عبد الله بوصوف يحذر: لا تذوبوا احتجاجات الشباب المغربي في روايات الإعلام العالمي

0
156

في خضم احتجاجات الشباب المغربي السلمية، يقدم الدكتور عبد الله بوصوف قراءة حادة تتجاوز الرؤية السطحية التي تركز على تصنيفات مثل “جيل زيد” أو المقارنات الأجنبية. بالنسبة له، هذه التسمية قد تقصّر فهم الحركة الشبابية وتحوّلها إلى أداة إعلامية خارجية، بينما الواقع يشير إلى تفاعل داخلي صحي يعكس النضج السياسي للمغاربة.

“الشباب أكبر من كل الحروف والأرقام والألوان… أحفاد الإدريسي والحسن الوزان وحسن العطار… قادرون على قيادة التغيير من داخل الوطن”، يؤكد بوصوف، ليضعنا أمام سؤال أساسي: هل تُقوّم مثل هذه التسمية الحقيقية السياسية والاجتماعية للشباب، أم تضعها ضمن أطر أجنبية لا تعكس هويتها؟

الاحتجاج كمرآة لمطالب اجتماعية عادلة

يعتبر بوصوف أن احتجاجات 28 و29 شتنبر ليست مجرد مظاهر فوضوية، بل صرخة للمطالبة بتسريع إصلاحات أساسية في الصحة والتعليم والخدمات العمومية.
ويطرح أسئلة حاسمة:

  • لماذا لا تُقرأ هذه الاحتجاجات كفرصة لإعادة هيكلة الخرائط الصحية الوطنية وتطوير البنية التحتية للتعليم؟

  • كيف يمكن للحكومة الاستجابة عملياً لتطلعات الشباب، بدلاً من الاكتفاء بخطاب إعلامي يربط الحركة بالشبكات العالمية أو التوظيف السياسي الخارجي؟

البعد السيادي لتوقيت الاحتجاجات

يشير بوصوف إلى التزامن الحساس بين الاحتجاجات والمفاوضات المغربية مع الاتحاد الأوروبي، خاصة حول كتابة مصدر المنتجات الفلاحية والصيد البحري، فضلاً عن ملف الصحراء المغربية المرتقب في مجلس الأمن.

هنا يطرح السؤال:هل اختيار توقيت الاحتجاجات كان عفوياً، أم جزءاً من مخطط يستهدف تقويض القدرة التفاوضية للمغرب؟

الإعلام الغربي بين التضخيم والتحوير

يعتبر الكاتب أن الاهتمام المبالغ فيه من قنوات مثل CNN وFrance 24 وBBC وDW، مقابل تجاهل احتجاجات مماثلة في دول أخرى، يُظهر محاولات لتأطير الشباب المغربي ضمن سرديات أجنبية.

  • هل الهدف تسييس الاحتجاج داخلياً وخارجياً؟

  • هل تصاعد الاهتمام الإعلامي يعكس محاولة لتشويه صورة المغرب وإضعاف موضعه على الساحة الدولية؟

الرموز الرقمية والشعارات الثقافية

يحلل بوصوف رموز الثقافة الرقمية، مثل شعارات المانغا “One Piece”، التي ارتبطت في بعض البلدان بالثورات والاحتجاجات. لكنه يوضح أن المغرب لم يشهد مثل هذه الرموز، ما يعزز قراءة مفادها: الاحتجاجات المغربية منتج وطني أصيل، لا يُحتكر فيها أي تأثير خارجي.

  • السؤال هنا: كيف يمكن للمغرب تعزيز الثقافة الوطنية بين الشباب لتكون بمثابة مرجعية حقيقية للأجيال القادمة، بعيداً عن الرموز الأجنبية أو الاستعمال السياسي الخارجي؟

خلاصة تحليلية عميقة

احتجاجات الشباب المغربي صحية وناضجة ومؤسسة على أسس وطنية، ولا يجوز اختزالها في تصنيفات أجنبية أو رموز مستعارة.

إن التحدي اليوم ليس في تقييم الشرعية الأخلاقية للحركة، بل في توظيفها لتحسين سياسات التعليم والصحة والتواصل مع المواطن، مع حماية الدولة من أي استغلال خارجي أو تشويه إعلامي.

في النهاية، يُعيدنا بوصوف إلى حقيقة أساسية: المغرب أمام فرصة نادرة لإعادة بناء الدولة الاجتماعية، وتعزيز الديمقراطية، وإقرار الشفافية، مع الحفاظ على سيادته واستقلاليته الاستراتيجية على الصعيد الدولي.