القدس – قتل ما لا يقل عن 100 إسرائيليا وأصيب أكثر من 900 اليوم السبت في هجمات صاروخية وتبادل لإطلاق النار خلال عملية مباغتة نفذتها حماس داخل الأراضي الإسرائيلية وأطلقت عليها “طوفان الأقصى”، فيما أعلنت الحركة عن أسر العشرات من الإسرائيليين من بينهم مسؤولون كبار.
وقالت إسرائيل إن الحركة المدعومة من إيران أعلنت الحرب في الوقت الذي أكد فيه الجيش الإسرائيلي اندلاع قتال مع مسلحين في عدة بلدات وقواعد عسكرية إسرائيلية قرب غزة بينما تعهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالرد.
وأعلنت قالت القناة الإخبارية الـ”12″ الإسرائيلية إن “60 من بين الجرحى في حال الخطر أو الخطر الشديد”، مشيرة إلى أن “نحو 50 رهينة لدى حماس في حي بيري قرب حدود غزة”.
وذكر شهود عيان أن فصائل فلسطينية تواصل إطلاق رشقاتها الصاروخية باتجاه المدن والبلدات الإسرائيلية، فيما يواصل الجيش الإسرائيلي شن غاراته على مناطق مختلفة من القطاع.
ونقلت القناة عن مصدر أمني إسرائيلي إن مسلحين من حركة حماس تسللوا إلى 14 موقعا في غلاف قطاع غزة حيث تدور اشتباكات عنيفة بالأسلحة النارية مع الجيش الإسرائيلي.
بدوره قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بداية اجتماع المجلس الوزاري المصغر “الكابينت” في مبنى وزارة الدفاع في تل أبيب “منذ الصباح ودولة إسرائيل في حالة حرب”.
وأضاف “هدفنا الأول هو تطهير العناصر المعادية التي تسللت إلى أراضينا وإعادة الأمن والهدوء إلى المجتمعات التي تعرضت للهجوم”.
وتابع “الهدف الثاني، في الوقت نفسه، هو تحصيل ثمن باهظ من العدو، داخل قطاع غزة أيضاً. والهدف الثالث هو تعزيز الجبهات الأخرى حتى لا ينضم أحد إلى هذه الحرب عن طريق الخطأ”.
وقال مسؤولون بقطاع الصحة الفلسطيني إن 198 فلسطينيا لقوا حتفهم في الضربات الجوية بعد وصول القصف الجوي إلى مناطق في أعماق مدينة غزة، مما تسبب في تصاعد سحب كثيفة من الدخان الأسود إلى السماء.
وقال صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إن “الجماعة تحتجز عددا كبيرا من الإسرائيليين بينهم مسؤولون كبار”.
وأرجعت حماس الهجوم إلى ما قالت إنه تصعيد الهجمات الإسرائيلية على الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس وعلى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وأعلن قائد هيئة الأركان في كتائب القسام محمد الضيف بدء العملية في بث عبر وسائل إعلام تابعة لحركة حماس، داعيا الفلسطينيين في كل مكان إلى القتال.
وقال “اليوم هو يوم المعركة الكبرى لإنهاء الاحتلال الأخير على سطح الأرض”، مشيرا إلى إطلاق خمسة آلاف صاروخ.
ولم يسبق أن تسللت حماس إلى إسرائيل من غزة، كما أن الهجوم يعتبر أخطر تصعيد منذ سنوات في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وقالت حركة حماس إنها انضمت إلى الهجمات واحتجزت عددا من الجنود الإسرائيليين رهائن، ونشرت حسابات حماس على وسائل التواصل الاجتماعي مقطعا مصورا لما يُقال إنهم رهائن إسرائيليون أثناء نقلهم إلى غزة.
وأظهر مقطع مصور لحماس على حسابها على تيليغرام سحب مقاتليها جنودا إسرائيليين من دبابة.
وذكرت قناة 13 الإخبارية الإسرائيلية أن مسلحين يحتجزون إسرائيليين رهائن في بلدة أوفاكيم وأن خمسة مسلحين فلسطينيين قُتلوا في بلدة سديروت وأضرمت النيران في منازل.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بوقوع معارك بالأسلحة النارية بين مجموعات من المقاتلين الفلسطينيين وقوات الأمن في بلدات بجنوب إسرائيل. وقال قائد الشرطة الإسرائيلية إن هناك “21 موقعا نشطا” في جنوب إسرائيل، مما يشير إلى حجم الهجوم.
وفي غزة سارع الناس لشراء المؤن تحسبا لصراع قد يستمر أياما وأخلى البعض منازلهم وتوجهوا إلى الملاجئ.
وندد منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند اليوم السبت بالهجمات على إسرائيل، محذرا في بيان بالقول “هذا منحدر خطير وأناشد الجميع الابتعاد عن حافة الهاوية”.
وقالت أدريان واتسون المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض “تندد الولايات المتحدة بشكل قاطع بالهجمات غير المبررة من إرهابيي حماس على مدنيين إسرائيليين. لا يوجد أبدا أي مبرر للإرهاب”.
وقالت امرأة تدعى دورين في تصريحات للقناة 12 الإخبارية الإسرائيلية عبر الهاتف من نير أوز قرب غزة إن مسلحين تسللوا إلى منزلها وحاولوا فتح الملجأ الذي كانت تختبئ فيه.
وقالت “لقد عادوا مرة أخرى، أرجوكم أرسلوا المساعدة… هناك الكثير من المنازل المتضررة… زوجي يغلق الباب… إنهم يطلقون الرصاص”.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت “تقاتل القوات العدو في كل مكان” ووافق على استدعاء جنود الاحتياط.
وأظهرت لقطات متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي اشتباكات في شوارع المدينة بالإضافة إلى مسلحين في سيارات دفع رباعي يجوبون الطرقات.
وقالت شابة تدعى دفير من حي بيري لراديو الجيش الإسرائيلي من أحد الملاجئ “أخبرونا أن هناك إرهابيين داخل المستوطنة، وسمعنا إطلاق نار”.