غانا تجمد علاقاتها مع “بوليساريو”: نجاح دبلوماسي جديد للمغرب يعزز مشروع الحكم الذاتي

0
87

في خطوة دبلوماسية بارزة، أعلنت جمهورية غانا تعليق علاقاتها مع جبهة “بوليساريو” الانفصالية، في موقف يعكس التحولات الجيوسياسية في القارة الأفريقية تجاه قضية الصحراء المغربية. القرار، الذي يأتي ضمن وثيقة رسمية صادرة عن وزارة الشؤون الخارجية في غانا، يعزز جهود المغرب لدعم مقترح الحكم الذاتي كحل عادل ومستدام للنزاع.

قرار غانا: ضربة موجعة للانفصاليين والجزائر

هذا القرار، الذي يُعد تحولًا كبيرًا في موقف إحدى الدول المحورية في القارة الأفريقية، يمثل ضربة قوية لجبهة “بوليساريو” وللدبلوماسية الجزائرية التي لطالما سعت لدعم المشروع الانفصالي. الجزائر، التي أرسلت وزير خارجيتها أحمد عطاف في جولة أفريقية شملت غانا في أغسطس الماضي، تلقت صفعة دبلوماسية بعد أن فشلت جهودها في كسب الدعم لصالح “بوليساريو”.

غانا، التي اعترفت بالجبهة الانفصالية عام 1979، كانت من الدول البارزة في المحور الأنجلوساكسوني الأفريقي الداعم لـ”بوليساريو”. لكن هذا الموقف الجديد يعكس نجاح دبلوماسية العاهل المغربي الملك محمد السادس في تحقيق اختراقات مهمة في القارة السمراء.

الأبعاد الاستراتيجية للقرار

غانا أكدت عبر وثيقتها الرسمية أنها ستُبلغ المملكة المغربية، والاتحاد الأفريقي، ومنظمة الأمم المتحدة بموقفها الجديد عبر القنوات الدبلوماسية. كما شددت على دعمها “للجهود الصادقة التي تبذلها المملكة المغربية من أجل التوصل إلى حل مقبول من جميع الأطراف”، في إشارة إلى مبادرة الحكم الذاتي.

هذا القرار لا يمكن قراءته بمعزل عن التطورات الأوسع نطاقًا في القارة الأفريقية، حيث ألغت غانا مؤخرًا متطلبات التأشيرة لمواطني الدول الأفريقية، بما في ذلك المغرب، بدءًا من نهاية 2024. هذه المبادرة تعكس جهود غانا لتعزيز منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، وقد تكون بوابة لتعزيز العلاقات الثنائية مع المغرب في مختلف المجالات.

الدبلوماسية المغربية: انتصارات متتالية

شهدت قضية الصحراء المغربية تحولات كبيرة في مواقف الدول الأفريقية، حيث قامت 46 دولة، من بينها 13 دولة أفريقية، بقطع أو تعليق علاقاتها مع “بوليساريو” منذ عام 2000.

غانا ليست استثناءً في هذا السياق؛ فالعلاقات بين البلدين شهدت طفرة منذ عودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقي عام 2017. زيارة الملك محمد السادس إلى العاصمة أكرا في نفس العام كانت علامة فارقة، حيث تم توقيع 25 اتفاقية ثنائية شملت مجالات عدة، من الاستثمار إلى الطاقات المتجددة.

أسئلة تثيرها التحولات الجديدة

  1. ما مدى تأثير هذا القرار على مواقف الدول الأفريقية الأخرى؟
    تعليق غانا لعلاقاتها مع “بوليساريو” قد يشجع دولًا أخرى، خاصة في المحور الأنجلوساكسوني، على إعادة النظر في مواقفها من النزاع.

  2. كيف ستتعامل الجزائر مع هذه الانتكاسة؟
    بالنظر إلى استثمار الجزائر الكبير في دعم “بوليساريو”، يبدو أن عليها إعادة تقييم استراتيجيتها الدبلوماسية، خاصة في القارة الأفريقية.

  3. هل سنشهد تسريعًا لجهود المغرب لتوطيد مبادرة الحكم الذاتي؟
    في ظل الدعم المتزايد للمقترح المغربي، قد يصبح الحكم الذاتي الحل الأكثر قبولًا على المستوى الدولي.

انعكاسات القرار على العلاقات المغربية-الغانية

مع إعلان غانا إلغاء متطلبات التأشيرة، من المتوقع أن تزداد العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية بين البلدين زخمًا. المستثمرون المغاربة سيجدون في غانا بوابة استراتيجية لتعزيز وجودهم في أسواق غرب أفريقيا، بينما يمكن أن تستفيد غانا من التجربة المغربية في مجالات الزراعة، الصناعة، والطاقات المتجددة.

خاتمة: نحو مغرب موحد بمساندة أفريقية

قرار غانا يمثل خطوة إضافية نحو تعزيز مكانة المغرب في القارة الأفريقية وإرساء دعائم مشروع الحكم الذاتي. ومع تزايد عدد الدول التي تسحب اعترافها بـ”بوليساريو”، يبدو أن الرباط تقترب من تحقيق هدفها الأسمى: مغرب موحد يحظى بدعم قاري ودولي قوي.