يتحضر المنتخب المغربي لأهم مواجهة في تاريخه الكروي – حتى الآن – بدخوله للمرة الأولى في تصفيات المربع الذهبي لكأس العالم بكرة القدم، حيث سيواجه منتخب الديوك الفرنسي، المرشح الأبرز لحمل الكأس، وحامل اللقب في الدورة الماضية.
في نفس السياق، غاب نايف أكرد عن تدريبات المنتخب المغربي، اليوم الثلاثاء، قبل 24 ساعة فقط على موعد مباراة فرنسا في نصف نهائي كأس العالم قطر 2022، فيما سجّل المدافع الآخر رومان سايس حضوره بملعب التدريبات، لكنه اكتفى ببعض التمارين المنفردة، دون التدرب مع المجموعة.
— Zakaria Aboukhlal (@ZAboukhlal) December 13, 2022
وتَأكَّد غياب أكرد عن صفوف المنتخب المغربي في مواجهة فرنسا، غدًا الأربعاء، إثر الإصابة التي تلقاها في مباراة ثُمن النهائي أمام المنتخب الإسباني، وسيغيب أكرد للمباراة الثانية تواليًا، بعدما غاب عن مواجهة البرتغال في ربع النهائي، بقرار من الطاقم الطبي للمنتخب المغربي، الذي أوصى اللاعب بالبقاء بعيدًا عن الملاعب، من أجل التعافي من الإصابة كُلّيًّا.
وتعرّض نجم منتخب “أسود الأطلس” المحترف بنادي وست هام يونايتد الإنكليزي، إلى إصابة في مواجهة إسبانيا في ثمن نهائي كأس العالم FIFA قطر 2022™.
من جهته، تدرّب رومان سايس منفردًا في بداية الحصة التدريبية للمنتخب المغربي، على ملعب “الدحيل”، وهي الحصة الأخيرة قبل ملاقاة المنتخب الفرنسي يوم غدٍ على ملعب “البيت”، في نصف نهائي المونديال، ما يجعل غياب مدافع بشكتاش التركي عن صفوف “الأسود” أمرًا واردًا بقوة، ما قد يخلط حسابات المدرب وليد الركراكي في خط الدفاع.
وخلال نفس المران، اكتفى الثلاثي نصير مزراوي ويوسف النصيري وأشرف حكيمي بالتدرب على الدَّراجة في أول ربع ساعة، من ملعب التدريبات؛ لكن الأمر قد لا يدعو للقلق بالنسبة لحكيمي والنصيري، خاصةً أنهما لا يعانيان من إصابات بليغة، عكس مزراوي الذي غاب عن مواجهة البرتغال بسبب الإصابة، وتبقى الشكوك تحوم حول مشاركته في مباراة الغد.
وفاز منتخب المغرب، بهدف نظيف على البرتغال، في الدور ربع النهائي، ليضرب موعد مع منتخب فرنسا في مباراة نصف النهائي، المقرر لها غدًا الأربعاء في تمام التاسعة مساءً على استاد «البيت».
ويطمح أسود الأطلس المغاربة إلى التهام ديوك فرنسا الذين يدفعون عن اللقب بقوة. كما يلعب في صفوف المنتخب الفرنسي بعض من أهم لاعبي الكرة في العالم، مثل كيليان مبابي (باريس سان جيرمان) واوليفر جيرود (أي سي ميلان) وكانتي (تشيلسي) ونكونكو.
ومن المحتمل أن يعتمد الركراكي على قلبي الدفاع جواد الياميق وأشرف داري في التشكيلة الأساسية أمام فرنسا، خاصةً أن الياميق قدّم مستوى كبيرًا في مواجهة البرتغال، حينما عوّض غياب أكرد، في حين أثبت داري جدارته، بعدما أخذ مكان سايس في نفس المواجهة، وقدّم مردودًا كبيرًا جعل المنتخب المغربي يحافظ على نظافة شباكه أمام نجوم البرتغال.
وعلى صعيد آخر، سيغيب المهاجم وليد شديرة عن صفوف “الأسود” في مواجهة فرنسا بسبب الإيقاف، إثر نيله بطاقتين صفراوين في مباراة البرتغال، وطرده من طرف حكم المباراة، رغم دخوله بديلًا، ما يعني أن المنتخب المغربي سيدخل مواجهة فرنسا منقوصًا من خدمات ثلاثة لاعبين، في حال تأكد غياب سايس عن المواجهة.
ويحتفظون أسود المغرب برصيد ممتاز كذلك من اللاعبين المحترفين، مثل أشرف حكيمي، زميل مبابي في باريس سان جيرمان، ونصير مزراوي مدافع بايرن ميونخ، والحارس المتالق ياسين بونو الذي يلعب لإشبيلية وسفيان إمرابط لاعب فيورنتينا وغيرهم.
ويقول الصحفي الرياضي المغربي وسكرتير تحرير موقع SNRTnews.com، يونس الخراشي، إن العوامل التي يتعين توفرها حتى يحقق المنتخب المغربي إنجازا آخر، بالفوز على فرنسا في نصف النهائي، هي نفسها التي توفرت له من قبل، ووصلت به إلى النصف نهائي.
وشجع الملايين من العرب والأفارقة المنتخب المغربي، الذي أصبح أول فريق عربي وأفريقي يصل إلى نصف نهائي البطولة.
وكان مدرب المنتخب المغربي لكرة القدم، وليد الركراكي، أكد أن “أسود الأطلس” سيواصلون المشوار حتى المباراة النهائية لمونديال قطر 2022، مؤكدا أن “الحلم مجاني ولا أحد بإمكانه منعنا من ذلك”.
وقال الركراكي عقب التأهل التاريخي إلى نصف النهائي على حساب البرتغال: “أعتقد أنني أجبت على سؤال حول إمكانية تتويجنا باللقب العالميأ وقلت وقتها عندما كانت أمامنا 3 أو 4 مباريات لبلوغ النهائي، لم لا. الحلم مجاني، من بإمكانه أن يمنعنا من الحلم! نحن هنا ونخوض مسابقتنا وبلغنا دور الأربعة”.
وأضاف “ليس المنتخبات الأخرى من ستمنحنا كأس العالم، أو أكبر المنتخبات الأوروبية لأنهم يحبون أن تبقى المنافسة بينهم ويكسبون اللقب، ولكن يجب علينا أن نبحث عنها واليوم أعتقد أننا بعثنا رسالة حقيقية بالنظر إلى مشوارنا في البطولة لأننا لم نلعب مع المنتخبات الصغيرة لعبنا فقط ضد المنتخبات الكبيرة”.
وأبلى المنتخب المغربي البلاء الحسن في مشاركته السادسة في النهائيات وبات أول منتخب عربي أفريقي يصل إلى دور الأربعة وعلى حساب منتخبات من العيار الثقيل، بدأها بتعادل مع كرواتيا الوصيفة، وتلاها بفوز على بلجيكا، ثالثة النسخة الاخيرة، 2-صفر، ثم كندا 2-1، إسبانيا (3-صفر بركلات الترجيح، الوقتان الأصلي والإضافي صفر-صفر) والبرتغال 1-صفر.
وفي تعليق مفاجئ بالنظر إلى حجم الإنجاز، تابع الركراكي قائلا “الآن، سأكون قاسيا شيئا ما، وأقول إننا لم نفعل أي شيء حتى الآن، ولكننا على بعد لقاء واحد من المباراة النهائية ويجب أن تكون قويا للفوز علينا. سنرتاح ونرى كيف هي حالتنا البدنية وإذا كنا في مستوانا 100 بالمئة سيكون من الصعب الفوز علينا هذا ما أود قوله إلى الذين سيواجهوننا”.
وأردف قائلا “عندما تلعب في المونديال هناك منتخبات صغيرة وأخرى كبيرة. بالنسبة للصغيرة يجب أن تحلم وتثق في ما ترغب في تحقيقه، وهذا ما قلته للاعبي فريقي خلال الأشهر الثلاثة السابقة التي أمضيتها في الطائرة أسافر من بلد إلى بلد. تحدثت إلى الجميع (حكيم) زياش و(سفيان) أمرابط وغيرهم، وقلت لن نذهب إلى قطر لخوض 3 مباريات فقط، ضعوا ذلك في عقولكم لأنه مهم جدا ورسالتي وصلت إلى الفريق، وإلى بلدي وإلى القارة، ولهذا كرة القدم هي أفضل لعبة في العالم، بإمكانك الإيمان بقدرتك على تحقيق الصعب والحلم، فهذه رسالة كبيرة إلى العالم وأعتقد أن العالم الآن مع المغرب”.
وتابع “كان هذا خطابي منذ البداية. أدخل في عقولهم إنه من الجيد المشاركة في كأس العالم والاحتفال بالتأهل إليها، صحيح أن هناك دائما هذه النظرة السلبية بأننا سنلعب 3 مباريات فقط، ولكن عندما نكون مجتمعين فيما بيننا وينظر بعضنا إلى البعض، فلدينا الجودة ونجوم يلعبون في أفضل الأندية الأوروبية، زياش في تشلسي و(أشرف) حكيمي في باريس سان جرمان، و(نصير) مزراوي في بايرن ميونيخ، و(ياسين) بونو و(يوسف) النصيري في أشبيلية، وبالتالي لدينا فريق يمكنه الفوز بمباريات في كأس العالم”.
وأضاف “يجب أن يكونوا واثقين في مؤهلاتهم وبذل ما في وسعهم وعدم التحسر، كان هذا جنون بالنسبة لهم لكنهم صدقوني نسبيا، وأحيانا نحاول أن نكذب عليهم، ومن هذا المنطلق فهم قادرون على تحقيق هذا النوع من الإنجازات”.
وأصر الركراكي على أن “ما حققناه ليس له علاقة بالصدفة، بل بالعمل الجاد، إنها ثمرة العمل الجاد. كان لدينا أصعب مسار ممكن في البطولة. ثم هناك هذا الجمهور. كانت لدينا طاقة الأفارقة والعالم العربي الذين يرسلون لنا هذه الموجات الإيجابية التي تجعل، في لحظة واحدة، الجميع يرغب في أن يفوز هذا المنتخب”.
وأوضح “إنه إنجاز. لقد دخلنا التاريخ. وضعنا أفريقيا بين أفضل أربعة منتخبات في العالم. إنه فخر كبير بالنسبة لي وبالنسبة للاعبين الرائعين الذين يستحقون أن نتكلم عنهم”.
وتابع “لم أستطع حبس دموعي بعد المباراة، أعتقد انها المرة الأولى التي أبكي فيها في نهاية المباراة، أحاول أن أتحكم في أعصابي، لأنه يتعين علي أن أكون مثالا وأظهر أننا أقوياء وأنا المدرب، ولكن في إحدى الفترات عندما تقود منتخب بلادك إلى نصف نهائي كأس العالم أعتقد انه لا يمكنك أن تتحكم بذلك. سأكذب عليكم إذا قلت أننا كنا نؤمن بهذا الإنجاز ولكننا وضعنا كل السبل من أجل ذلك وبذلنا كل ما في وسعنا ونجحنا في ذلك، من شدة الفرحة انهمرت الدموع بمفردها”.
وختم “علينا أن نتعافى بسرعة لاننا قمنا بعمل كبير حتى نصل الى هذا الدور ولأنه ينتظرنا منتخب من العيار الثقيل، ولكن عندما تريد أن تفوز بكأس العالم عليك أن تكون جاهزا للعب أمام أي منتخب”.
مدرب المنتخب الفرنسي ديشان: سأجد حلاً لصلابة دفاع “أسود المغرب” في مواجهة نصف نهائي المونديال