عقد مغني الراب المغربي طه فحصي المشهور بلقب “طوطو” يوم الأحد، مؤتمرا صحفيا بالعاصمة الرباط رفقة المحامي زهراش، لتقديم اعتذارا “لكل من انزعج” من تصريحات أثارت ضجة مؤخرا يقول فيها إنه يدخن الحشيشة، عشية الاستماع إليه من جانب الشرطة.
وقال المغني المعروف بلقب “الكراندي طوطو”، في مؤتمر صحافي بالرباط، “أعتذر لكن من انزعج من كلامي بدءا بالسلطات والجمهور، ربما لم يفهموا ما كنت أريد أن أقول”، مضيفا “الراب له لغة خاصة ربما لم أستعملها في الوقت المناسب والمكان المناسب”.
كان “الكراندي طوطو” قال في مؤتمر صحافي بمناسبة حفل بالرباط أواخر سبتمبر “نعم أدخن الحشيشة وماذا بعد؟”، مؤكدا في جواب على سؤال لصحافي أن ذلك “لا يعني بالضرورة أنني أقدم قدوة سيئة” للشباب من جمهوره ليفعلوا مثله.
لكن هذه التصريحات جرت عليه انتقادات وأثارت ضجة في وسائل التواصل الاجتماعي، “كبرت أكثر مما يجب (…) لكنها درس جيد بالنسبة لي” بحسب قوله.
يمنع القانون المغربي استهلاك الحشيشة، التي تعد المملكة أهم منتجيها في العالم، بينما قننت مؤخرا استعمالها لأغراض طبية وصناعية.
من جهته أكد عبد الفتاح زهراش محامي المغني أن الأخير منع من السفر خارج المغرب، الخميس، واستدعي للمثول أمام الشرطة الإثنين بالدارالبيضاء.
وأضاف “سمعنا عن شكوى ضده لكننا لا نزال نجهل أسباب استدعائه” من طرف الشرطة.
في سياق هذه الضجة، تقدم صحافي مغربي بشكوى ضد “الكراندي طوطو” يتهمه فيها “بالترويج لاستهلاك المخدرات” فضلا عن “القذف” على خلفية منشورات في مواقع التواصل الاجتماعي، وفق ما أوضح محاميه محمد كروط في تصريح صجفي.
واستنكرت المنظمة ما وصفته بـ “الانحراف”، كما أنها أدانت “استثمار وزير الثقافة والشباب والتواصل لأموال الشعب في تنظيم مهرجانات التفاهة، واستغلالها كوسيلة تواصل، لتمرير فقرات الذل التي من شأنها هدم القيم والمبادئ التربوية والثقافية للشباب بإعتبارهم الفئة الاجتماعية المستهدفة، في قالب مواز لتفريغ السياسية العمومية من أهداف وفلسفة تكريس القيم وبناء جيل نموذجي”.
ودعت المنظمة كافة القوى الحية للأمة إلى المطالبة بعزل وزير الثقافة، نظرا لخطورة وقع هاته الإهانة على الصورة الثقافية والفنية والتربوية للشعب المغربي، الذي يطالب بعدم نسف مبدأ الحكامة الجيدة، من خلال ربط المسؤولية بالمحاسبة.
من جهته قال مصطفى الطالب، الناقد الفني والسينمائي، إن ما وقع بالمهرجان، يستدعي اعتذارا رسميا من وزارة الثقافة، كما أنه يستدعي من الوزير نفسه أن يقدم استقالته، مشددا على أن ما جرى لا يليق بالرباط كعاصمة للثقافة، ولا يليق بهذا المشروع الذي يرعاه جلالة الملك.
وذكر الطالب في حديث للقسم الإعلامي لحزب العدالة والتنمية اليوم، أن ما وقع سقط بالمغاربة في الحضيض، ما يستوجب مساءلة وزير الثقافة، باعتباره المسؤول عن المجال الفني وعن الإبداع الفني، وباعتباره أيضا المسؤول عن المهرجان، الذي استدعى هذا الشخص الذي لا يفقه شيئا لا في الفن ولا في الإبداع.
ونبه المتحدث ذاته، إلى أن شعار الحرية الذي يتبجح به أمثال هؤلاء للقيام بأعمالهم المنافية للإبداع والذوق والفن، لو أنهم كانوا في أوروبا نفسها، وتفوهوا بتلك التعابير في وجه الجمهور والمواطنين، لقابلهم الشعب الأوروبي بالتهميش والازدراء.
وأضاف: “لأن الكلام الذي قاله المعني فوق خشبة المسرح كان ساقطا جدا وبئيسا للغاية”، يتابع الطالب: “فربما نجد تفسير هذا في أنه ألف قوله أو استخدمه في أزقة وشوارع معينة، منبها إلى أن هذه الأزقة والشوارع هي أقصى مكان قد يقول فيه تلك المصطلحات، لا أن يُستدعى إلى مهرجان ممول من المال العام، وأن يخاطب الجمهور بهذا السفه والبذاءة”.
ودعا الناقد الفني، الفنانين والمفكرين والمثقفين والفاعلين في المجتمع المدني وجمعيات الفن والثقافة وأيضا السياسيين والفاعلين في وسائل التواصل الاجتماعي، إلى التعبير الصريح عن رفض هذا الشذوذ الذوقي، وهذا الانحطاط اللغوي.
كما أنه دعاهم إلى أن يحملوا الحكومة، بدءا من وزير الثقافة مرورا بوزير التربية الوطنية والتعليم العالي والشؤون الإسلامية، وصولا إلى رئيس الحكومة نفسه، كامل المسؤولية في ما يقع من أحداث مؤلمة لكل مغربي غيور على وطنه، غيور على ثقافته وغنى حضارته، وغيور أيضا على نفسه وذوقه الفني والثقافي.
وكان مغني الراب الغراندي طوطو، الذي أحيى سهرات في مهرجان الرباط عاصمة للثقافة الأفريقية، قد أعلن في ندوة صحفية بمقر المهرجان، أنه يتعاطى الحشيش، وأنه لا يجد في الإعلان عن ذلك أي تحريض للشباب على اقتفاء أثره..
وأطلق طوطو أثناء اعتلائه المسرح جملة من المواقف التي تحمل إيحاءات مخلة بالحياء وتتناقض مع عادات الشعب المغربي.
يذكر أن اختيار مدينة الرباط عاصمة للثقافة الأفريقية لعام 2022، تم خلال قمة منظمة المدن والحكومات المحلية في أفريقيا (أفريسيتي)، المنعقدة في مدينة مراكش سنة 2018، حيث تم الاتفاق على اختيار عاصمة ثقافية جديدة للقارة كل ثلاث سنوات، واختيار العاصمة المغربية كأول عاصمة ثقافية للقارة.
وتشمل النشاطات والفعاليات الثقافية التي تستمر حتى نهاية أيار/ مايو 2023، مجالات: الآداب، ومعارض الفن التشكيلي، وفنون الشارع، والفنون الرقمية، والموسيقى، والرقص، والمسرح، والمنتديات، والسينما.