فرقة إسرائيلية تستضيف خمسة موسيقيين مغاربة لمدة سنة

0
300

قالت صحفية إسرائيلية ، أن الأوركسترا الأندلسية الإسرائيلية في أشدود، استقبلت خمسة موسيقيين مغاربة وسيقضون عاما كاملا برفقة الفرقة، على الرغم من القيود التي يفرضها تفشي وباء كورونا، وستبدأ الفرقة جولتها اليوم الأربعاء، خلال الأشهر المنصرمة.

وذكرت صحيفة “جيروزاليم بوست “أن “الموسيقيين المغاربة سيقضون في إسرائيل رفقة الفرقة عاما كاملا، من أجل تقديم خبرتهم الفنية للأوركسترا وإثراء التعليم الموسيقي للأعضاء، وخاصة الأصغر سنا منهم”.

وتشمل الأوركسترا الأندلسية الإسرائيلية التي تضم حوالي 40 موسيقيا، مغاربة يعزفون على آلات مختلفة، وهم عبد الله أملي وهشام عيار وهشام مرجان ومحمد شفاري وعبد الفتاح العثماني. 




وفي السياق قال المدير العام للأوركسترا يعقوب بن سيمون “كنت أحلم منذ مدة، باستقطاب موسيقيين مغاربة على دراية بالموسيقى الأندلسية الكلاسيكية. ليس لدينا هنا أي تدريب في هذا المجال”. مشيرا إلى أن “هناك جيل من الموسيقيين جاء من المغرب والجزائر وهم الآن مسنون، أو أن العديد منهم قد توفوا”. الهدف وراء الفكرة، أن يقوم أملي والموسيقيون المغاربة الآخرون بنقل معرفتهم بالموسيقي المحلية إلى أعضاء الأوركسترا التي تتخذ من أشدود (جنوب إسرائيل) مركزا لها.

ومن جهته قال عبد الله أملي أنه سمع بهذه الأوركسترا “لأول مرة، في الصويرة عام 2017”. والتقى هشام مرجان بالمجموعة الإسرائيلية بطريقة مماثلة، وسمع الآخرون عنها عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو التلفاز أو الأصدقاء.

وسبق لهشام عيار أن عزز صفوف الأوركسترا الأندلسية الإسرائيلية في سلسلة من الحفلات الموسيقية في إسرائيل في 2018-2019. 

تعتبر”الأوركسترا الأندلسية الإسرائيلية” مشروع لتكريم تراث المهاجرين ذو الأصول المغربية، تم تشكيلها في أشدود في ديسمبر 1987 ، كمبادرة مشتركة للمغني الليتورجي والقائد الكلاسيكي موتي مالكا و رئيس البلدية آنذاك أرييه أزولاي ، وكلاهما من أصل مغربي. أصبحت الأوركسترا الأندلسية الإسرائيلية ، التي تمولها بلدية أشدود ووزارة الثقافة ، رمزًا موسيقيًا وثقافيًا إسرائيليًا ، وتقوم بجولة في إسرائيل والولايات المتحدة والدول الأوروبية.

تتكون الأوركسترا من حوالي 40 موسيقيًا وشاعرًا غنائيًا بشكل رئيسي من تونسي ، مغربي و روسي أصول تقليدية السيفارديم يهودي – العربية و الموسيقى الأندلسية والشعر ، وتجمع بين الآلات العربية الكلاسيكية والأندلسية والأوروبية. المدير الفني للأوركسترا وقائدها الرئيسي هو سيفان البو بن هور.

ويعود تاريخ تواجد اليهود بالمغرب، وفق تقديرات، إلى أكثر من 2000 عام. ويضم المغرب، اليوم، أكبر تجمع لليهود في شمال إفريقيا بما يتراوح بين 2000 و3000 شخص. وقد كان هذا العدد يفوق ربع مليون في أربعينيات القرن الماضي. ومنذ نهاية الأربعينات بدأت العائلات اليهودية بالهجرة إما صوب إسرائيل التي تضم اليوم نحو مليون يهودي مغربي، أو إلى أوربا وأمريكا الشمالية.

وعلى عكس الجماعات اليهودية التي عاشت في الشرق، فإن يهود المغرب لم تسقط عنهم الجنسية المغربية، كما تجمعهم صلات “وجدانية وثيقة” بالمملكة.

وبحسب أوندريه كوميل أحد مؤسسي جمعية الذاكرة اليهودية المغربية، فإن سبب تعلق اليهود المغاربة بما يصفه “الوطن الأم” تتقاطع فيه عوامل تاريخية ودينية ووجدانية، وهو ما يفسر بحسب المتحدث، كيف يحافظ المغاربة اليهود في إسرائيل، خاصة، وفي جميع أنحاء العالم، على التراث اليهودي المغربي، المتمثل أساسا في نمط عيش يتماهى مع مجموعة من التفاصيل المستمدة من الهوية والثقافة المغربيتين كالتحدث بالدارجة المغربية والطبخ والأزياء والموسيقى وحفلات الزفاف إضافة إلى نمط الهندسة المعمارية.

وابتداء من الأربعينات بدأت هجرة اليهود من المغرب، حيث انتقل جزء كبير منهم إلى الشرق الأوسط مع الإعلان عن قيام دولة إسرائيل، ويروي كوميل أن جزءا كبيرا من هؤلاء اليهود تعرضوا للتهميش على حساب نظرائهم القادمين من أوربا.

وقد ولد هذا الوضع إحساسا بـ”الحنين الدائم” إلى المغرب تم توريثه للأبناء والأحفاد، وهو ما يفسر ما يصفه المتحدث بالارتباط الوجداني لدى المغاربة اليهود في إسرائيل بكل ما هو مغربي.

من جهته يشير محمد حاتمي أستاذ التاريخ بجامعة فاس وباحث مهتم بتاريخ الجماعات اليهودية المغربية أن اليهود كانوا يساهمون بشكل كبير في تنشيط الدورة الاقتصادية من خلال التجارة وهو ما جعلهم مقربين من السلاطين.

وفي غوصه في خبايا التاريخ، يذكر الأستاذ الباحث أن الاقتصاد المغربي بدأ منذ القرن السادس عشر يرتبط بالخارج وقد كان اليهود يؤمنون الجزء الأكبر من اقتصاد البلاد مع الخارج، وذلك عبر اشتغالهم بالمرافئ.

وتشير كتب التاريخ إلى عبارة “تجار السلطان” عند الحديث عن عائلات يهودية كانت تمارس التجارة عبر المحيط الأطلسي انطلاقا من مدينة الصويرة، وتكشف التسمية عمق العلاقة التي جمعت هذه العائلات بالسلاطين المغاربة منذ نهاية القرن الثامن عشر.

 

 

 

 

وزير الصحة : لدينا مخزون استراتيجي من أدوية علاج أعراض كورونا يكفي 32 شهراً