فشل وزارة التربية والتعليم الأولي والرياضة يستدعي "ايجاد هيكل اداري جديد".. ارتفاع الهدر المدرسي في كل المستويات وتوقع تكرار ربع تلاميذ الإعدادي هذا الموسم

0
170

كان لا بد لي من آن اعرض لحالة التخبط، والتردد، وعدم القدرة على اتخاذ القرار الذي تغرق في اتونه وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة ، المثل المغربي ( ما قدوش فيل زادوه فيلة )، وذلك من واقع مشاهداتي اليومية عن قرب، وهو ما جعلها عنوانا للفشل الذريع في هذا البلد  الأمين، وعدم القدرة على العطاء، وحتى التراجع عن الانجازات الكبيرة التي حققها جيل الرواد اؤلئك الذين بنوا صروح العلم والمعرفة في هذه المملكة الشريفة، وهي وزارة يتضاؤل أداؤها الى درجة ان مخرجات العملية التعليمية باتت بهذا المستوى الذي يتراءى عيانا في السلوكيات المدرسية والجامعية ، والتي أسفرت عن استعادة روح الغزوة، والخروج على وحدة ووئام المجتمع المغربي، وتكونت الشلل، والعصابات في التكوين الاجتماعي المغربي.

كشفت وزارة التربية الوطنية عرض قدمته حول مشروع ميزانية 2023 ، اليوم الأربعاء، أمام مجلس النواب (الغرفة الأولى) عن ارتفاع نسبة الهدر المدرسي برسم الموسم الدراسي 2022 – 2023، بمختلف المستويات الدراسية.

وتوقعت الوزارة أن ترتفع نسبة الانقطاع عن الدراسة في المستوى الإعدادي إلى 8.8 في المئة خلال الموسم الجاري، مقارنة بـ7,2 في المئة خلال الموسم المنصرم.

كما تتوقع ارتفاع الهدر بالمستوى الابتدائي هذا الموسم إلى 1,5 في المئة، مقابل 1,4 في المئة الموسم المنصرم، إضافة إلى ارتفاع نسبة الانقطاع بالثانوي التأهيلي إلى 5,6 في المئة، مقابل 4,8 في المئة.

كما رصد العرض ارتفاع نسبة التكرار في الموسم المنقضي، حيث تضاعفت في الإعدادي من 11,5 في المئة في موسم (20/21) إلى 24.9 في المئة (ربع التلاميذ) الموسم الماضي، وهي النسبة التي تتوقع الوزارة أن تستقر هذا الموسم في 24 في المئة.

كما كشفت أرقام التربية الوطنية ارتفاع التكرار في التأهيلي من 8,2 في المئة إلى 10,2 في المئة الموسم الماضي، وتتوقع أن تستمر في الارتفاع لتصل هذا الموسم إلى 12 في المئة.

وفي المستوى الابتدائي بلغت نسبة التكرار 9,6 في المئة الموسم الماضي مقارنة بالموسم الذي قبله حيث بلغت 5,6 في المئة، وتتوقع الوزارة أن تتراجع نسبة التكرار هذا الموسم إلى 8 في المئة.

كما أكدت أرقام الوزارة استمرار نسبة الاكتظاظ، والتي تبلغ هذا الموسم 12,5 في المئة بالإعدادي، و10 في المئة بالتأهيلي، و5 في المئة بالابتدائي.

وبخصوص الموارد البشرية لسنة 2023، كشفت الوزارة أنها تبلغ 20 ألفا و344 منصبا، 20 ألفا منها تخص “المتعاقدين”، بين هيئة التدريس أطر الدعم، و344 منصبا لأطر التبريز.

وبذلك لا بد من تحريك رواكد هذه الوزارة ، وايجاد هيكل اداري جديد يعمل على تفعيلها، ويكون قادرا على اتخاذ القرار المستقبلي، ووقف حالة الجمود التي تنتابها. وان نظرة الى الية عمل هذه الوزارة ستظهر مقدار عجزها عن مواكبة العصر، وهي تعتمد الطريقة اليدوية ، والملفات التي تحوي عشرات التواقيع لاتمام المعاملة الواحدة.

ويُعَدّ الانقطاع عن التعليم في المغرب من أبرز أوجه الاختلال التي تعاني منها المنظومة التعليمية، بحسب ما تفيد تقارير رسمية، في حين ترتفع نسبة التسرّب المدرسي خصوصاً في الأرياف، نظراً إلى بُعد المدارس وارتفاع نسب الفقر.

وفي 12 إبريل/ نيسان الماضي، كشف وزير التربية الوطنية والتعليم الأوّلي والرياضة شكيب بنموسى، في خلال عرض قدّمه أمام أعضاء لجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب (الغرفة الأولى للبرلمان المغربي)، أنّ نحو 331 ألف تلميذ وتلميذة غادروا صفوف الدراسة في خلال العام الدراسي الماضي (2020-2021)، بنسبة ارتفاع بلغت 0.3 في المائة مقارنة بالعام الدراسي الذي سبق (2019-2020)، موضحاً أنّ هذه المعطيات تؤثّر سلباً على مؤشّرات التنمية البشرية والتربية والاقتصاد بالبلاد، ولافتاً إلى أنّ انقطاع التلميذات عن الدراسة يشكّل أحد أسباب تزويج القاصرات. 

ومنذ سنوات يطمح المغرب إلى وقف النزيف المدرسي عبر مجموعة من البرامج التي توفّر النقل المجاني والطعام والمبيت للتلاميذ الذين يقطنون بعيداً عن مقار تعليمهم، أو عبر تقديم الدعم المادي للأسر واستقبالها في سكن التلميذات والتلاميذ، مع مبادرة توزيع مليون حقيبة تحوي لوازم مدرسية، بالإضافة إلى إنشاء مدرسة الفرصة الثانية التي تقدّم دعماً مدرسياً وتكويناً (تدريباً) حرفياً للتلاميذ الذين تسرّبوا من التعليم. 

لكنّ معطيات رسمية تضمّنها مشروع الموازنة الفرعية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأوّلي والرياضة لعام 2022 تكشف أنّ الهدر المدرسي ما زال يشكّل تحدياً مقلقاً لقطاع التعليم في التعليم الثانوي الإعدادي، وما زالت مؤشّرات الانقطاع الدراسي من أقسام الابتدائي والإعدادي والثانوي مرتفعة.

وفي السياق ذاته، كشف تقرير للمجلس الأعلى للحسابات (أعلى هيئة رقابية في المغرب) عن عامَي 2019 و2020 استمرار ارتفاع معدّل ظاهرة الهدر المدرسي في المرحلة الإعدادية في الوسط القروي، إذ بلغت نسبة الانقطاع 12.2 في المائة في العام الدراسي 2019-2020، في مقابل 9.3 في المائة في الوسط الحضري.

في سياق متصل، يرى رئيس الجمعية المغربية لمحاربة الهدر المدرسي عبد الصمد الزياني أنّ “ظاهرة التسرّب المدرسي تُعَدّ من أكبر التحديات التي تواجهها منظومة التعليم في المغرب”، مشيراً إلى أنّ “الهشاشة والعوز يُعدّان إلى جانب الطلاق وقساوة الظروف المناخية من أبرز العوامل المؤثّرة في تحديد مستقبل الأبناء ودفع مئات منهم إلى ترك المدرسة سنوياً”. يضيف الزياني لـ”العربي الجديد” أنّ الأسر المعوزة “تنظر إلى التلميذ كعنصر فاعل وأساسي في تأمين القوت اليومي لها”، موضحاً من جهة أخرى أنّ “توفير المبيت والطعام للتلميذات البعيدات عن مقرّ مؤسساتهنّ التعليمية يساهم بشكل كبير في احتواء انعكاسات اقتصادية واجتماعية عديدة مرتبطة بانقطاع الفتيات عن الدراسة، من قبيل زواج القاصرات”.

وبحسب دراسة ميدانية أعدّتها النيابة العامة في المغرب حول زواج القاصرات، كُشف عنها في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، فإنّ “الهدر المدرسي هو الرافد الأساسي لزواج القاصرات، سواء تعلّق الأمر بعدم الالتحاق مطلقاً بمقاعد الدراسة أو التسرّب خارج المسار الدراسي بعد الولوج إلى المدرسة”.

من جهته، يقول الخبير التربوي عبد الناصر الناجي في تصريح سابق ،إنّ “للهدر المدرسي تأثيراً (سلبياً) كبيراً في مستقبل وتنمية المغرب الطامح إلى تحقيق نموذج تنموي جديد، كما أنّه يشكّل خطراً قد يعيق تحقيق النهضة التربوية المنشودة”. ويتحدّث الناجي عن مخاطر الهدر المدرسي، إذ “يتأثّر المنقطعون عن الدراسة بالظواهر المشينة في المجتمع ويتحوّلون إلى أطفال عدوانيين، وقد يساهمون في مظاهر الجريمة”.

 

 

 

 

زعيمة اليسار المغربي: تطالب برفع الضريبة على 29 شركة للمحروقات أغلبها لرئيس الحكومة إلى نسبة 45 بالمائة