ظروف المغاربة في العيد“بالغة السوء”..منيب: “دولة تٌفقر الفُقراءْ وتُغني الأغنياءْ”

0
335

حكومة رجال الأعمال التي يقودها الملياردير أخنوش “فقدت البوصلة السياسية و اعتراها العجز عن تدبير مناسب لشؤون البلد إلى درجة العجز عن إيجاد حلول جذرية للمشاكل المتعاظمة، و اجترار نفس السياسات المهترئة”.

فرغم محاولات تسويق الأوهام وترويج الأباطيل، إلا أن الحقيقة التي لم يعد ممكنا التغطية عليها هي أن هناك مسارا رسميا تم اعتماده يتجلى في التشجيع على الفساد والتواطؤ معه، والسكوت عن جرائمه بل تغذيته من خلال سياسة الريع، و انتهاز الفرص لافتراس ثروات الأمة، وعدم الجرأة على فتح أية متابعة قانونية جادة لأساطين الفساد رغم الرائحة التي رشحت من كثير من الملفات في مجالات الرياضة والاقتصاد والسياسة الخارجية وغيرها”.

فـ“المغرب بلد غني بخيراته الطبيعية، و متميز بموقعه الجغرافي الفريد” هكذا تعرف موسوعة المعرفة الحديثة البلد. فما هو سبب فقر معظم المغاربة أصحاب البلد الإفريقي الغني؟

فيما تؤكد الدكتورة منيب :” بخرجة للمندوبية السامية تؤكد أن الفقراء هم من يهتمون بعيد الأضحى، أما الأغنياء غير مهتمين به” .. وتضضيف زعيمة اليسار المغربي، أعيد التذكير أن المندوبية السامية ذكرت في تقرير لها  ” بأن الأغنياء في المغرب (أو العائلات الميسورة) لا تتجاوز 150 عائلة.. إذن نحن كلنا فقراء ، وكورونا بينت أن نسبة الفقراء بلغت اليوم 35 مليون مغاربة فقراء أو مستوى عتبة الفقر؟؟.. ومع تدابير الحكومة اليوم 3،2 % من المغاربة انزلقوا تحت عتبة الفقر. حسب قولها.

واتهمت منيب، الحكومة بـ “عدم التدخل لإيقاف زحف وتنامي أسعار مواد الاستهلاك التي شهدت ارتفاعا صاروخيا، من قبيل المواد الغذائية التي تهم المواطن بشكل مباشر، و زادت أسعار المحروقات الوضع استفحالا رغم تراجعها في السوق الدولية”.

و أضافت: “نبهنا الحكومة منذ سنة أن استمرارها في اللامبالاة وعدم مواجهة آثار التضخم وغيرها من العوامل المؤثرة على منظومة الأسعار، ستجعل الوضع صعبا ومركبا”، محملةً اياها المسؤولية “كاملة عما آلت اليه الأوضاع لأنها تأخرت في التدخل، و اتبعت منهجية غير سليمة، وتركت المواطنين يواجهون مصير غلاء الأسعار دون استجابة مسؤولة”.

لم تنجح كل الإجراءات والقرارات التي اتخذتها الحكومة المغربية الأسابيع الأخيرة، في امتصاص غضب الشارع المغربي إزاء الأسعار “الخيالية” للأغنام، وهو ما يظهر جليا في الشوارع والأسواق مع توالي عبارات تذمّر المواطنين وشكاواهم المتعددة من غلاء المعيشة، وغلاء أسعار الخرفان الأمر الذي دفع عددا منهم إلى التفكير في التخلي عن إتيان هذه السنة المؤكدة هذا العام.




من جهتها، تقول الحكومة المغربية، إنه وبفضل الاستيراد المدعوم بمبلغ 500 درهم للفرد والإعفاء من الرسوم الجمركية، أمكن الوصول إلى إمدادات قدرها 7,8 مليون رأس من الأغنام والماعز، وهو ما يتجاوز الطلب البالغ 6 ملايين، في عيد الأضحى الذي يشتري فيه المغاربة 41% من اللحوم التي يقتنونها على مدار العام.




وقد أدت ظروف مثل نقص الحبوب، فضلا عن تكاليف الأعلاف، التي وصلت أسعارها إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، إلى انخفاض إنتاج المغرب بمقدار 400 ألف رأس هذا العام.




لقد أجمعت الأصوات الحرة و أراء الفاعلين الحقوقيين بالمغرب على أن تفشي الفساد والمستويات المخيفة التي بلغها، دون حسيب و لا رقيب. مطالبين من الجميع التعبئة والتجند من أجل حماية ما تبقى من طموحات الشعب في الحرية والكرامة والعدالة.




تنهب النخبة الحقيقية المال العام و ثراوت البلد وتفقر المغاربة وتلقي باللوم على طرف ثالث غير موجود أحيانا، وتتهم الجفاف زالمناخ بنهب المغاربة أحيانا أخرى.

خلال الحراك الاحتجاجي الذي اجتاح البلد إبان الربيع العربي الأمازيغي، صدحت حناجر الشابات و الشبان المغاربة وغيرهم، بشعارات تطالب بعدم الجمع بين الثروة و السلطة وبالحقوق و الحريات و المساواة و التوزيع العادل للثروات.




من قبيل: ” فسفاط و جوج بحورة، عايشين عيشة مقهورة. و المعنى هنا ” فسفاطان و بحران، ورغم ذلك يعيش المغاربة عيشا مرا”. يا مغرب يا جوهرة، خرجو عليك الشفارة. و المراد هنا: جوهرة أنت يا بلد مغرب ، خربك و دمرك اللصوص.

باش تعيش يا مسكين، المعيشة دارت جنحين.و المعنى هنا: كيف ستحيا يا بائس؟، في ظل الغلاء الفاحش.

واش أنت مسطي، تأكل ليا رزقي. والمراد: أجننت يا هذا؟ تنهب خيراتي و عيشي.

والشفارة ها حنا جينا”. و المعنى هنا: يا أيها اللصوص، إننا قادمون.

في الجنوب الغني بالثروات و المعادن، رفع المتظاهرون شعارا يساءل النخبة الفاسدة عن مآل الخيرات التي يزخر بها المغرب العميق، من خلال الشعار التالي” خيراتنا خيراتنا، ما رينها مارتن” بمعنى: ” خيراتنا خيراتنا، لم نراها ولم ترانا”.

ونظموا مسيرات منددة بغلاء الأسعار، و وقفات تنتقد سياسة التفقير والتجهيل الممنهجة و المسلطة على البؤساء المغاربة، وتندد بنهب خيرات البلد وترك المغرب قاعا صفصفا. يقول المثل الإغريقي : ” إذا اجتمع المال الرديء و المال الأصيل في الأسواق اختفى المال الأصيل”.

يُعد المغرب بلداً ذو ثروات خرافية رغم فقر أهله. تقول الأرقام الرسمية، إن نسبة الفقر بالبلد تبلغ 14,4 في المائة و نسبة الهشاشة 23,6 في المائة في البوادي مقابل 4,8 و 12,7  في المائة في المدن. وهذا معدل وطني. لكن نسبة الفقر تبلغ في أقاليم جبلية حوالي 20 في المائة.

يذكر أنه لم تكن سرقة المال العام موجودة في المغرب زمن الحماية الفرنسية، ومنذ رحيلها و الكل يسرق أموال دافعي الضرائب و ثروات الوطن، ومع ذلك لم تنقص خيرات و فيوضات المغرب. إذن المغرب أغنى بلد في العالم.

ذكر تقرير صادر عن المركز العالمي للنزاهة المالية أنه تم تهريب 12800000000 دولار من المغرب إلى الخارج بين 2001 و 2010 . ( 12 مليار دولار) . ومن الأدلة القاطعة على غنى البلد العظيم تعويضات الموظفين السامين و البرلمانيين والوزراء…

تضع الدولة المغربية رهن إشارة مليون موظف 115 ألف سيارة لتسهيل مهامهم في مختلف الإدارات العمومية، مقابل 72 ألف سيارة ل 21 مليون موظف في أمريكا، و 3400 سيارة مصلحة ل 3.5 ملايين موظف في اليابان. يظهر أن المغرب العظيم أغنى من الأمريكان و اليابان !!! . و يتضح إذن، أن البلد غني و من يدعي بأنه فقير، فهو يقول كلاما مجانبا للصواب.

ويزخر بثروات طبيعية هائلة و بشرية كبيرة، وهو إمبراطورية عريقة ضاربة في عمق الحضارة، يحوي أغنى الأغنياء الأفارقة و العرب. يقول سقراط : ” الفضيلة لا تأتي من المال و لكنه يأتي منها”. و يقول هنري تورو : ” إن زاد المال نقصت الفضيلة”.

ينقص البلد العدل والحريات و التوزيع العادل للثروات الطبيعية، لو توفرت فيه هذه الشروط لما اضطر المغاربة إلى الهجرة من أغنى بلد في شمال إفريقيا، و لأضحى الغربيون و الشرقيون وغيرهم كثير، يحجون للعمل في الإمبراطورية المغربية، وهذا حلم نجوم السماء أقرب للمغاربة منه.

وأعلنت الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان، عن أرقام مخيفة بخصوص نسبة انتشار الفقر في المغرب، حيث استعرضت العديد من الإحصائيات الصادمة، وكشفت أن “حوالي 38 في المائة من الأطفال المغاربة الذين تقل أعمارهم عن 17 سنة يعانون الفقر في مختلف أبعاده”، حسب ما ورد في تقرير لها.




وأشار تقرير للأمم المتحدة إلى أن المغرب هو أحد البلدان في منطقة الشرق الأوسط و شمال إفريقيا التي تعاني أكثر من غيرها من الفقر و القيود بعد أن واصلت انحدارها في مختلف التصنيفات و الإحصائيات.

و ذكر أن 60 في المائة من المغاربة يعيشون في حالة فقر وتهميش في أتعس حالاته. و أردف أن حوالي خمسة ملايين مغربي يعيشون بأقل من دولارين في اليوم، و يعيش مليون مغربي بأقل من دولار في اليوم، حسب ذات التقرير.

يقول المثل الشعبي ” قلة الشي، ما تخليك فين تمشي”. و المراد هنا ” أن من لا يملك مالا لا يستطيع السفر أو الذهاب إلي أي بمكان، بسبب الفاقة و الحاجة.

وأورد تقرير للبنك الدولي أن 18 في المائة من السكان، أي ما يقرب من 6 ملايين، يعيشون في فقر. و يعيش 25 في المائة من السكان، أي ما يقرب من 8 ملايين شخص، على عتبة الفقر أو دون خط الفقر. واعتبر أن 50 في المائة من السكان الذين يعيشون فوق خط الفقر، ” عرضة اقتصاديا” للأمراض و الإعاقات أو الأحوال الجوية أو فقدان الوظيفة”.

وزاد التقرير، أن 40 في المائة من السكان المغاربة، 13 مليون شخص، يواجهون إما صعوبات الحفاظ على أسلوب حياة متواضع أو لمجرد البقاء على قيد الحياة يوما بعد يوم.

45,7 في المائة، هي نسبة المغاربة التي تعاني من الحرمان الشديد، حسب ما ورد في مؤشر الفقر المتعدد الأبعاد، الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، الذي توقع أن 13,2 في المائة من المغاربة معرضون للفقر متعدد الأبعاد، فيما 25,6 في المائة منهم يعانون من الفقر المرتبط بالصحة، و 42,1 في المائة يعانون من فقر التعليم، فيما 32,3 في المائة يعانون من الفقر المرتبط بمستوى المعيشة.

و يقول تقرير دولي صاغته ثلاث جهات وهي ” برنامج الأمم المتحدة الإنمائي” و ” لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا” و ” البنك الدولي” أن ” 10 ملايين مغربي معرضون للفقر و ركود اقتصادي غير مسبوق بسبب أزمة كورونا”.

يقول رقم ” إن من بين 339 رجل سلطة مخزنيا تتراوح أعمارهم بين 30 و 70 عاما في المغرب، يتحدرون من 50 عائلة فاحشة الثراء، فقط 15 في المائة هم الذين تزوجوا من خارج الاتحادات العائلية والعرقية النخبوية”.

يظهر أنه لا خيار لأبناء البؤساء و المفقرون اليوم سوى الهجرة أو الانتحار، حيث ما وجد الفقر وجدت الدعارة و العنف و السرقة والسطو…

نخلص إلى أن فقر المغاربة، يعزى إلى جمع الحكام الفعليون و الحقيقيون للبلد بين السلطة و الثروة، و غياب التوزيع العادل للثروة الوطنية و عدم امتلاك معظم المغاربة لنصيبهم من الثروة المغربية، ونهب الثروات الطبيعية وتصديرها إلى الخارج وسرقة المال العام. فما عسى المغاربة أن يفعلوا ليتغير حالهم من الأسوء إلى الأحسن؟.