدن مما يؤكد غياب ثقافة الحفاظ على البيئة.
حين نشاهد أشخاص مثقفون يتمتعون بمناظر مقبولة شكليا ويتصنعون الرقي والاناقة، الا انهم يفشلون في المحافظة على هذه الاناقة، فرميهم لمخلفاتهم في الشوارع والاماكن العامة بطريقة حيوانية تعكس رفضهم لمتطلبات المدنية الحديثة.
فالكثير من الناس لا يعيرون اهمية المحافظة على الأزقة والشوارع العامة، معللين ذلك بأن المسؤول عن النظافة العامة هي الجهات الرسمية، وهي من تتولى متابعة الامر، فيعمدون الى رمي النفايات، وكذلك بقايا حطام المنزل اثناء الاصلاح بطريقة تشمئز لها النفس.
و حين يتم تدخل أحد الاشخاص من ساكنة الحي بدافع الغيرة، بمحاولة منع احدهم من القيام بهذا السلوك غير اللطيف يبرر فعلته بأن الجميع يقومون برمي المخلفات وامتناعه عن الرمي لا يغير من الامر شيء متناسيا انه متحدا مع اشباهه من عديمي الذوق هم من جعلوا من الامر ظاهرة تنم عن انعدام الوعي والاستهتار بحقوق الناس.
من ابرز السلبيات التي تسبب فيها هاته النفايات هي الأمراض الخطيرة من بينها امراض الحساسة، وكذلك بعض الحشرات الطائرة الناقلة لعدة امراض، حيث تتحول هذه النفيات بعد فترة زمنية قليلة الى مراكز لبث الروائح الكريهة اضافة الى منظرها المثير للسخرية سيما اذا كان الحي يسكنه اناس مثقفون و مسؤولون في جميع القطاعات.
و من بين هذه السلوكيات التي باتت تهدد المبادئ والقيم والاخلاق وتكشف عن انعدام الاحساس بالمسؤولية تجاه حي “بين المدن” والانسان حولت الكثير من الاماكن الى مصادر لأمراض قد تصيب الانسان ولم ينجو من ضررها حتى الحيوان.
تشير هذه السلوكيات الى انانية مفرطة وانخفاض لقيمة النظافة عند الانسان يصاحبه عدم تقدير الحياة والمجتمع، أو احترام الآخرين وحفظ حقهم في بيئة نظيفة وحياة تليق بالبشر في مختلف المجالات.
ان من أكثر الاسباب التي تؤدي الى حدوث الكثير من الظواهر السلبية ومن ضمنها ظاهرة رمي النفايات هي: غياب الوعي لدى الانسان الذي يجعله رافضاً للقيام بكل ما يعترض مصلحة المحيط ويؤثر عليهم نفسياً.
ثاني الاسباب هو غياب روح المواطنة يصاحبها غياب روح الانتماء كنتيجة لشعور الناس بالحيف والظلم الذي تمارسه الحكومات على شعوبها غير ان ذلك لا يبرر ارتكاب مثل هذه الاخطاء.
وثالث الاسباب هو غياب قوة الدولة التي تفرض القوانين على المواطنين ومنها القانون الذي يجبرهم على احترام المصلحة العامة والابتعاد عن كل ما يعكر صفو الذوق العام، وهذا الغياب يسمح للسلوك بأن يكون عادة من خلال تكرار السلوك لمرات عديدة.
كما غياب المحدد الديني يعقد من المشكلة ويفاقمها، فالوازع الديني يكون رادعاً للإنسان في الكثير من المواقف التي تحتاج الى حضور صوت الله في الناس لتغليب حاجات الجماعة على الحاجة الفردية وتلك سمة ينشدها الدين القويم.
على الضفة الاخرى من المشكلة تظهر جملة من الحلول التي تحد من المشكلة ولو بالممكن واولى هذه الحلول هي ان تستخدم السلطات صلاحيتها من خلال وضع كاميرات في الاماكن التي تحدث فيها مثل هذه الافعال .
ووضع التشريعات والقوانين التي تجرم إلقاء النفايات لتكون نوعا من أنواع الردع، و أيضا على المؤسسات الإدارية المعنية التدخل على الفور للحد من هده السلوكيات ألا أخلاقية، و متابعة كل سولت له نفسه بالقيام بهذه الاعمال الشنيع في حق البشرية والبيئة.
صادرات السيارات في المغرب تقفز لـ 66 مليار درهم حتى أكتوبر 2021