عزيز رباح: التكامل بين المغرب وموريتانيا ضرورة استراتيجية وفرصة إقليمية

0
126

في حوار شامل مع الوزير السابق عزيز رباح، تم تسليط الضوء على أهمية التكامل بين المغرب وموريتانيا، ليس فقط كضرورة استراتيجية، بل أيضًا كفرصة لتعزيز التعاون الإقليمي في ظل التحديات التي يواجهها العالم العربي.

رباح، الذي شغل مناصب وزارية عدة، أكد أن العلاقات بين البلدين تتجاوز الجوانب السياسية لتشمل مجالات اقتصادية وثقافية واجتماعية عميقة.

التكامل كضرورة استراتيجية

رباح أشار إلى أن التكامل بين المغرب وموريتانيا ليس مجرد خيار، بل هو ضرورة استراتيجية تفرضها الجغرافيا والتاريخ والمصالح المشتركة. وقال: “نحن شعب واحد في دولتين، وما يجمعنا أكثر بكثير مما يفرقنا”.

وأضاف أن التعاون في مجالات الطاقة والمعادن والبنية التحتية يمكن أن يكون محركًا للتنمية في كلا البلدين، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية التي تواجهها المنطقة.

وأكد رباح أن التكامل الطاقي بين البلدين يمكن أن يكون نموذجًا للتعاون الإقليمي، خاصة مع وجود فرص كبيرة في مجال الطاقة المتجددة. “موريتانيا والمغرب لديهما إمكانيات هائلة في مجال الطاقة الشمسية والريحية، وهذه فرصة لتعزيز التعاون مع أوروبا أيضًا”، قال رباح.

التحديات السياسية والتباعد بين النخب والدولة

في جزء آخر من الحوار، تطرق رباح إلى التحديات السياسية التي تعيق التكامل بين الدول العربية بشكل عام، معتبرًا أن التباعد بين النخب والدولة هو أحد الأسباب الرئيسية لفشل العديد من المشاريع التنموية. وقال: “لقد زرع الشك بين النخب والدولة لعقود، وهذا أدى إلى كوارث سياسية واقتصادية”.

وأضاف أن النخب السياسية يجب أن تتجدد وتتفرغ للعمل الوطني بعيدًا عن الحزبية الضيقة، مشيرًا إلى أن “اللاعب الجيد يعرف متى يخرج من الميدان وهو في قمة عطائه”. واعتبر أن التجربة المغربية في التعامل مع الربيع العربي كانت ناجحة نسبيًا، حيث تم استيعاب مطالب الإصلاح في إطار الاستقرار.

الربيع العربي: فرصة أم تحدٍ؟

عندما سُئل عن رأيه في الربيع العربي، أبدى رباح تشكيكًا في الأجندات الخفية التي قد تكون وراء هذه الحركات. وقال: “أنا أميل إلى الاعتقاد بأن الربيع العربي كان محاولة لإعادة ترتيب الخريطة السياسية في العالم العربي”. وأضاف أن المغرب تعامل بحكمة مع هذه التحديات، حيث تم استيعاب مطالب الإصلاح دون التضحية بالاستقرار.

وأشار إلى أن الربيع العربي كان فرصة للمراجعة الذاتية، لكنه أيضًا كشف عن نقاط ضعف في بنية الدولة العربية، خاصة في ما يتعلق بالعلاقة بين النخب والدولة. “لا يمكن أن يكون هناك إصلاح حقيقي دون تفاهم واضح بين الدولة والنخب”، قال رباح.

التكامل الاقتصادي والطاقي: فرص وتحديات

فيما يتعلق بالتعاون الاقتصادي، أكد رباح أن المغرب وموريتانيا لديهما فرص كبيرة لتعزيز التكامل في مجالات الطاقة والمعادن. وقال: “لدينا إمكانيات هائلة في مجال الطاقة المتجددة، وهذه فرصة لتعزيز التعاون مع أوروبا أيضًا”. وأضاف أن التكامل الطاقي بين البلدين يمكن أن يكون نموذجًا للتعاون الإقليمي.

كما أشار إلى أن التكامل في مجال الصيد البحري والبنية التحتية يمكن أن يعزز من فرص التنمية في كلا البلدين. “التعاون بين ميناء الداخلة في المغرب ونواذيبو في موريتانيا يمكن أن يخلق فرصًا كبيرة للتنمية الاقتصادية”، قال رباح.

العلاقات الثقافية والاجتماعية: جسر للتعاون

رباح أكد أيضًا على أهمية العلاقات الثقافية والاجتماعية في تعزيز التكامل بين البلدين. وقال: “ما يجمعنا ثقافيًا ودينيًا أكثر بكثير مما يفرقنا سياسيًا”. وأضاف أن التعاون بين الجامعات والمؤسسات الثقافية يمكن أن يكون جسرًا للتفاهم والتعاون بين الشعوب.

وأشار إلى أن المغرب وموريتانيا لديهما تاريخ مشترك وروابط ثقافية عميقة، مما يسهل عملية التكامل. “علينا أن نعمل على تعزيز هذه الروابط من خلال التعاون في المجالات الثقافية والتعليمية”، قال رباح.

الخاتمة: نحو مستقبل مشترك

في ختام الحوار، أكد رباح أن التكامل بين المغرب وموريتانيا ليس مجرد خيار، بل هو ضرورة استراتيجية تفرضها التحديات الإقليمية والدولية. وقال: “نحن بحاجة إلى إغلاق الباب أمام من يخلق التوترات وفتح آفاق جديدة للتعاون”.

وأضاف أن المستقبل بين البلدين يعتمد على قدرة النخب السياسية والاقتصادية على العمل معًا لتحقيق المصالح المشتركة. “علينا أن نتعلم من أخطاء الماضي ونعمل على بناء مستقبل مشترك يعود بالنفع على شعوبنا”، قال رباح.

أسئلة للنقاش:

  1. كيف يمكن تعزيز الثقة بين النخب والدولة لتحقيق التكامل الإقليمي؟

  2. ما هي الآليات التي يمكن أن تعزز التعاون الاقتصادي بين المغرب وموريتانيا؟

  3. كيف يمكن للعلاقات الثقافية أن تكون جسرًا للتفاهم والتعاون بين الشعوب؟

  4. ما هي الدروس التي يمكن استخلاصها من تجربة الربيع العربي في تعزيز الاستقرار والإصلاح؟

هذا الحوار يقدم رؤية عميقة لأهمية التكامل بين المغرب وموريتانيا، مع تحليل نقدي للتحديات والفرص التي تواجه هذا المسار.