ذكر عسكريون في إعلان بث على التلفزيون الرسمي في الغابون أن المجلس العسكري عيّن بريس أوليغي أنغيما زعيما مؤقتا للبلاد.
ولم يكن الإعلان مفاجئا، إذ كانت هناك توقعات بأن يتولى أنغيما المرحلة الانتقالية لاعتقاد كثيرين أنه قائد الانقلاب ضد الرئيس بونغو.
وكانت تقارير صحفية ذكرت في وقت سابق أن الجنرالات في الغابون سيجتمعون اليوم لتحديد من سيقود المرحلة الانتقالية بعد الانقلاب.
وحسب عدد من التقارير في هذا السياق، فإن الجنرال بريس كلوتير أوليغي نغويما، تلقى تعليمه وتدريبه العسكري في الأكاديمية الملكية العسكرية بمدينة مكناس بالمغرب، حيث تخرج منها، ليعود إلى بلده وينضم إلى الدائرة المقربة من الرئيس عمر بونغو.
وتم تعيينه بعد وفاة عمر بونغو، وتولي ابنه علي بونغو السلطة في البلاد، كملحق عسكري في سفارة الغابون لدى الرباط، وقد ظل عدة سنوات في ذلك المنصب قبل أن ينتقل إلى السينغال للقيام بنفس المهام في السفارة الغابونية.
يُظهر هذا الفيديو المأخوذ من مقطع فيديو غير مؤكد في مكان غير معلوم حصلت عليه وكالة فرانس برس في 30 أغسطس 2023، رئيس الغابون المخلوع علي بونغو أونديمبا، وهو يدعو “أصدقائه في جميع أنحاء العالم إلى إحداث بعض الضجيج” أثناء وجوده تحت الإقامة الجبرية.
وفي عام 2018 عاد نغويما إلى الغابون تزامنا مع المرض الخطير الذي كان قد أصيب به رئيس البلاد علي بونغو، عندما تعرض لسكتة دماغيىة عجلت بنقله إلى المستشفى العسكري في العاصمة المغربية لتلقي العلاج، وقد تم ترقية نغويما في نفس العام برتبة رئيس مكافحة التجسس في الحرس الجمهوري، ثم تمت ترقيته بعد 6 أشهر على لترؤس الحرس الجمهوري.
ووفق العديد من التقارير، فإن نغويما منذ تلك الفترة عمل مجهودات كبيرة لتعزيز قدرات الأمن الرئاسي، بزيادة عدد الأفرد المدربين، وظل غائبا عن الأضواء قبل أن يظهر من جديد على رأس قادة الانقلاب الذين أطاحوا بعلي بونغو.
وقد تمكن قادة الانقلاب من اعتقال عدد من الشخصيات والمسؤولين المنتمين لـ”نظام” علي بونغو، حيث يواجه هؤلاء العديد من التهم، “الخيانة العظمى” و”اختلاس أموال الدولة” وغيرها من الاتهامات التي يُتوقع أن توجه إلى الرئيس علي بونغو الذي يتواجد حاليا رهن “الإقامة الجبرية”.
وفي لقاء له مع صحيفة لوموند الفرنسية، وبسؤاله إن كان يعتبر نفسه الرئيس الجديد للغابون بعد عملية الانقلاب؟ قال: “أنا لا أعلن نفسي رئيسا، ولا أتصور أي شيء في الوقت الراهن. هذا هو النقاش الذي سنجريه مع جميع الجنرالات. سنلتقي الساعة الثانية بعد الظهر. سيكون الأمر يتعلق بالتوصل إلى توافق في الآراء، سيطرح الجميع أفكارًا وسيتم اختيار أفضلها، بالإضافة إلى اسم الشخص الذي سيقود عملية الانتقال.
وبسؤال عما إذا كان هذا الانقلاب مخططا له منذ فترة طويلة أم أن إعلان نتائج انتخابات 26 أغسطس بفوز علي بونغو هو ما دفعهم للتحرك، أوضح نغويما أن الجميع يعلم مدى الاستياء في الغابون، وبعيدًا عن هذا الاستياء، “أضف إلى ذلك مرض رئيس الدولة [أصيب علي بونغو بسكتة دماغية في أكتوبر 2018 مما أدى إلى ضعفه]. الجميع يتحدثون عن ذلك، لكن لا أحد يتحمل المسؤولية. ولم يكن له الحق في الخدمة لولاية ثالثة، وتم انتهاك الدستور، ولم تكن طريقة الانتخاب نفسها جيدة. فقرر الجيش أن يطوي الصفحة ليتحمل مسؤولياته”.