فرنسا تبدي اهتماماً بالاستثمار في الصحراء المغربية.. باريس في اتجاه إنهاء ترددها في الاعتراف بمغربية الصحراء

0
531

أكد وزير الخارجية الفرنسية ريستر أن باريس والرباط تجمعهما شراكة فريدة قائمة على رابط “استثنائي”.

الرباط – أعرب وزير التجارة الخارجية الفرنسي فرانك ريستر عن استعداد بلاده للاستثمار إلى جانب الرباط في الصحراء المغربية بعد أن ظلت في السنوات الأخيرة غائبة لاعتبارات سياسية وأخرى اقتصادية ، وذلك في مستهل زيارة للمغرب.

وهذا الإعلان هو أحدث إشارة ايجابية تطلقها فرنسا ليس في سياق تصحيح مسار العلاقات الثنائية فحسب بل أيضا في اتجاه إنهاء باريس ترددها في الاعتراف بمغربية الصحراء وقد أكدت سابقا على لسان عدد من كبار المسؤولين دعمها لمقترح المغرب للحكم الذاتي حلا واقعيا وحيا وأساسا لإنهاء النزاع المفتعل في الصحراء المغربية.

وتأتي تصريحات الوزير الفرنسي بينما بدأت بلاده خطوات عملية لتحسين العلاقات مع المملكة بعد توترات بسبب أزمة التأشيرات وحملة تعرض لها المغرب في المؤسسات الأوروبية قادها لوبي معادي لمصالح المملكة.

وحصلت الشركتان الفرنسيتان “بي بي آي فرانس” و”بروباركو”، على موافقة وزارة الخارجية الفرنسية لتوسيع استثماراتها بالصحراء المغربية فيما أكد لويك جايجيرت هوبر، المدير الإقليمي لشركة “إنجي شمال أفريقيا” أن تمويل مشاريع بجهة العيون الساقية الحمراء والداخلة – وادي الذهب، يعتبر إنجازا تاريخيا”.

وقال في تغريدة له على منصة إكس “أن تعزيز الاستثمارات من طرف الشركتين الماليتين الفرنسيتين بي بي آي فرانس وبروباركو يعد نقطة تحول حاسمة في العلاقات بين فرنسا والمغرب وستفتح عهدا جديدا من التعاون من أجل تنمية الصحراء المغربية”.

وقال ريستر الذي بدأ الخميس زيارة للمغرب تستغرق يومين، للصحافيين في غرفة التجارة والصناعة الفرنسية في الدار البيضاء “علينا أن نتأكد من أننا نعمل معا، لدينا مصالح مشتركة”، مضيفا أنه يرغب في العمل “على إنعاش العلاقة”.

وفي معرض تذكيره بالزيارة التي قام بها وزير الخارجية ستيفان سيجورنيه إلى الرباط نهاية فبراير/شباط والتي تهدف إلى تعزيز العلاقات بعد سلسلة من الأزمات الدبلوماسية، أشاد ريستر مجددا بـ”جهود المغرب على صعيد الاستثمارات في الصحراء”.

كما أعلن أن فرنسا “مستعدة لدعم هذه الجهود”، مشيرا إلى أن شركة “بروباركو” التابعة لوكالة التنمية الفرنسية والمخصصة للقطاع الخاص، يمكن أن تساهم في تمويل خط الجهد العالي بين مدينتي الداخلة (جنوب الصحراء المغربية) والدار البيضاء.

وفرنسا هي المستثمر الأجنبي الأول في المغرب وبلغت المبادلات التجارية بينهما مستوى قياسيا عند 14 مليار يورو في عام 2023.

وفي الرباط، التقى ريستر مع وزير الصناعة والتجارة رياض مزّور والوزير المنتدب المكلف بالاستثمار محسن الجزولي.

وأمس الخميس أكد نائب المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، أن المغرب وفرنسا تجمعهما “شراكة فريدة” قائمة على “رابط استثنائي”، تجددها أجندة سياسية، موضحا خلال لقائه الصحفي الأسبوعي أن “الزيارة الأولى لوزير أوروبا والشؤون الخارجية ستيفان سيجورنيه، ستشكل نقطة انطلاق لزيارات أخرى”.

كما أشار إلى أن زيارة فرانك ريستر تندرج في إطار هذه السلسلة من الزيارات لإحياء الشراكة الفريدة التي تجمع بين فرنسا والمغرب القائمة على رابط استثنائي بين بلدينا والتي تتجدد بأجندة سياسية تتيح لنا اليوم استشراف الثلاثين سنة القادمة مع خارطة طريق طموحة”.

وقال كذلك إن “زيارة ريستر إلى المغرب، تساهم بشكل كامل في هذا المنطق وهذه الحركية، باعتباره مسؤولا عن الجاذبية والتجارة الخارجية”، مضيفا أن الزيارة “تندرج كذلك بشكل كامل في إطار خارطة الطريق التي وضعها ولهذا السبب يزور المغرب. هذا لا يستبعد بأي حال من الأحوال إمكانية القيام بزيارات وزارية أخرى مستقبلا في إطار هذه الشراكة الإستراتيجية المتجددة”.

وأمس الخميس شكل تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين المغرب وفرنسا محور مباحثات جرت بالرباط بين وزير الصناعة والتجارة رياض مزور والوزير المنتدب المكلف بالتجارة الخارجية والجاذبية والفرنكوفونية والفرنسيين بالخارج، فرانك ريستر.

الاتحاد الأوروبي “الشراكة القائمة بين المغرب والاتحاد الأوروبي أكثر أهمية من أي وقت مضى” و فوق كل اعتبار

وبحسب مصادر مغربية ناقش الوزيران عدة ملفات من بينها تقاسم الخبرات من أجل استراتيجيات مشتركة لمواجهة التحديات التجارية.

وقال رياض مزور، إن اللقاء مع فرانك ريستر يندرج في سياق محادثات تستهدف استكشاف العملية التجارية بالنسبة للمقاولين المغاربة والفرنسيين وتسهيل ولوج المنتجات المتبادلة أو الخاصة للبلدين إلى الأسواق الأوروبية والإفريقية والعالمية.

وشدد على ضرورة إيجاد آليات ملائمة من شأنها أن تعزز تحسين العلاقات الفرنسية المغربية وهي علاقات متوازنة ومهمة وتتوافر على كل المقومات التنموية الواعدة.

وأوضح  رياض مزّور أن فرنسا هي ثاني شريك تجاري للمغرب في إطار علاقة تجارية متوازنة، حيث تستفيد المملكة منذ سنة 2017 من فائض تجاري.

وتحدث الوزير الفرنسي في المقابل عن مجالات التعاون بين المغرب وفرنسا وضرورة تنويعها وتوسيعها، مشددا على ضرورة تطوير شراكات عميقة بين البلدين من أجل الاستجابة للتحديات المشتركة على غرار الانتقال الاقتصادي وإزالة الكربون والانتقال الرقمي.

وبحسب المصادر ذاتها، حث ريستر على “تسريع عملية إضفاء الطابع الإقليمي على سلاسل القيمة وإبرازها بإفريقيا، من خلال أجندة مشتركة طموحة عبر الالتقاء بين الفاعلين الاقتصاديين لا سيما في قطاعات صناعة الطيران والسيارات والنقل السككي والمدن المستدامة والطاقات المتجددة والرقمنة”.

وكانت باريس قد وافقت على انخراط الشركات الفرنسية في الاستثمار في الأقاليم الجنوبية للصحراء المغربية، حيث حصلت شركتان فرنسيتان هما ‘بي بي آي فرانس’ و’بروباركو’ على موافقة رسمية لتوسيع استثماراتهما بالصحراء المغربية.

 وأكد المدير الإقليمي لشركة ‘إنجي شمال أفريقيا’، لويك جايجيرت هوبر أن تمويل مشاريع بجهة العيون الساقية الحمراء والداخلة – وادي الذهب، يعتبر إنجازا تاريخيا”، مضيفا في تغريدة على حسابه بمنصة اكس (تويتر سابقا) أن تعزيز الاستثمارات من طرف الشركتين الماليتين الفرنسيتين (بي بي آي فرانس وبروباركو) يعد نقطة تحول حاسمة في العلاقات بين فرنسا والمغرب وستفتح عهدا جديدا من التعاون من أجل تنمية الصحراء المغربية.