في “ذكرى ثورة الفاتح” خروج شبيه القائد الليبي القذافي في شوارع ليبيا وسط هتافات “يحيا القائد”

0
394

فيديو متداول يرصد رجلاً يشبه القذافي وهو يتجول في شوارع مدينة بني الوليد الليبية، الأمر الذي أثار تفاعلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي.

وشارك العديد من مستخدمي منصة “إكس”، تويتر سابقًا، صورًا ومقاطع فيديو لشبيه القذافي خلال ركوبه سيارة في شوارع بني وليد.

ووضع شبيه القذافي الذي رافقته حراسة أمنية، إكليلا من الزهور على ضحايا ثورة 17 فبراير في مدينة بني وليد، وسط هتافات محبّي القذافي وداعمي النظام السابق الذين ردّدوا “يحيا القائد.. يحيا الفاتح”.

وشارك العديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيديو لشبيه القذافي، في خطوة تعكس استمرار تأثير الراحل معمر القذافي على عقول الناس وذلك بعد سنوات على مقتله.

احتفل أمس الجمعة  أنصار النظام السابق بذكرى مرور 54 عاما على “ثورة الفاتح من سبتمبر”، التي أوصلت الزعيم الراحل معمر القذافي إلى الحكم عام 1969، في الوقت الذي تعثّرت فيه العملية السياسية بالبلاد وتعطل المرور إلى مرحلة الانتخابات.

ووصل القذافي إلى سدة الحكم في ليبيا إثر انقلاب عسكري على الملك إدريس السنوسي عام 1969، وأطلق على الانقلاب اسم “ثورة الفاتح من سبتمبر”.

وقتل القذافي في 20 أكتوبر/تشرين الأول 2011، عن عمر يناهز 69 عامًا، على يد ثوار مناهضين لنظامه، إثر محاولته الاختباء في نفق لتصريف المياه بعد الهجوم على موكبه من قبل طائرات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في مدينة سرت، مسقط رأسه.

مليشيات البوليساريو الارهابية تعلن عن مقتل قائد المنطقة العسكرية السادسة بطائرة مسيرة مغربية

أين ذهبت مليارات القذافي؟..جنوب أفريقيا.. المتهم الرئيسي

179 طائرة تجارية ليبية نقلت في الظلام مليارات الدولارات الليبية إلى جنوب أفريقيا عام 2011، بعد أن تبين للزعيم الليبي معمر القذافي وقتها جدية الثورة الشعبية، التي أطاحت به وبنظامه بعد أشهر قليلة من الثورة عليه.

وكشف تحقيق تلفزيوني للمخرجين ميشا ويسل وتوماس -أثار ضجة في هولندا- مصير مليارات الدولارات من الأموال الليبية المسروقة، وكشف نتائج لافتة بعد أكثر من 3 سنوات من تتبع خيوط عديدة حول العالم، من ضمنها حقائق وصفت بالخطيرة قدمها الفيلم التحقيقي “البحث عن مليارات القذافي”، والذي عرض مؤخرا على شاشة التلفزيون الهولندي الرسمي.

وبحسب التحقيق، فإن القذافي لم يثق بالبنوك الدولية أو الشيكات المصرفية، وكان يجمع الدولارات الأميركية، والتي وزع كميات منها عندما اشتدت الأزمة في ليبيا على بلدان عدة، منها جنوب أفريقيا، حيث يقدر المال الذي وصل إلى هذا البلد الأفريقي وحده ب 12.5 مليار دولار.

ولم تكن نية القذافي -وفق مقربين منه كما كشف الفيلم- الهروب مع نقوده خارج ليبيا؛ بل كان يخطط لمواصلة الحرب على معارضيه من الخارج إذا اضطرته الظروف لترك ليبيا، وكان مخططه بأن الحرب ستطول، وأنها تحتاج لكثير من الأموال، التي كان يخزنها لسنوات في مخابئ خاصة في ليبيا، قبل أن يقرر أن يهربها لدول كان يملك فيها الكثير من الأصدقاء والنفوذ.

وليس من المعروف حتى اليوم مصير الكثير من هذه الأموال، حيث إنها جمعت في حاويات خاصة حال وصولها، ونقلت إلى مكان مجهول في جنوب أفريقيا، وتم حذف أي معلومات رسمية عن وصول الطائرات الليبية الخاصة من سجلات الطيران المدني، وضاع الكثير من الخيوط التي يمكن أن توصل إلى مكان المال الليبي المفقود.

صورة رقم 2: هولندا/أمستردام/ محمد موسى / المخرج توماس بلوم في ليبيا/ من الصور الدعائية التي وفرها الفيلم ليس عليها حقوقالمخرج توماس بلوم أثناء بحثه عن تفاصيل تحقيقه التلفزيوني في ليبيا (مواقع التواصل)

جنوب أفريقيا.. المتهم الرئيسي

ويوجه الفيلم اتهامات الاستيلاء على الأموال الليبية لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم في جنوب أفريقيا، إذ تشير كل الدلائل إلى دوره في اختفاء هذه الأموال، والتي ربما تحتاج إلى جهد دولي لعودتها إلى مكانها البدهي في ليبيا، البلد الذي يعاني سكانه من أزمات اقتصادية كبيرة.

وفي مقابلة مع الجزيرة نت، شرح المخرجان أسباب اهتمامهما بالمال الليبي المفقود، بالقول إن القصة بدأت عندما كان توماس بلوم في ليبيا من أجل تصوير برنامج سفر للتلفزيون الهولندي قبل سنوات، حيث شاهد الفقر الكبير في البلد الغني بالموارد الطبيعية.

وأكد المخرجان أن بلوم سمع وقتها شائعات تتعلق بمصير الأموال الليبية، التي هربها القذافي قبل مقتله، ولا يعرف مكانها، وبدأ السؤال يكبر، “عندها قررنا أن نحقق بأنفسنا في مصير هذه الأموال”.

ويرافق الفيلم شخصيات من جنسيات متعددة، بعضها جدلية وذات ماض إشكالي، وهي تبحث عن المال الليبي في جنوب أفريقيا طمعا في المكافأة، التي أعلنت عنها الحكومة الليبية قبل سنوات، والتي وعدت بنسبة 10% للشخص أو المؤسسة التي تعيد الأموال إلى ليبيا.

حيث أسالت ضخامة المكافأة (تصل إلى مئات الملايين من الدولارات) لعاب مجموعة من الشخصيات، منها من كان مقربا من النظام الليبي السابق، أحدهم رجل تونسي يدعى إريك جويد، والذي كان وسيطا في صفقات سلاح سابقة لهذا النظام.

وهناك من بدأ في جنوب أفريقيا نفسها جهودا داخل حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، للضغط من هناك على الحكومة لإرجاع المال طمعا في المكافأة، رغم أن هذه الحكومة لم تعترف حتى اليوم بأن المالي الليبي قد وصل لبلادها.

صورة رقم 4: هولندا/أمستردام/ محمد موسى / تاجر سلاح جنوب افريقي من الباحثين عن المال الليبي/ من الصور الدعائية التي وفرها الفيلم ليس عليها حقوق.تاجر سلاح جنوب أفريقي من الباحثين عن المال الليبي كما ظهر في الفيلم (مواقع التواصل)

مقتل الشاهد بعد مقابلته
ورغم أن السرية التامة تحيط وصول المالي الليبي في جنوب أفريقيا؛ إلا أن هناك من نجح في التقاط صور فوتوغرافية لـ”حاويات خشبية ليبية” وصلت جنوب أفريقيا، وتحوي داخلها دولارات أميركية، وقام بإرسال هذه الصور لمجموعة أشخاص منهم جاسوس صربي يعيش في جنوب أفريقيا.

نجح الفيلم في مقابلة هذا الشخص الصربي، والذي كشف عن صور فوتوغرافية للمال الليبي، الذي وصل إلى جنوب أفريقيا، بيد أن هذا الجاسوس لقي حتفه بعد أيام من تلك المقابلة على يد رجلين ما زلا مجهولين حتى اليوم.

وبعد أيام من الحادثة تلك، عثرت الشرطة الصربية على جثة رجلين، يرجح أنهما للقاتلين، بدون أن تتوصل الشرطة لأي أجوبة تخص عمليات القتل.

وفي سؤال للجزيرة نت للمخرج توماس بلوم عن أسباب التستر على مصير المال الليبي المسروق في جنوب أفريقيا، قال بلوم “كل الدلائل تشير إلى أن جاكوب زوما (رئيس جنوب أفريقيا بين عامي 2009 و2018) هو المسؤول عن قرار الاحتفاظ بالمال الليبي، وأن على الحزب الحاكم القيام بتحقيق شفاف في القضية؛ لأن هذا وحده هو الذي سيظهر الحقيقة.

ويستعيد الفيلم التحقيقي الهولندي تاريخ العلاقات الطويلة بين القذافي وحزب المؤتمر الوطني الأفريقي، حيث ألهم زعيم الحزب الراحل نيلسون مانديلا القذافي لسنوات. كما أن الزعيمان التقيا بعد خروج مانديلا من السجن.

ورفض مانديلا في مناسبات عدة انتقادات غربية وجهت له لصداقته بالقذافي، حتى وصف الذي ينتظر من صديقه أن يكون عدوا لعدوه بالغباء السياسي.

كما أن القذافي ساهم ماديا في حملات حزب المؤتمر الوطني في انتخابات جنوب أفريقيا، وكان له نفوذ كبير في العملية السياسية. صحيح أن هذا النفوذ تضاءل مع حكم الرئيس ثابو مبيكي (2008-1999)، الذي رفض جهود القذافي للحصول على لقب ملك أفريقيا؛ إلا أنه عاد إلى حاله مع فترة حكم الرئيس جاكوب زوما.