نظمت تنسيقية الطلبة المغاربة بأوكرانيا وخلية إدماج الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا، وقفة احتجاجية، أمام مقر وزارة التعليم العالي بالرباط، تنديدا بتماطل الوزارة وتجاهلها لمحنتهم، داعيين لتسريع عملية الإدماج في الكليات المغربية العمومية والخاصة قبل حلول شهر سبتمبر المقبل.
ورفع طلبة أوكرانيا خلال الوقفة، ملتمسا للعاهل المغربي، الملك محمد السادس ،لـ”إنصافهم ورفع الحيف عنهم، بسبب معاناتهم من مخلفات الحرب الأوكرانية على الصعيد النفسي والمادي”، منبهين إلى أن انطلاق السنة الدراسية على الأبواب، ولا يزال مصيرهم مجهولا.
وأعلن المحتجون، رافضهم للشروط التي وضعتها وزير التعليم العالي لإدماجهم، ومنها اجتياز مباراة باللغة الفرنسية والتضحية بسنتين دراسيتين، مطالبين الوزارة بالإفصاح عن مآل الاتفاقيات مع دول الجوار الأوكراني، وتوضيح صيغة وشروط عقد الاتفاقية مع السفارة الأوكرانية بخصوص الدراسة عن بعد، لضمان متابعة دراسة جميع الطلبة دون التخلي عن أي واحد منهم.
يذكر أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار تنظر في مصير 4885 طالبا مسجلين في منصة إلكترونية سابقة، من بينهم 3744، بنسبة 77 بالمئة، يتابعون دراستهم في تخصصات الطب والصيدلة وطب الأسنان، و220 طالبا في طور التخصص.
ومن أجل استشراف الحلول الممكنة لمعالجة مشكلة إدماج الطلبة، تحدث وزير التعليم في البرلمان المغربي في وقت سابق، عن إجراء اتصالات مع الهيئات الدبلوماسية لبعض “الدول الصديقة” في أوروبا الشرقية، التي بها نظام تعليمي مماثل لنظيره في أوكرانيا، مثل رومانيا وهنغاريا وبلغاريا، ودراسة إمكانيات استقبال الطلبة المغاربة في مؤسسات التعليم العالي بهذه البلدان.
في يونيو الماضي ، قال محمد الطويل، والد أحد الطلاب العائدين من أوكرانيا في تصريح صحفي: “هناك إجماع على رفض شرط وزارة التعليم العالي إجراء مباراة لدخول الجامعات والمعاهد، كونه إجراء إقصاء مجحف في حق الطلاب، ويسود غموض كبير الإجراءات المعتمدة أو القرارات التي تصدر بلا حوار مع أولياء الطلاب”.
ويلفت الطويل إلى أن “ما يُستنتج من تصريحات مسؤولي التعليم العالي هو عدم إمكان دمج طلاب الصيدلة وطب الأسنان العائدين من أوكرانيا في الرباط والدار البيضاء، إذ لم يُقترح أي حل لهم باستثناء إمكان دراستهم في إحدى دول المجر وبلغاريا ورومانيا المجاورة لأوكرانيا، والسؤال الذي يطرحه الطلاب وأولياء أمورهم على المسؤولين هو لماذا التهرب من الحوار الذي يهدف إلى توضيح الإجراءات المتخذة؟”.
وقد رفض أولياء الطلاب حل دراسة أبنائهم في دول مجاورة لأوكرانيا، بحجة أن المستوى المعيشي لهذه الدول مرتفع مقارنة بأوكرانيا. ويقول رئيس الجمعية الوطنية لآباء وأمهات الطلاب المغاربة في أوكرانيا، عبد القادر اليوسفي، لـ”العربي الجديد”: “لا نملك القدرة على دفع مزيد من الأموال، فتكاليف الدراسة في المجر وبلغاريا وألمانيا أضعاف ما ندفعه لدروس أبنائنا في أوكرانيا”. ويشير إلى أن “المسؤولين طبقوا سياسة الآذان الصماء والهروب إلى الأمام، رداً على طلب الجمعية فتح حوار مع وزير التعليم العالي لإيجاد حل ينهي معاناة الطلاب الذين يجب التعامل مع أوضاعهم باعتبارها حالات استثنائية”.
وكان وزير التعليم العالي عبد اللطيف ميراوي قد أوضح خلال اجتماع عقدته لجنة التعليم والثقافة في مجلس النواب الشهر الماضي إلى أن إشكالات تحيط بملفات الطلاب المغاربة القادمين من أوكرانيا، خصوصاً أولئك الذين يتخصصون في طب الأسنان والصيدلة، ويتجاوز عددهم القدرة الاستيعابية للكليات الوطنية المعنية، في حين يواجه من يدرسون الطب العام والهندسة والاقتصاد إشكالات أقل. وذكر أن اتصالات أجريت مع الهيئات الدبلوماسية في دول صديقة بأوروبا الشرقية، مثل المجر وبلغاريا، التي يتوفر فيها نظام تعليمي مماثل لأوكرانيا لدرس إمكان استقبال طلاب مغاربة.
إلى ذلك، أبدى مسؤول في وزارة التعليم العالي، طلب عدم ذكر اسمه لأنه غير مخول الحديث إلى الصحافة، في حديثه لـ”العربي الجديد”، تفهمه رغبة أولياء الأمور في تسريع حل مشكلات أبنائهم، ونفى تراجع الوزارة عن قرار دمج الطلاب المغاربة القادمين من أوكرانيا في الجامعات والمعاهد المغربية، لكنه شدد على أن الأمر “يتطلب إجراءات ومراحل محددة، والوزارة تعمل منذ بداية الأزمة لإيجاد حلول مناسبة لمساعدة هؤلاء الطلاب في استكمال دراستهم”.