بأنامل من شغف، وبصوت يحمل بين طبقاته صدى الذاكرة الشعبية المغربية، أطلقت الفنانة صوفيا باطما جديدها الغنائي “شوفي يالالة”، في عرض أول خاص جمع ثلة من الفنانين والإعلاميين بإحدى فنادق الدار البيضاء، حيث كشف الستار عن فيديو كليب يجمع بين الجمال البصري ودفء الانتماء.
“شوفي يالالة” ليست مجرد أغنية، بل رحلة موسيقية تنسج بخيوط النغم حكاية وطنٍ وجدانُه نسائي، نُسج في الأفراح الشعبية وطقوس الأعراس، ولبسته الجدات بجلابيب من الحشمة والألوان.
في حديثها بهذه المناسبة، وصفت صوفيا العمل بأنه “رسالة حب مفتوحة إلى الذاكرة المغربية، وتحية لنساء الوطن اللواتي شكّلن نبضه الاجتماعي وسر صموده التراثي”. كلماتها كانت صادقة كالأغنية، تعبّر عن ارتباطها العضوي بمغرب الأمس الذي تحلم بإيصاله إلى أذن الجيل الجديد.
العمل، الذي اختار المزج بين الإيقاعات المعاصرة ونبض التراث المغربي الأصيل، تم تصويره في مواقع تنضح بروح المكان، حيث الأزياء التقليدية تتمايل على أنغام “الغيطة” والزغاريد، والفرجة الشعبية تستعيد مجدها بلغة سينمائية راقية.
منذ طرحه، حصد الكليب إعجاباً لافتاً على المنصات الرقمية، حيث احتفى به المتابعون كعلامة فارقة في مسار فني يجمع بين الحداثة والهوية، واعتبروه تكريسًا لصوفيا باطما كصوت نسائي يُعيد للتراث حضوره ويمنحه نفساً جديدًا لا يفقد روحه.
ولا غرابة في ذلك، فصوفيا باطما ابنة مدرسة ناس الغيوان، ووريثة الإبداع من والدها الفنان رشيد باطما، أحد مؤسسي ملحمة الصوت المغربي الملتزم. وها هي، على خطى الكبار، تسير بثبات، تؤلف لونها الخاص الذي يكتب التراث بلحن حديث، ويغني للهوية بلغات اليوم.
بـ”شوفي يالالة”، تُثبت صوفيا أن الأغنية ليست فقط طربًا، بل ذاكرة وهوية ورسالة… وأن للمرأة المغربية حقًا في أن تُروى حكاياتها، بصوت امرأة، ومن قلب التراث، لكن بنبض هذا الزمن.