مدريد – أفادت شركة المطارات والملاحة الجوية الإسبانية AENA عن فاتورة استخدام الطائرة الطبية الخاصة التابعة للشركة الفرنسية Airlec Air Space لمطار بامبلونا في شمال إسبانيا، وذلك إجابة على استفسار قدمته صحيفة ABC للحصول على المعلومات المالية بخصوص رحلة عودة إبراهيم غالي زعيم ما يسمى بجبهة البوليساريو، وكانت المفاجأة هي أن القيمة الإجمالية هي 489,86 أورو فقط رغم أن الخدمات كانت خارج أوقات العمل العادية.
وتكشف الفاتورة أن الطائرة التي استأجرتها الدولة الجزائرية من أجل نقل غالي إلى أراضيها استخدمت مطار بامبلونا لمدة 62 دقيقة، بعدما هبطت على أراضيه يوم 1 يونيو/حزيران من العام الجاري على الساعة العاشرة و21 دقيقة مساء وغادرته في الحادية عشرة و23 دقيقة، واحتسبت شركة المطارات الإسبانية المذكورة، وهي مؤسسة عمومية، 3 خدمات لفائدة الطائرة، أغلاها هي مدة استخدام مدرج المطار بقيمة 432 أورو، بالإضافة إلى 2,56 أورو لخدمة أحوال الطقس والحركة الجوية و54,85 أورو للمساعدة التقنية في عمليتي الهبوط والإقلاع.
ولم تشمل الفاتورة بعض الخدمات الأخرى، على غرار استخدام سيارة الإسعاف التي نُقل ” إبراهيم غالي” على متنها لمرافق المطار، ما يعني أن الجهة التي تكفلت بذلك هي الحكومة الإسبانية، وهو أمر لا زال إلى الآن يثير العديد من الانتقادات على اعتبار أن الحكومة الإسبانية أنفقت من المال العام على غالي، ويمكن أن تزيد فاتورة المطار الأمر سوءا، كون أن التكلفة التي أدتها الجزائر جد “تفضيلية” وغير معتادة.
وكانت الحكومة الإسبانية قد طلبت من غالي مغادرة أراضيها مباشرة بعد الاستماع له من طرف المحكمة الوطنية العليا في مدريد بخصوص الاتهامات الموجهة له حول ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، رغم أنه أدلى بإفادته من داخل مستشفى “سان بيدرو” في مدينة لوغرونيو بسبب وضعه الصحي، وكانت إسبانيا تريد حينها إنهاء وجوده على أراضيها بسبب الأزمة الدبلوماسية مع المغرب التي تسبب فيها قرار استقباله.
وكانت تقديرات سابقة أشارت إلى أن التوتر الأخير بين الرباط ومدريد على خلفية مواقف الأخيرة المعادية لسيادة المغرب على صحرائه واستضافتها سرا زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية إبراهيم غالي المتهم بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ثم السماح له بمغادرة التراب الاسباني دون محاكمته، سترتد أزمة في علاقات الشراكة بين البلدين الجارين.
وأوضحت الخارجية المغربية كذلك أن الأزمة مع مدريد أعمق من مجرد استقبالها لغالي سرا أو أزمة سبتة، مشيرة إلى أن الأمر يتعلق بسياسات عدائية وسلوك نسف مبدأ مهما في العلاقات بين البلدين وهو الثقة.
وانتقد المغرب إسبانيا لاستضافتها سرا إبراهيم غالي الذي عاد إلى الجزائر مطلع الشهر الجاري بعدما قضى أكثر من شهر في مستشفى إسباني وهو ما أثار أزمة دبلوماسية بين البلدين.
وقالت الحكومة الإسبانية إن غالي الذي كان يعاني من إصابة شديدة بمرض كوفيد-19، دخل المستشفى في أبريل/نيسان لاعتبارات إنسانية.
وأثارت موافقة إسبانيا على دخول غالي مستشفى في مدينة لوجرونو بشمالها بأوراق جزائرية ودون إبلاغ الرباط غضب المغرب.