علي أنزولا يقرأ خطاب أوجار: بين محاولة إعادة التموضع وحقيقة التاريخ السياسي المغربي

0
224

تصريحات الوزير الأسبق محمد أوجار في ندوة جامعة محمد الخامس بالرباط لم تكن مجرد سرد شخصي، بل نافذة لفهم محاولات إعادة تموضع حزب التجمع الوطني للأحرار أمام الرأي العام، كما يوضح الصحافي علي أنزولا في قراءة نقدية معمقة.

يشير أنزولا إلى أن خطاب أوجار، رغم ما قد يبدو من جرأة أو تحول مفاجئ، يقوم على سرد مختصر وانتقائي للتاريخ الحزبي، مليء بالمغالطات التي تهدف إلى تلميع صورة الحزب وتبرير مواقف قياداته السابقة. في جوهره، يعكس التصريح محاولة لإعادة كتابة التاريخ السياسي المغربي بطريقة تخدم مصالح شخصية وحزبية، مع تجاهل الحقائق المعروفة عن ولادة الحزب ودوره في الساحة السياسية تحت رعاية الدولة.

ويشدّد الصحافي على أن أوجار لم يكن مجرد شاهد على الأحداث، بل فاعل رئيسي ومنتفع من آليات الدولة العميقة، سواء من خلال الانقلابات الداخلية داخل حزبه، أو المناصب الحكومية والدبلوماسية التي شغلها، بما في ذلك فترة وزير للعدل وحقوق الإنسان، حيث شهدت البلاد أحداثًا مفصلية مثل اعتقالات ونشاطات “حراك الريف”، دون أن يرفع صوته أو يعبر عن موقف واضح.

من خلال هذا التحليل، يسلّط أنزولا الضوء على التناقض بين ما يقوله أوجار وما فعله تاريخيًا، موضحًا دور الدولة العميقة في السياسة المغربية وفهم العلاقة المعقدة بين السلطة، التاريخ الحزبي، والمصالح الشخصية.

التصريح الأخير لأوجار، وفق قراءة أنزولا، يثير عدة تساؤلات جوهرية: هل هو مراجعة سياسية متأخرة؟ هل هو مناورة لحماية الحزب قبل الانتخابات المقبلة؟ أم مجرد رغبة شخصية في لفت الأنظار بعد سنوات من العمل في الظل؟ كل هذه التساؤلات تعكس الطابع الاستراتيجي والسياسي العميق وراء ما بدا للوهلة الأولى مجرد كلمة عابرة.

في النهاية، يقدم علي أنزولا من خلال تحليله دعوة لفهم التاريخ السياسي المغربي بعيون نقدية، مع التركيز على الخلفيات والأهداف الخفية وراء الخطابات الحزبية الرسمية، وضرورة التمييز بين الخطاب الظاهر والممارسة الواقعية للسلطة.