عبد الله الفركي يكشف فساد برنامج انطلاقة: هل يتحمل المسؤولون الفشل؟

0
136

بعد إعلان بنك المغرب عن عودة برنامج “انطلاقة” في نسخته الجديدة، يبدو أن الأضواء قد سلطت على هذا المشروع الذي كان يُفترض به أن يكون ركيزة حقيقية لدعم المقاولات الصغيرة والمتوسطة في المغرب.

عبد الله الفركي، الذي كان له دور في التقييم السابق للبرنامج، كشف عن كواليس هذا البرنامج وعرض أبرز التحديات التي رافقت النسخة الأولى، محذراً من تكرار نفس الأخطاء في النسخة الحالية.

الخروقات والتأخيرات:

منذ انطلاق برنامج “انطلاقة”، كانت الشكاوى من التأخيرات في صرف القروض، والمعوقات التي واجهها المقاولون، جزءاً من المشاكل التي أُثيرت في التقييمات.

الفركي كشف أن بعض القروض لم تُصرف حتى بعد مرور سنوات، بل إن بعض العقود تم تجديدها مراراً دون أن يتم تسويتها. هذا التأخير أدى إلى معاناة العديد من المقاولين، وخاصة في الفترات التي تلت إطلاق البرنامج.

هل المشكلة تكمن في ضعف التنسيق بين البنوك والمقاولين؟ أم أن هناك عوامل أخرى تؤثر على صرف القروض؟

غياب المواكبة الفعلية:

واحدة من أبرز الانتقادات التي وجهها الفركي كانت تتعلق بعدم وجود مواكبة حقيقية للمقاولات. فعلى الرغم من أن مؤسسات عديدة وقعت أمام صاحب الجلالة للتعاون في هذا المجال، إلا أنها فشلت في تقديم الدعم الفعلي للمقاولين. هذه المؤسسات، التي تشمل الباطرونا، اتحاد غرف الصناعة والتجارة، والمراكز الاستثمارية، لم تؤدِ دورها في مواكبة المشاريع والمقاولات الصغيرة والمتوسطة، ما جعل البرنامج يفقد تأثيره الفعلي.

هل غياب التنسيق بين هذه المؤسسات هو السبب في تعثر البرنامج؟ وكيف يمكن تحسين هذه المواكبة في النسخة الجديدة؟

غياب تمثيلية المقاولات الصغيرة:

حسب الفركي، يُلاحظ تغييب تمثيلية المقاولات الصغيرة جداً والصغرى والمتوسطة في الاجتماعات والبرمجة المتعلقة بالبرنامج. على الرغم من أن هذه المقاولات هي الأكثر تأثراً بآليات الدعم، فإنها تبقى غائبة عن النقاشات والتصورات الرسمية للبرامج الاقتصادية.

هل تمثل المقاولات الصغيرة جداً فعلاً أولوية في التوجهات الحكومية؟ ولماذا لا يُعطى لها دور أكبر في صياغة السياسات الاقتصادية؟

التغييرات المنتظرة في النسخة الجديدة:

الفركي أشار إلى أنه رغم التقييمات السلبية التي شهدها البرنامج في المرحلة الأولى، إلا أن هناك مؤشرات على أن النسخة الجديدة قد تشهد تحسناً، خصوصاً في تحسين صرف القروض وتحديد أولويات المشاريع. إلا أن السؤال يبقى: هل هذه التغييرات ستحدث فعلاً، أم أن الصراع الداخلي بين الأحزاب سيؤدي إلى تكرار نفس الأخطاء؟

كيف يمكن للحكومة تجاوز الصراعات السياسية الداخلية لصالح نجاح البرنامج؟ وهل التغييرات المقررة ستكون كافية لتحقيق الأهداف المرجوة؟

الخلاصة:

برنامج “انطلاقة” في نسخته الجديدة يثير العديد من الأسئلة حول فعاليته وقدرته على تحقيق الأهداف التي وُضع من أجلها. ورغم أن هناك إشارات إيجابية من المسؤولين، فإن الواقع يُظهر أن المقاولين لا يزالون يواجهون صعوبات جمة في الاستفادة من القروض والبرامج الدعم. الفركي دعا إلى ضرورة الاستماع للمقاولات الصغيرة والمتوسطة بشكل أكبر، وتفعيل دور المؤسسات المعنية، لتجنب الفشل الذي رافق النسخة الأولى.

هل ستكون النسخة الجديدة من “انطلاقة” خطوة نحو إصلاح حقيقي أم مجرد إعادة تدوير للوعود؟