في تغريدة مثيرة للجدل نشرها الناشط المغربي والفاعل الجمعوي فيصل مرجاني على صفحته في فيسبوك، طرح مرجاني تساؤلات عميقة حول شخصية تعيش في كندا تُدعى هشام جيراندو، والذي باتت فيديوهاته المثيرة للجدل تتصدر المشهد على وسائل التواصل الاجتماعي.
ما يميز هذه الفيديوهات هو الهجوم المستمر على مؤسسات الدولة المغربية وشخصياتها الأمنية، ونسج قصص “خيالية” تمتلئ بالفنتازيا الساذجة، التي يعتبر مرجاني أنها تخدم أجندة دولة أخرى، وهي الجزائر.
خطاب مشوه وأجندة خارجية
في تغريدته، يشير مرجاني إلى أن الفيديوهات التي ينشرها جيراندو ليست مجرد تعبير فردي عن رأي أو انتقاد، بل إنها تمثل امتدادًا لخطاب مشوه مليء بالأكاذيب، مصدره الجزائر، التي وصفها مرجاني ببلاد “صناعة الأوهام”.
وهو ما يعكس العلاقة المتوترة بين البلدين، والتي امتدت إلى الفضاء الرقمي، حيث يتم استغلال منصات التواصل الاجتماعي لترويج أكاذيب من شأنها ضرب استقرار المغرب.
السؤال الذي يطرحه مرجاني: هل تهدف هذه الهجمات إلى تحقيق أهداف أكبر من مجرد الإساءة للمؤسسات المغربية؟ وهل يمكن اعتبار هذه الحملات جزءًا من صراع إقليمي بين البلدين؟
الاتهامات الباطلة: منطق مشوه وتحدٍ للعقل
يُعتبر جيراندو في مقاطع الفيديو التي ينشرها نموذجًا للخطاب المضلل، حيث يتهم المؤسسة الملكية المغربية بالاستحواذ على 250 مليار دولار من ميزانية الدولة، بينما الحقائق الاقتصادية تشير بوضوح إلى أن الناتج القومي الإجمالي لا يتجاوز 150 مليار دولار، وأن ميزانية الدولة المغربية تقل عن 50 مليار دولار.
هل يدرك جيراندو التناقضات في تصريحاته؟ أم أن هذه التصريحات مجرد انعكاس لأوهام تتحدّى المنطق، في إطار لعبة سياسية تهدف إلى تشويه صورة المغرب أمام العالم؟ هذه الأسئلة تثير القلق حول الطريقة التي يتم بها استخدام البيانات المغلوطة للتلاعب بالحقائق.
الجزائر: بلد الخرافات الاقتصادية؟
في الجزء الثاني من تغريدته، يسخر مرجاني من التصريحات السابقة للمسؤولين الجزائريين، الذين زعموا أن بلادهم قادرة على تحلية مليار و300 مليون متر مكعب من مياه البحر يوميًا، أو أنها تُصنَّف كثالث أقوى اقتصاد عالمي. هذه الادعاءات، التي وصفها مرجاني بالخرافية، تكشف عن أزمة في التعامل مع الواقع الاقتصادي والسياسي.
هل تسعى الجزائر، عبر هذه الادعاءات، إلى تصدير صورة مزيفة لقوتها الاقتصادية والسياسية؟ وما مدى تأثير هذه الصورة المشوهة على علاقاتها مع دول الجوار، خصوصًا في ظل التوترات مع المغرب؟
فيصل مرجاني: صوت من داخل المجتمع المغربي
يبدو أن تغريدة فيصل مرجاني ليست مجرد تعليق عابر على شخص مثل جيراندو، بل هي جزء من مواجهة أكبر بين الأصوات المغربية التي تسعى لحماية استقرار البلاد وفضح محاولات التشويه التي تستهدفها. من خلال انتقاداته اللاذعة، يسعى مرجاني إلى تسليط الضوء على الدور الذي تلعبه بعض الأطراف الخارجية في تغذية الصراع وتشويه الحقائق.
هل يمكن لتغريدات مثل هذه أن تكون جزءًا من مواجهة شعبية للخطاب الموجه ضد المغرب؟ وما هو الدور الذي يلعبه المجتمع المدني في هذه المواجهة الرقمية؟
ختامًا: تشويه الحقائق إلى أين؟
في ظل تصاعد هذه الحملات، يبقى التساؤل مفتوحًا حول تأثيرها على الرأي العام المحلي والدولي. هل سيتمكن المجتمع المغربي من الوقوف في وجه هذه الهجمات الإلكترونية التي تستهدف استقراره؟ أم أن هذه الحملات ستستمر في تشويه الصورة العامة للمؤسسات المغربية على الصعيد الدولي؟
يبقى الفضاء الرقمي ساحة مفتوحة للصراع على الأفكار والروايات، حيث تبرز الحاجة إلى توعية الجمهور وتمكينه من التفريق بين الحقيقة والوهم، في عالم باتت فيه المعلومات المغلوطة تنتشر بسرعة فائقة.