غموض يحيط بنتائج هجوم خان يونس ومحاولة اغتيال قائد القسام وسط مجزرة أدت إلى مقتل أكثر من 300 شهيد

0
231

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، السبت، ارتفاع عدد ضحايا المجزرة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس (جنوب) إلى 71 فلسطينياً، وإصابة 289 آخرين.

وأوضحت الوزارة في بيان لها أن “حصيلة مجزرة الاحتلال البشعة بحق المواطنين والنازحين في منطقة مواصي خان يونس وصلت لأكثر من 71 شهيداً و289 إصابة، بينها حالات خطيرة”. وأشارت الوزارة إلى أن الطواقم الطبية “ما زالت تتعامل مع الحالات حتى اللحظة”.

وكانت الوزارة قد أعلنت سابقاً، في محصلة أولية، عن “سقوط 20 شهيداً وإصابة 90 آخرين في المجزرة الكبيرة التي ارتكبها الجيش في خان يونس”.

وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن أكثر من 100 فلسطيني سقطوا بين قتيل وجريح جراء “المجزرة الكبيرة” التي ارتكبها الجيش في المواصي. وأشار المكتب إلى عدم وجود “مستشفيات تستطيع استقبال هذا العدد الكبير من الشهداء والجرحى، بالتزامن مع تدمير الاحتلال للمنظومة الصحية في قطاع غزة”.

تستمر عمليات الإنقاذ وانتشال الشهداء والجرحى في المكان المستهدف بالمواصي، المكتظة بالنازحين الفلسطينيين الذين توجهوا إليها خلال أشهر الحرب بناء على مطالب الجيش بذلك بادعائه أنها “إنسانية”.

وادعى الإعلام الإسرائيلي أن هذه الغارات استهدفت القائد العام لكتائب “القسام” محمد الضيف، دون وجود تصريح رسمي بذلك. ولم يصدر عن كتائب “القسام” أو المستوى السياسي من حركة “حماس” أي تعقيب حول الادعاء الإسرائيلي حتى الساعة 10:27 ت.غ.

وفي سياق متصل ، قالت حركة حماس في بيان: “ما يعلنه الاحتلال حول استهداف قيادات من حماس هو ادعاء كاذب”. وأضافت: “هذه ليست المرة الأولى التي يدّعي فيها الاحتلال استهداف قيادات فلسطينية، ويتبين كذبه لاحقاً. هذه الادعاءات تأتي للتغطية على حجم المجزرة المروعة التي ارتكبها اليوم في منطقة ادعى أنها آمنة للنازحين”.

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أعلن استهداف القائد العام لكتائب القسام، محمد الضيف، في المجزرة التي وقعت في منطقة المواصي قرب خان يونس جنوبي قطاع غزة صباح اليوم السبت.

وقالت صحيفة “يسرائيل هيوم” إن “الهدف من الهجوم على مجمع خيام مؤقت بالقرب من خان يونس كان محمد الضيف”.

وزعمت الصحيفة أن رافع سلامة، قائد لواء خان يونس بكتائب القسام، كان برفقة محمد الضيف عند استهدافه في الهجوم، قائلة: “في إسرائيل يقدّرون وجود احتمال كبير لإصابة الضيف في الهجوم، لكنهم ينتظرون النتائج النهائية”.

من جهتها، أفادت القناة “12” العبرية أن “الهجوم غير المعتاد في خان يونس هو محاولة لاغتيال محمد الضيف”. وزعمت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الهجوم استهدف “شخصية مهمة” في حماس، دون تحديد هويتها، وأن نتائج الهجوم لا تزال غير معلومة.

فيما ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن “شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) والقوات الجوية تحققان في نتائج الهجوم على منطقة المواصي، التي تُعد ملجأ للنازحين بالقرب من خان يونس”.

وأضافت الصحيفة أن “شعبة الاستخبارات والقوات الجوية تقدّران في هذه المرحلة أن محمد الضيف قد أُصيب بجروح خطيرة للغاية، لكن لم يتم التأكد بعد من مقتله”.

وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان أن “نتنياهو يعتزم عقد محادثات أمنية خلال اليوم بعد الضربة التي استهدفت الضيف”.

ووصف القيادي في حماس، سامي أبو زهري، تقرير إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي حول استهداف قائد الجناح العسكري للحركة محمد الضيف بأنه “كلام فارغ”. وأضاف أبو زهري لوكالة “رويترز”: “جميع شهداء المجزرة مدنيون، وما يحدث هو تصعيد خطير لحرب الإبادة بدعم أمريكي وصمت عالمي. هذه رسالة من الاحتلال بأنه غير معني بأي اتفاق”.

وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، السبت، عن مقتل وإصابة 100 شخص في “مجزرة كبيرة” ارتكبها الجيش الإسرائيلي في منطقة المواصي، التي كان قد صنّفها بنفسه كمنطقة “آمنة”.

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني بغزة، محمود بصل، لوكالة الأناضول: “المنطقة التي قصفها الجيش الإسرائيلي تتكدس فيها خيام عشرات الآلاف من النازحين الفلسطينيين، وغالبية الضحايا من الأطفال والنساء”.

منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على غزة بدعم أمريكي، خلّفت أكثر من 126 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.

تواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية، وتحسين الوضع الإنساني الكارثي في غزة.