“فضيحة التبول العمومي في مراكش: هل نحن جاهزون لاستضافة كأس العالم 2030؟

0
98

تصريحات الصحفي محمد التيجيني حول “فضيحة التبول العمومي” خلال ماراثون مراكش أثارت جدلاً واسعًا في النقاش العمومي، خاصة في ظل الاستعدادات لاستضافة كأس العالم 2030. هذه الحادثة ليست مجرد قضية صحية أو بيئية، بل هي مؤشر على إشكالات أعمق تتعلق بسياسة تدبير المدن، والبنية التحتية، والثقافة العامة. فهل نحن كدولة ومجتمع مستعدون لاستضافة حدث عالمي بحجم كأس العالم؟ وما هي الأبعاد الحقيقية لهذه الفضيحة؟

الفضيحة وتفاصيلها

بدأت القصة عندما لاحظ المشاركون في ماراثون مراكش غياب المراحيض العمومية، مما أدى إلى لجوء البعض إلى التبول في الأماكن العامة، بما في ذلك الحدائق والأزقة.

هذه الحادثة، التي تم تصويرها ونشرها على نطاق واسع، أثارت سخطًا شعبيًا وتساؤلات حول مدى جاهزية المدينة لاستضافة الأحداث الكبرى.

الصحفي محمد التيجيني وصف الحادثة بأنها “فضيحة” وربطها بغياب الرؤية الاستراتيجية لتدبير المدن، خاصة في ظل الاستعدادات لاستضافة كأس العالم 2030.

سؤال للتفكير: هل يمكن اعتبار هذه الحادثة مجرد خطأ لوجستي، أم أنها تعكس إشكالات هيكلية في سياسة تدبير المدن؟

سياسة تدبير المدن: أين الخلل؟

الفضيحة ليست معزولة عن سياق أوسع يتعلق بسياسة تدبير المدن في المغرب. الصحفي التيجيني أشار إلى غياب رؤية واضحة لسياسة المدينة، خاصة في ظل غياب وزيرة إعداد التراب الوطني وسياسة المدينة، فاطمة الزهراء المنصوري، عن تقديم حلول عملية لهذه الإشكالات. المدن المغربية، بما فيها مراكش، تعاني من مشاكل كبيرة في البنية التحتية، من نقص المراحيض العمومية إلى اختناقات المرور وضعف النقل العمومي.

سؤال للتفكير: ما هي المسؤوليات الملقاة على عاتق وزارة إعداد التراب الوطني وسياسة المدينة في معالجة هذه الإشكالات؟ وهل يمكن اعتبار غياب المراحيض العمومية مؤشرًا على فشل سياسة المدينة؟

كأس العالم 2030: اختبار حقيقي

الاستعدادات لاستضافة كأس العالم 2030 تضع المغرب تحت المجهر الدولي. الحادثة التي وقعت في مراكش تثير تساؤلات حول مدى جاهزية المدن المغربية لاستضافة حدث بهذا الحجم. الصحفي التيجيني أشار إلى أن الاستضافة ليست مجرد حدث رياضي، بل هي استراتيجية وطنية تتطلب تحسين البنية التحتية وتخليق الحياة العامة ومحاربة الفساد.

سؤال للتفكير: هل يمكن للمغرب أن يستفيد من استضافة كأس العالم 2030 لتحسين البنية التحتية وتدبير المدن، أم أن الاستضافة ستكشف عن مزيد من الإشكالات؟

النقل العمومي والتطبيقات: فوضى تحتاج إلى حلول

إضافة إلى مشكلة المراحيض العمومية، أشار التيجيني إلى إشكالات أخرى تعاني منها المدن المغربية، مثل فوضى النقل العمومي وسوء تدبير التطبيقات الخاصة بسيارات الأجرة. هذه المشاكل لا تؤثر فقط على المواطنين، بل أيضًا على السياح الذين سيزورون المغرب خلال كأس العالم 2030.

سؤال للتفكير: ما هي الحلول الممكنة لتنظيم قطاع النقل العمومي وتحسين تجربة المواطنين والسياح؟

السياسة والمسؤولية: من يتحمل الفشل؟

الفضيحة تطرح أيضًا تساؤلات حول المسؤولية السياسية. الصحفي التيجيني تحدث عن غياب الرؤية الاستراتيجية لوزيرة إعداد التراب الوطني وسياسة المدينة، فاطمة الزهراء المنصوري، وانتقد عدم قدرتها على تقديم حلول عملية للإشكالات التي تعاني منها المدن المغربية. كما أشار إلى أن هذه الإشكالات ليست جديدة، بل هي نتيجة تراكمات سنوات من الإهمال وسوء التدبير.

سؤال للتفكير: هل يمكن اعتبار غياب الرؤية الاستراتيجية لسياسة المدينة سببًا رئيسيًا للإشكالات التي تعاني منها المدن المغربية؟ وما هي الحلول الممكنة لتحسين تدبير المدن؟

المقارنة مع الدول الأخرى: دروس مستفادة

الصحفي التيجيني أشار إلى أن الدول المتقدمة، مثل إسبانيا والبرتغال، تضع سياسات واضحة لتدبير المدن، خاصة في ظل استضافتها لأحداث كبرى مثل كأس العالم. هذه الدول تعتمد على رؤية استراتيجية طويلة المدى لتحسين البنية التحتية وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين والسياح.

سؤال للتفكير: ما هي الدروس التي يمكن للمغرب أن يستفيدها من تجارب الدول الأخرى في تدبير المدن واستضافة الأحداث الكبرى؟

الخاتمة: نحو رؤية استراتيجية لتدبير المدن

فضيحة التبول العمومي في مراكش ليست مجرد حادثة عابرة، بل هي مؤشر على إشكالات هيكلية في سياسة تدبير المدن في المغرب. الاستعدادات لاستضافة كأس العالم 2030 يجب أن تكون فرصة لتحسين البنية التحتية وتخليق الحياة العامة.

الصحفي محمد التيجيني طرح تساؤلات مهمة حول مسؤولية الوزارة المعنية وغياب الرؤية الاستراتيجية. الآن هو الوقت المناسب لاتخاذ إجراءات عملية لتحسين تدبير المدن وضمان نجاح استضافة كأس العالم 2030.

سؤال أخير: هل يمكن للمغرب أن يتحول من فضيحة التبول العمومي إلى نموذج ناجح في تدبير المدن واستضافة الأحداث الكبرى؟

هذا المقال التحليلي يسلط الضوء على أبعاد فضيحة التبول العمومي في مراكش ويربطها بالسياق العام لسياسة تدبير المدن والاستعدادات لاستضافة كأس العالم 2030. من خلال طرح الأسئلة الضرورية وتحليل الأبعاد المختلفة، نقدم رؤية نقدية متوازنة تهدف إلى إثارة النقاش العمومي حول هذه القضية المهمة.