فشل 350 مهاجرا إفريقيا من جنوب الصحراء دخول جيب مدينة مليلية المحتلة شمال المغرب

0
252

قال متحدث باسم الحكومة الإسبانية إن نحو 350 مهاجرا حاولوا في ساعة مبكرة من صباح اليوم السبت عبور السياج الحدودي بين المغرب وجيب مليلية الإسباني لكنهم لم ينجحوا.

ونبّه حرس الحدود الإسبان نظراءهم المغاربة قرابة الساعة الخامسة والنصف صباحا إلى أن “مجموعة من 350 إفريقيا من جنوب الصحراء” يحاولون تسلق الحاجز قرب معبر باريو تشينو الحدودي.

وأضاف المتحدث أن الحماية المدنية أرسلت مروحية لإبعادهم و”لم ينجح أحد في العبور”.

وأوضح أن مجموعة أخرى قوامها أكثر من 300 شخص حاولت الدخول إلى مليلية في 20 آب/أغسطس، لكن لم ينجح أي منهم أيضا في العبور.

وقد تمكن أكثر من 50 من أصل 150 مهاجرا اقتحموا السياج من دخول الجيب الإسباني قبل ذلك بثلاثة أيام.

كما دخل أكثر من 230 شخصًا إلى مليلية في 22 تموز/يوليو في واحد من أكبر التدفقات في السنوات الأخيرة.

ويشكل الجيبان الإسبانيان سبتة ومليلية الحدود البرية الوحيدة لأوروبا مع إفريقيا، ويتدفق عليهما عدد كبير من المهاجرين.

وتزامن ذلك مع أزمة دبلوماسية بين إسبانيا والمغرب، إذ أغضبت مدريد الرباط عندما سمحت بإيداع زعيم حركة بوليساريو مستشفى إسبانيا للعلاج من إصابته بكورونا.

ورغم إبعاد معظم أولئك المهاجرين على الفور، إلا أن نحو 2500 منهم بينهم نحو 800 قاصر غير مصحوبين بذويهم، ظلوا في سبتة حتى نهاية يوليو، وفق السلطات المحلية.

ويتدفق مهاجرون أفارقة عبر “قوارب الموت” في البحر الأبيض المتوسط لبلوغ “الحلم الأوروبي”. لكنّه حلم تحوّل في السنوات الأخيرة إلى كابوس، إمّا بسبب حوادث انقلاب القوارب وغرق كثيرين من هؤلاء المهاجرين غير الشرعيين، أو بسبب تشديد المراقبة الأمنية من قبل السلطات المغربية والإسبانية على حدّ سواء.

في السنوات الأخيرة، أضحت السلطات المغربية تشدد المراقبة حول سياج مليلية، وتتربص بمحاولات التسلل بحراً عبر قوارب في اتجاه إسبانيا. كذلك اتفقت مع السلطات الإسبانية على إعادة المهاجرين غير الشرعيين. وهذا الاتفاق بين المغرب وجارته الشمالية، رأى فيه المراقبون “لعباً لدور الدركي الذي يحمي حدود أوروبا”، ويمنع عنها تدفّق المهاجرين الأفارقة وطالبي اللجوء، وذلك لمصالح سياسية متبادلة. هكذا، ترتاح أوروبا من موجات الهجرة غير الشرعية التي تولّد لها مشاكل أمنية واجتماعية كبيرة، فيما يحصل المغرب في المقابل على دعم إسبانيا والبلدان الأوروبية الأخرى في قضية الصحراء المتنازع عليها”.

لعب المغرب لدور دركي أوروبا رفضته العديد من المنظمات الحقوقية المغربية، ويقول في هذا الصدد محمد بنعيسى، رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان، إن الاتفاق الثنائي بين البلدين القاضي بإعادة قبول المهاجرين الموقوفين في وضعية غير شرعية، وترحيلهم من إسبانيا إلى المغرب يجعل من المملكة بلد استقبال مرغمة”.

وأما محاولات تسلل المهاجرين الأفارقة عبر سياج مليلية فصار أكثر تعقيداً من قبل، فبين الفينة والأخرى تصدر بيانات من وزارتي الداخلية المغربية والإسبانية تفيد إحباط محاولات تسلل مهاجرين غير نظاميين، آخرها عملية إحباط اقتحام السياج من طرف زهاء 800 مهاجرا غير شرعي، حاولوا اقتحام سبتة المحتلة”.

وأصيب في هذه العملية التي تعود إلى بداية السنة الجارية، خمسون شخصا بينهم مهاجرون أفارقة وأفراد من قوات الحدود الإسبانية، وكذلك 10 أفراد من رجال الأمن المغربي بجروح بليغة، ما دفع المغرب إلى إعلان استثناء المهاجرين المتورطين في محاولات التسلل إلى إسبانيا من البرنامج الذي أطلقته الحكومة لتسوية وضعية المهاجرين غير الشرعيين.