“فرنسا تُبرز خريطة المغرب الكاملة وتُدعم سيادة المملكة على الصحراء: تغييرات ملموسة في الموقف الفرنسي والتزام جديد”

0
770

في خطوة تعكس تحولاً بارزاً في الموقف الفرنسي تجاه نزاع الصحراء، بدأت وسائل الإعلام الفرنسية العمومية في اعتماد خريطة المغرب كاملة، بما في ذلك الأقاليم الصحراوية، لتشمل جميع التراب الوطني للمملكة.

تأتي هذه الخطوة عقب الرسالة التي بعث بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الملك محمد السادس، والتي أعلن من خلالها دعم بلاده للسيادة المغربية على الصحراء، وبدء تنفيذ هذا الموقف على الصعيدين الداخلي والدولي.

القناة الفرنسية الخامسة (France 5)، التي هي جزء من مجموعة قنوات France Télévisions المملوكة بالكامل للدولة الفرنسية، عرضت خريطة المغرب كاملة في برامجها. هذا التحول يأتي بعد سنوات من استخدام خريطة تميّز الأقاليم الجنوبية عن باقي التراب المغربي، مما أثار تساؤلات حول ارتباط هذه الخطوة بتغيير السياسة الفرنسية تجاه ملف الصحراء.

التحليل:

  1. التزام سياسي: تعكس هذه الخطوة التزام فرنسا الثابت بموقفها الداعم للمغرب في نزاع الصحراء، كما أوضح الرئيس ماكرون في رسالته. التأكيد على أن “الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية” هو الإطار المناسب لحل النزاع يبرز التزام فرنسا بدعم المبادرة المغربية التي طرحت في 2007. يشير هذا التوجه إلى تطابق الموقف الفرنسي مع المواقف الدولية الرئيسية، بما في ذلك قرارات مجلس الأمن.

  2. تأثير الرسالة الرئاسية: الرسالة التي بعث بها ماكرون جاءت في وقت حساس، حيث تزامنت مع ذكرى عيد العرش الخامسة والعشرين، مما يعزز من رمزية التزام فرنسا بالسيادة المغربية. هذا التوقيت لا يعكس فقط دعم فرنسا للموقف المغربي، بل يُشير أيضاً إلى رغبة فرنسا في تعزيز علاقاتها الاستراتيجية مع المغرب.

  3. التغييرات في الإعلام الفرنسي: تبني خريطة المغرب كاملة على قناة عمومية يعكس تحولاً في السياسات الإعلامية الفرنسية، ويُظهر استعداد فرنسا لتعديل مواقفها الإعلامية وفقاً للسياسات الرسمية الجديدة. يُعتبر هذا التحول مهمًا لأنه قد ينعكس في سياسات إعلامية أخرى ويُساهم في تعزيز الاعتراف الدولي بموقف فرنسا تجاه الصحراء.

  4. التأثير على العلاقات الدولية: إن دعم فرنسا للسيادة المغربية على الصحراء يأتي في إطار سعيها لتحقيق توافق مع موقف المغرب، وقد يؤثر بشكل كبير على العلاقات الدولية المتعلقة بالنزاع. فرنسا، كداعم رئيسي للمبادرة المغربية، قد تلعب دوراً محورياً في دفع جهود السلام والاعتراف الدولي بمبادرة الحكم الذاتي.

الخلاصة:

تُظهر هذه التطورات كيف أن الموقف الفرنسي تجاه نزاع الصحراء يتجه نحو تعزيز الدعم الكامل للسيادة المغربية، في ظل تغييرات ملموسة في السياسات الإعلامية والرسمية. يتضح أن فرنسا تسعى لتوحيد موقفها على المستويين الداخلي والدولي، مما قد يساهم في تعزيز جهود حل النزاع ودعم الاستقرار الإقليمي في المنطقة.