عبد الله بوانو أمام مشروع قانون المالية 2025: بين الطموح السياسي وضرورة الوضوح الاقتصادي

0
146

في خطابٍ مثير داخل قبة البرلمان، استعرض عبد الله بوانو، رئيس فريق العدالة والتنمية، أمام مشروع قانون المالية لسنة 2025 قضايا وطنية محورية، وألقى الضوء على نقاط قد تستدعي توضيحاً حكومياً أكثر عمقًا، بدءاً من إنجازات الملكية وصولاً إلى قضايا السيادة الاقتصادية والاجتماعية.

فهل تقدم الحكومة خططاً حقيقية لمعالجة التحديات أم أنها مجرد استجابة مؤقتة لمطالب الشارع؟




إنجازات الملكية على مدى 25 عامًا: إشادة بإنجازات أم نقد ضمني؟ في معرض حديثه، أشار بوانو إلى إنجازات الملك محمد السادس، لكنه تساءل بحدة حول مدى إدراج الحكومات السابقة في هذه الإنجازات. هذا التوجه يفتح باب النقاش حول مدى مساهمة الحكومات في تحقيق التنمية المستدامة، ويطرح سؤالاً حاسماً: هل يُعزى الفضل للحكومات المتعاقبة في استمرارية الإنجازات، أم أن الدور الملكي المباشر هو العامل الأهم في الحفاظ على وتيرة التطور؟

التفاؤل الاقتصادي أم تشاؤم حكومي؟ في سياق استعراضه للأوضاع الاقتصادية، أبدى بوانو نقدًا للتوجه الحكومي المتشائم، مشيرًا إلى نقاط إيجابية كتحسن السياحة وتدفق الاستثمارات.

ويُطرح هنا سؤالٌ رئيسي: هل هذه النظرة السلبية مبررة فعلاً أم أنها نابعة من نقص في الابتكار الاستراتيجي؟ في مواجهة التضخم والبطالة، يُصبح على الحكومة وضع خطط واضحة للتنمية لا تعتمد فقط على صورة الأرقام.

الصحراء المغربية: بين الانتظار والتحرك المبادر
أكد بوانو على أهمية تبني استراتيجية أكثر حزماً في ملف الصحراء المغربية، معتبرًا أن المرحلة المقبلة تتطلب خطوات جادة، بعيداً عن سياسات رد الفعل. هذه النقطة تطرح تساؤلات جدية حول إمكانية استثمار الطاقات الوطنية لتعزيز مكانة المغرب الإقليمية في مواجهة الضغوط الدولية.

العلاقات الخارجية ودعم القضية الفلسطينية: من التناقض إلى التوازن؟
في موضوع السياسة الخارجية، تناول بوانو العلاقات المغربية الإسرائيلية، مطالباً بإعادة النظر في الاتفاقات، خصوصًا في ظل تصاعد الأحداث في فلسطين. لكن السؤال المطروح هنا: كيف يستطيع المغرب تحقيق توازن يحافظ على مصالحه الدولية، ويمثل مواقفه الداعمة لفلسطين؟

الأزمات الاجتماعية: التشغيل والشفافية الحكومية
في الختام، شدد بوانو على ضرورة تحسين أوضاع التشغيل ومكافحة الفساد. ورغم أن الحكومة تتبنى برامج تحسين الشفافية، تبقى التساؤلات قائمة حول مدى استعدادها لمواجهة واقع الفساد وفق استراتيجيات قابلة للتطبيق. فهل ستتمكن الحكومة من الحفاظ على مصالح المواطنين وتعزيز مبدأ الشفافية في القرارات والسياسات؟

خاتمة: في سياق مليء بالتحديات، تعكس تصريحات بوانو روحًا من التطلع لتحقيق إصلاحات مستدامة، مع دعوة صريحة للحكومة بالالتزام بالشفافية والإصلاحات الحقيقية، لتصبح تلك الانتقادات خطوة فعلية نحو مستقبل أفضل يتجاوز مجرد الخطاب السياسي.