“فيصل العرايشي في مواجهة الانتقادات: كيف تؤثر فلسفة ‘عدم المشاركة’ على سمعة الرياضة المغربية؟”

0
155

“تغريدة أوموسي تسلط الضوء على إدارة فيصل العرايشي: غياب المغاربة عن الأولمبياد أم استراتيجية متعمدة؟”

في ربع قرن من الزمن، شهدت الرياضة المغربية في الألعاب الأولمبية إخفاقات متتالية تعكس أزمة أعمق من مجرد نتائج متواضعة.

التغريدة الأخيرة للصحفي المغربي محمد أوموسي على فيسبوك، التي نقل فيها تصريح فيصل العرايشي، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة المضرب، تلقي الضوء على واحدة من أبرز القضايا في هذا السياق: فلسفة “عدم المشاركة أفضل من الهزيمة”.

منذ دورة أثينا 2004، حيث كانت آخر مشاركة للمغرب في الألعاب الأولمبية في كرة المضرب، لم يظهر العلم المغربي في أي من الدورات التالية، بما في ذلك دورة باريس 2024. يتساءل الكثيرون حول الأسباب الكامنة وراء هذا الغياب، والذي يمكن تفسيره من خلال فلسفة العرايشي التي تنص على أن “من لا يشارك، لا يُهزم”.

هذه الفلسفة، وإن كانت تبدو كوسيلة لتفادي الفشل، إلا أنها تكشف عن مشكلة جوهرية في إدارة الرياضة المغربية على المستوى الدولي. عدم المشاركة لا يحل أزمة الأداء الضعيف، بل يرسخ واقعًا من التراجع والانغلاق. فلسفة العرايشي تعكس ربما عجزًا عن تقديم استراتيجيات فعالة لتحسين الأداء الرياضي، مما يجعله يلجأ إلى العزوف عن المنافسة كحلٍ بديل.

لكن هل يمكن اعتبار عدم المشاركة حلاً فعّالاً؟ أم أن هذه الفلسفة تعكس مشكلة أعمق تتعلق بجودة التكوين والتدريب، نقص الدعم والمرافق الرياضية، أو حتى ضعف التخطيط الاستراتيجي؟ إن الرد على هذه الأسئلة يتطلب تحليلًا عميقًا لواقع الرياضة المغربية والإصلاحات الضرورية.

أسباب إخفاقات رياضة المضرب المغربية:

  1. الإدارة والتخطيط: إن غياب التنسيق بين مختلف الجهات المعنية في القطاع الرياضي يعكس ضعفًا في التخطيط الاستراتيجي. عدم وجود خطة واضحة للتطوير الرياضي يساهم في التراجع المستمر.

  2. التدريب والتكوين: يشير مستوى الأداء المتواضع إلى نقص في الجودة التدريبية والتكوينية للرياضيين. ضعف التكوين يؤدي إلى عدم القدرة على المنافسة بفعالية على المستوى الدولي.

  3. الدعم المالي والمرافق: تواجه رياضة المضرب المغربية تحديات كبيرة تتعلق بتمويل الأنشطة الرياضية وتوفير المرافق الضرورية. نقص الموارد المالية والمرافق يؤثر سلبًا على تطوير القدرات الرياضية.

السبل الممكنة للتحسين:

  1. استراتيجيات واضحة: يجب وضع استراتيجيات طويلة الأمد تهدف إلى تحسين الأداء الرياضي من خلال التخطيط الجيد والتنسيق بين مختلف الأطراف المعنية.

  2. تعزيز التدريب: التركيز على تحسين جودة التدريب والتكوين من خلال التعاون مع مدربين عالميين وتطوير البرامج التدريبية.

  3. استثمار في البنية التحتية: تخصيص ميزانيات كافية لتطوير المرافق الرياضية وتوفير الدعم المالي للرياضيين.

  4. تعزيز مشاركة الرياضيين: تشجيع الرياضيين على المشاركة في المنافسات الدولية لتعزيز الخبرة وزيادة فرص النجاح.

في النهاية، إن فلسفة “من لا يشارك، لا يُهزم” قد تكون مؤقتة، ولكنها لا تشكل حلاً جذريًا للأزمة الرياضية المغربية. إن العمل الجاد والتخطيط الاستراتيجي والإصلاحات الشاملة هي السبيل الوحيد للخروج من هذه الأزمة وتحقيق النجاح على المستوى الأولمبي والدولي.