عيسى السقار يغنّي للهلال: عندما تتحوّل الأغنية إلى إعلان انتماء رياضي عابر للحدود

0
58

أطلق الفنان الأردني عيسى السقار أغنيته الجديدة «بشت الزعامة»، الموجّهة إلى نادي الهلال السعودي، عبر قناته الرسمية على منصة «يوتيوب»، في عمل فني يجمع بين الغناء والهوية الرياضية، ويعكس التحوّل المتزايد في العلاقة بين الفن وكرة القدم في الفضاء العربي.

الأغنية من ألحان وغناء عيسى السقار، وكلمات الشاعر وافي الكراسنة، بتوزيع ومكس خالد العلي، فيما تولّى حمزة اللحام مهمة المونتاج. وجاءت الكلمات محمّلة بلغة وجدانية مباشرة، تُجسّد صورة «العاشق» لا «المشجّع العابر»، حيث يتقدّم الانتماء العاطفي لنادي الهلال على أي بعد تنافسي أو ظرفي.

وترد في الأغنية عبارات تختزل هذا المعنى، مثل:

«نبض قلبي حبي عشقي هلالي»
«بشت الزعامة ما يليق إلا على الهلالي»

وهي عبارات لا تخاطب النتائج أو البطولات فقط، بل تُعيد إنتاج صورة الهلال بوصفه رمزاً للهيبة والزعامة الكروية، وهو خطاب ينسجم مع السردية الجماهيرية التي تراكمت حول النادي خلال العقود الماضية.




من العاطفة الشخصية إلى المنتج الثقافي

اللافت في هذا العمل أن عيسى السقار لا يقدّم نفسه كفنان يستثمر في شعبية نادٍ جماهيري فحسب، بل كـ«مشجّع قديم» للهلال، إذ يؤكد أن علاقته بالنادي تعود إلى قرابة عشرين عاماً. هذا المعطى يُضفي على الأغنية طابعاً شخصياً، ويمنحها شرعية وجدانية لدى جمهور الهلال، باعتبارها امتداداً لعشق طويل لا نتاج لحظة إعلامية عابرة.

كما أن إطلاق الأغنية عبر الإذاعات ومنصات التواصل الاجتماعي يعكس إدراكاً واضحاً لتحوّل الأغنية الرياضية إلى منتج عابر للحدود الجغرافية، خاصة في ظل الحضور الإقليمي المتنامي للدوري السعودي، وتحوّله إلى مساحة جذب جماهيري وفني في آن واحد.

الفن والكرة: تزاوج الرمزية والهوية

في سياق أوسع، تندرج «بشت الزعامة» ضمن موجة متصاعدة من الأعمال الفنية المرتبطة بالأندية الكبرى، حيث لم تعد الأغنية الرياضية مجرد هتاف موسمي، بل أداة لصناعة الهوية وتعزيز الولاء، واستثمار الرموز الثقافية (مثل «البشت» بوصفه دلالة على الوقار والقيادة) لإعادة تأطير النجاح الرياضي في قالب اجتماعي وثقافي.

بهذا المعنى، لا تُقدَّم الأغنية كعمل فني منفصل، بل كجزء من منظومة رمزية تُحيط بنادي الهلال، وتُسهم في توسيع حضوره خارج الملعب، نحو المجال الفني والإعلامي.