من الطرد إلى التكريم: كيف حدث التحول؟
أثار انضمام صلاح الدين أبو الغالي، العضو السابق بحزب الأصالة والمعاصرة (البام)، إلى صفوف حزب الحركة الشعبية (السنبلة) العديد من التساؤلات. القرار جاء بعد فترة وجيزة من طرده من “البام” بقرار من اللجنة الوطنية للتحكيم والأخلاقيات، إثر اتهامات بارتكاب خروقات تمس بصورة الحزب ورفضه المثول أمام اللجنة للتحقيق.
ورغم هذا الطرد المثير للجدل، دخل أبو الغالي حزب “السنبلة” معززًا بمناصب قيادية، حيث تم تعيينه منسقًا جهويًا لجهة الدار البيضاء-سطات وعضوًا في المكتب التنفيذي للحزب. هذا التحول يطرح تساؤلات عديدة حول معايير الانتقال بين الأحزاب ومدى توافقها مع مبدأ الأخلاقيات السياسية.
السياق السياسي: تحضيرات للانتخابات المقبلة
يأتي انضمام أبو الغالي لحزب الحركة الشعبية في وقت يشهد الحزب تحركات استراتيجية استعدادًا للانتخابات المقبلة. بحسب مصادر مطلعة، تهدف القيادة الحالية إلى تعزيز صفوف الحزب بقيادات لها تأثير على المستوى الجهوي والوطني، خاصة في ظل انضمام “التكتل الديمقراطي المغربي” بقيادة حميد شباط.
لكن السؤال المطروح هنا: هل تعكس هذه الخطوات تعزيزًا للمشهد الديمقراطي، أم أنها تكشف عن خلل في المبادئ التنظيمية للأحزاب السياسية؟
الخلاف مع حزب الأصالة والمعاصرة
خروج أبو الغالي من “البام” جاء في ظروف متوترة بعد اتهامات بالخروقات ورفضه الحضور أمام لجنة التحكيم والأخلاقيات. اللجنة اتهمته بعدم احترام النظام الأساسي، وهو ما رد عليه أبو الغالي باعتباره “خلافًا تجاريًا خاصًا” لا علاقة له بالعمل الحزبي.
لكن هنا يبرز تساؤل أساسي: هل تمت معالجة الخلافات داخل “البام” بشكل شفاف ومنصف؟ أم أن هذه القضية تعكس غياب آليات واضحة لحل النزاعات الداخلية؟
التحولات داخل الحركة الشعبية
انضمام أبو الغالي لا يمكن فصله عن الديناميكيات الداخلية لحزب الحركة الشعبية، الذي يسعى لجذب قيادات جديدة استعدادًا للمنافسة الانتخابية. لكن تعيينه في مناصب عليا يثير تساؤلات حول معايير الاختيار:
-
هل تعتمد القيادة الحالية على الكفاءة والخبرة أم الولاء السياسي؟
-
كيف يؤثر هذا التحول على صورة الحزب أمام قاعدته الشعبية؟
التأثير الأوسع على المشهد الحزبي في المغرب
هذه التحولات تسلط الضوء على ظاهرة انتقال القيادات بين الأحزاب، والتي تُثير علامات استفهام حول الالتزام بالمبادئ الحزبية. في ظل هذه الديناميكيات:
-
هل يمكن اعتبار الانتقال بين الأحزاب جزءًا من حراك ديمقراطي صحي، أم أنه يعكس أزمة في التزام القيادات بالمبادئ السياسية؟
-
كيف يمكن للأحزاب ضمان الاستقرار الداخلي مع احتواء الخلافات بطريقة شفافة؟