طالبان تخطب ود الداخل والخارج عبر رسائل طمأنة..سكان كابل يهدون الورود لمقاتلي الحركة

0
218

نجحت حركة طالبان الى حدٍّ ما حت الآن إلى  كسب ود كافة الاطراف في داخل افغانستان وخارجها، عبر رسائل تتعهد فيها بتشكيل نظام اسلامي شامل يقوم على التسامح ويحترم الحقوق والمرأة ويعمل لإنقاذ الاقتصاد البلاد، كما يمنع استخدام اراضيها في تهديد أي دولة.

وجاءت رسائل الطمأنة عبر مؤتمر صحفي عقده الناطق الرسمي باسم طالبان ذبيح الله مجاهد في العاصمة كابل التي سيطرت عليها الحركة الاحد، في وقت واصلت الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون إجلاء الدبلوماسيين والمدنيين، بعد مشاهد الفوضى في مطار المدينة، حيث احتشد أفغان متلهفون للفرار في مدرج المطار.

مجاهد اكد في المؤتمر ان ”أفغانستان تريد علاقات طيبة مع الجميع لإنعاش الاقتصاد وتحقيق الرخاء للخروج من هذه الأزمة“.

واكد أنه ”لن يُسمح باستخدام أراضي أفغانستان لمهاجمة أحد، ونحن نطمئن المجتمع الدولي“، وتابع: ”لا نريد أي أعداء داخليين أو خارجيين“.

كما أعلن عن ضمان الأمن الكامل للسفارات والممثليات الأجنبية والبعثات والوكالات الدولية، مضيفا أن السلطات الجديدة أصدرت مرسوما بالعفو العام.

وأوضح مجاهد أنه ”سيُسمح للنساء بالعمل والدراسة وسيكن نشيطات للغاية في المجتمع، لكن في حدود مبادئ الشريعة الإسلامية“.

وقال إن ”طالبان لن تسعى للقصاص من الجنود السابقين والحكومة الموالية للغرب“، مضيفاً في الوقت ذاته أن ”الحركة تعفو عن الجنود الحكوميين والمتعاقدين والمترجمين الذين عملوا مع القوات الدولية“. ومضى قائلا لهم: ”لن يؤذيكم أحد، لن يطرق أبوابكم أحد“.

وأكد مجاهد أن ”وسائل الإعلام الخاصة يمكنها مواصلة العمل بحرية واستقلال في أفغانستان“، مضيفاً أن ”طالبان ملتزمة بحرية الإعلام في حدود الإطار الثقافي للحركة“. كما أعلن أن أفغانستان ستتوقف عن إنتاج المخدرات بكافة أنواعها اعتبارا من اليوم.

وقال انه “لن تنتج أفغانستان أي أنواع من المخدرات.. لن يكون ممكنا لأحد أن يشارك في تنظيم تهريب المخدرات.. اعتبارا من هذه اللحظة ستكون أفغانستان دولة خالية من المخدرات”.

وذكر مجاهد أن البلاد ستحتاج لمساعدة دول العالم كي تكون لدى المزارعين المحليين إمكانية لإنتاج محاصيل أخرى بدلا عن زراعة الخشخاش.

كما أكد عزم “طالبان” على ضمان تمثيل جميع مكونات المجتمع الأفغاني في حكومة أفغانية مستقبلية، مشددا على أن الحركة تتعهد باحترام المعتقدات الدينية والقيم الروحية لجميع الأفغان، وضمان حقوق المرأة في إطار الشرع الإسلامي والقانون.

وفي سياق متصل،تداول نشطاء بموقع تويتر مقطع فيديو لسكان مدينة كابول عاصمة أفغانستان، وهم يهدون الورود لعناصر حركة طالبان.

وأظهر الفيديو قيام مواطنين أفغانييْن بالسلام على مقاتلي الحركة وعناقهم عن بُعد ثم أهدوهم الورود البيضاء والحمراء. يذكر أن حركة طالبان دخلت مدينة كابول يوم أمس الأحد من جميع الجهات دون قتال حيث هرب المسؤولون خارج أفغانستان وعلى رأسهم الرئيس الأفغاني أشرف غني الذي سلم السلطة وهرب خارج البلاد.

وفي رد فعل على المواقف التي اعلنتها طالبان، أكد ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أن المنظمة بحاجة لقراءة أفعال الحركة على الأرض في أفغانستان، في ضوء التعهدات التي أطلقتها الحركة.

وقال دوجاريك تعليقا على مؤتمر صحفي عقدته “طالبان” في وقت سابق في كابل: “سنحتاج إلى رؤية ما سيحدث فعلا واقتران القول بالفعل على الأرض ومدى تنفيذ الوعود المقطوعة”.

كما شدد حلف الناتو لحركة طالبان على ضرورة ألا تسمح بأن تصبح أرض أفغانستان تربة خصبة للإرهاب مجددا، محذرا من أن الحلف لديه القوة العسكرية اللازمة لضرب أي جماعة إرهابية من بعيد.

وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبيرغ للصحفيين في أول مؤتمر صحفي له منذ سقوط كابل: “يتحمل من يمسكون بزمام السلطة في أفغانستان الآن مسؤولية ضمان ألا يستعيد الإرهابيون الدوليون موطئ قدم لهم في هذا البلد”.

وأضاف: “لدينا القدرة على ضرب الجماعات الإرهابية من مسافة بعيدة إذا رأينا أنها تحاول ترسيخ موقعها وتخطط وتنظم هجمات على حلفائنا ودولهم”.

ودعا ستولتنبيرغ طالبان إلى تسهيل مغادرة جميع من يريدون الرحيل، وقال إن أعضاء الحلف اتفقوا على إرسال مزيد من طائرات الإجلاء إلى كابل.

وعبر في الوقت نفسه عن إحباطه من القيادة الأفغانية محملا إياها مسؤولية نجاح طالبان السريع، وقال: “جزء من قوات الأمن الأفغانية حارب بشجاعة.. لكنهم لم يتمكنوا من تأمين البلاد لأن القيادة السياسية الأفغانية فشلت في آخر المطاف في الوقوف في وجه طالبان وتحقيق الحل السلمي الذي ينشده الأفغان”.